النظام السوري يحجب البعثات عن الطلبة المؤيدين للثورة

[كوفي]

لندن – محمد عايش -



تتفاقم أوضاع الطلبة السوريين في بريطانيا، وتزداد أحوالهم سوءاً نتيجة الأحداث المتلاحقة في سوريا، والتي طالت مدتها فيما أصبح العشرات منهم عالقون وغير قادرين على استكمال إجراءات التخرّج على الرغم من الاستثناءات التي حصلوا عليها فيما يتعلق بالرسوم والإقامات.

ويقول الطلبة السوريون في بريطانيا إن أوضاعهم لازالت صعبة ويعانون الكثير من المشاكل على الرغم من أن إدارة الهجرة أصدرت قراراً بعدم إلزامهم تجديد إقاماتهم في حال انتهائها، والسماح لهم بالإقامة في المملكة المتحدة حتى بعد تخرجهم.

كما أوعزت للجامعات بعدم مطالبتهم بتجديد جوازات سفرهم أو تسديد الرسوم الدراسية المتأخرة عليهم، وعدم اتخاذ أية إجراءات تعرقل دراستهم إذا لم يسددوا الرسوم.

يقول طالب سوري لـ"العربية نت" إن "الجامعات تلتزم بالفعل بعدم مطالبة الطلبة بالرسوم الدراسية، إلا أن مَنْ تخرّج منهم أو أنهى متطلبات دراسته يظل عالقاً دون الحصول على أية شهادات أو أوراق رسمية لحين تسديد رسومه المالية للجامعة".

وأضاف آخر أن "النظام السوري أوقف البعثات الدراسية عن العديد من الطلبة بسبب مشاركتهم في فعاليات مساندة للثورة أو حتى بسبب شكّه في أن مواقفهم تؤيد الثورة، وأصبح هؤلاء - وهم بالعشرات - غير قادرين على تسديد الرسوم الدراسية في الجامعات البريطانية ولا هم قادرين حتى على الانفاق على أنفسهم، فضلاً عن أن كل الطلبة السوريين يعانون أوضاعاً تزداد سوءاً بشكل يومي بما في ذلك الدارسين على نفقتهم أو الذين لم يفقدوا بعثاتهم".

أزمة لا تتوقف
وأفاد مكتب الائتلاف الوطني السوري في لندن بأنه يوجد في بريطانيا نحو 750 طالباً سورياً، من بينهم 441 طالباً كانوا يدرسون على نفقة الحكومة السورية، مؤكداً أن الكثير من هؤلاء فقدوا بعثاتهم بسبب مواقفهم مما يجري في سوريا أو بسبب مشاركتهم في فعاليات تضامن مع الشعب السوري، فضلاً أن من بين الطلبة من تعرض أهلهم وذووهم داخل سوريا لمضايقات.

وأكد طالب سوري يقيم في لندن - طلب عدم نشر اسمه - أن أزمة الطلبة السوريين لا تتوقف على فقدان بعضهم للبعثات، وإنما تمتد للكثير من الجوانب، من بينها عدم وجود سفارة في لندن ما يعني أن تجديد الجوازات والحصول على الخدمات القنصلية ليس متوفراً.

وأشار الطالب إلى أن أكبر المشكلات التي تواجه الطلبة السوريين هو سعر صرف الليرة السورية الذي تدهور بصورة حادة، حيث كان الجنيه الإسترليني بنحو 70 ليرة سورية قبل الثورة بينما هو الآن بحدود 180-190 ليرة سورية، ما يعني أن تكاليف الدراسة والحياة في بريطانيا زادت على السوريين بأكثر من الضعف.

وأضاف: "حتى المبتعثين على نفقة الدولة يتقاضون رواتبهم ورسومهم بالليرة السورية، حيث إنه منذ إغلاق السفارة في لندن أصبح يتم تسليمها لذويهم في دمشق، ويقوم أقاربهم بالتحويل لهم الى بريطانيا، وهذه المبالغ يتم دفعها بالليرة السورية المتدهورة، فمن كان يحصل على 100 جنيه استرليني، أصبح يأتيه 40 فقط في ظل تدهور سعر الصرف".

وفيما تغلق السفارة السورية في بريطانيا أبوابها منذ شهر يوليو/تموز الماضي، فإن سفير الائتلاف الوطني السوري وليد سفور أكد لـ"العربية نت" أنه يجري التواصل مع السلطات في بريطانيا من أجل التخفيف قدر الامكان من معاناة الطلبة السوريين، مؤكداً أن كافة الأجهزة الحكومية والجامعات أبدت تعاوناً كبيراً في هذا المجال.

وأضاف سفور: "اجتمعنا مع الطلبة السوريين في بريطانيا واستمعنا منهم لمشاكلهم، وتواصلنا مع الخارجية البريطانية بشأنها، حيث تم رفع أية قيود على اقامات الطلبة السوريين، ولم يتم مطالبتهم بالتجديد، وحتى من ينتهي جواز سفره لا يتم مطالبته بتجديده أو مغادرة البلاد، كما أنه تم الإيعاز للجامعات بأن تمهل الطلبة السوريين في أمر تسديد رسومهم الدراسية.

وأشار سفور الى أن هناك طلبة حصلوا على حق اللجوء أيضاً في بريطانيا نتيجة الاوضاع السائدة في بلادهم.