"عجوز الزاهر" تعيش على فتات المُحسنين

[كوفي]

فواز العبدلي- سبق- مكة المكرّمة:



وأنت تمر بشارع الشهداء بحي الزاهر ينتابك ذلك الشعور بالألم وعيناك تقع على سيدة مُسنة اتخذت من أحد جنبات مطعم شعبي على الشارع نفسه مكاناً لها، لتصل إليها أيادي المحسنين من أجل أن تجد لُقمة تسدُ بها جوعها وشراباً يقتلُ عطشها وكلمةً حانية تشعرها أنها ليست منسية.

دنونا منها وسألناها بُغية معرفة اسمها وأي معلوماتٍ قد تتيح لنا مساعدتها غير أنها أخذت تُردّد أسماءً لأإناثٍ وذكورٍ قيل لنا عبر عددٍ من مُرتادي المطعم الشعبي إنها تتبع لأشخاص ذوي قرابةٍ قويةٍ بها لكنهم لا يعرفون عنهم شيئاً. وقالوا إن هذه المواطنة المُسنة التي شارفت على المائة عام تتواجد مع مطلع فجر كل يوم وفي المكان نفسه أمام المطعم الشعبي حتى إذا ما اشتدت حرارة الشمس غادرته صوب الحي المواجه للمطعم الذي يقع خلف مبنى الخطوط السعودية.

وطالب مُرتادو المكان بأهمية تدخُّل الجهات المختصة ودراسة حالة المُسنة والوقوف على تفاصيل حياتها التي دعتها لاستجداء الناس وهي في عُمرٍ أحوج ما تكون فيه للرعاية والاهتمام، ولا سيما أنها تبدو من حديثها تغيبُ عن وعيها أثناء استنطاقها ممّن يعتصرهم ألم مشاهدتهم لها وهي تعيش على فتات المُحسنين، فهي لا تعرف اسمها أو من أي قبيلة تتحدر.

وذكر أحد مرتادي المطعم لـ "سبق" أنه بحسب معلومات حصلوا عليها من العاملين بالمطعم، فإن المُسنة مواطنة سعودية ولديها أبناء أحدهم يُعاني مرضاً فيما يواجه شقيقاه الآخران أحكاماً شرعية لتورطهما في قضايا جنائية.

وقبل مُغادرتنا المكان استجمعت المُسنة وبصوت مُقل يكاد يُسمع سألت عن موعد أذان الظهر وهو ما أراحنا بالإجابه عنه عددٌ من الموجودين إنه لم يحن وقته كوننا قد خشينا أن تتساقط أدمعنا وهي على حالها ذاك الذي تعيشه بكل وحشيته.

من جانبه، أكّد مدير الضمان الاجتماعي بالعاصمة المقدسة عبد الله الروقي لـ "سبق"، أن هناك لجنة قام بتشكيلها من قِبل المختصين بمكتب الضمان الاجتماعي وستقف على حالة المُسنة ودراستها وجمع البيانات والمعلومات كافة عنها والوقوف على أسبابها.

وشدّد على ان إدارة الضمان الاجتماعي لا تألو جهداً في مُباشرة مثل هذه الحالات والتفاعل الفوري مع الحالات المُستحقة والرفع العاجل عنها والوقوف معها حتى إنهاء معضلتها