
( الأولى ) :
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن التقارير الإخبارية الأخيرة حول زيارة قائد فيلق قدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، للقاهرة واجتماعه السري المزعوم مع مستشار الرئيس المصري، عصام الحداد، تهدف إلى تشويه الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المراقبين يرون أن الرواية التي انتشرت في الصحافة مؤخراً حول لقاء سري بين سليماني و الحداد تهدف في الأساس لتشويه صورة الرئيس مرسي الذي أصبح في موقف دفاعي بعد المظاهرات المعارضة للدستور للجديد.
ولقتت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية نفت بشكل قاطع صحة التقرير كما نفاه سليماني أيضاً، مشيرة إلى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه القصة مرتبطة فعلاً بطريقة ما بإقالة وزير الداخلية المصري، أحمد جمال الدين. واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين تسارع في إلقاء اللوم على الغرباء بسبب الصعوبات التي يواجهها مرسي، إلا أن ذلك ليس خاطئا تماماً، فلا شك أن الرئيس مرسي يواجه عداءاً شديداً من الداخل و الخارج وخاصة دولة الإمارات العربية التي إعتقلت مؤخراً 11 مصرياً وإتهمتهم بالإضرار بالأمن الوطني، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها طهران من أجل التودد للقيادة المصرية الجديدة، إلا أن إقامة علاقات أفضل بين مصر وإيران تبدو مهمة أصعب بكثير مما تخيلته إيران في أعقاب الإطاحة بالرئيس مبارك. وأوضحت أنه بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، لمصر كانت القاهرة تستضيف مؤتمر "نصرة الشعب العربي الأحوازي" الذي شهد إنتقادات عنيفه للإحتلال الفارسي للأراضي العربية.
وأضافت أنه على الرغم من إدعاءات إيران بأن المؤتمر هو من عمل "السلفيين المتطرفين" المدعومين من قبل السعودية وقطر، إلا أن الحقيقة هي أن المؤتمر تم برعاية أحد أبرز مستشاري رئاسة الجمهورية وكذلك الأزهر الذي يمثل المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، مما يؤكد على محدودية إمكانية حدوث إنفراجة في العلاقات المصرية الإيرانية قريباً.
واعتبرت أن زيارة الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، للقاهرة الشهر القادم للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي هي إنعكاس لزيارة مرسي لطهران للمشاركة في قمة عدم الإنحياز حين أثار إستياء إسرائيل والولايات المتحدة عندما أبدى إلى إستقلالية أكبر في العلاقات الخارجية عما كانت عليه في عهد مبارك، وفي الوقت نفسه أحرج الإيرانيين بالحديث عن الواجب الأخلاقي لدعم الثورة السورية.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة أن الدلائل تشير بشكل عام إلى أن لايزال هناك بعض الوقت قبل أن تتمكن هاتان القوتان الرئيسيتان في الشرق الأوسط من التوصل لطريقة للتعايش سوياً بالرغم من التوترات الواضحة، معتبرة أنه من مصلحة الجانبين محاولة منع خروج هذه التوترات عن السيطرة.