قال لي ■ : لماذا ابت السماء والارض ان تحمل الامانة عندما عرض الله عليها ذلك وذلك موجود في قوله سبحانه :
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72
فقلت له : ■
إن كل موجود مسبوق بعدم هو مكلف أي خلق ﻷجل مهمة هي في وسعه ونطاق قدرته
كالجبال مثلا موضوعة ﻷن تثبت من سرعة دوران الارض والسماء كذلك لها ماكلفت به والحيوانات وتنوعها جميعها لها فائدة ومهمة تقوم بها علمنا تلك المهمة او لم نعلم
فلذلك نرى إعتراض السماوات والارض عندما عرض الله لها الدين والفرائض ( الامانة )
ﻷنها تعلم وتدرك ماهدف وجودها هنا وماهية تكليفها
وعند إذا حملها الانسان الذي هو في الاصل مكلف بها
يقول الله سبحانه
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
وليس عرض الله الدين على السماوات والارض إلا ﻷجل ان يبين حكمته ويجعلك تدرك بأن اولوياتك هي في الاصل ماكلفت به ووجدت ﻷجله فلا تهمشه وتهمله وتذهب لغيره فكن كالسماء والارض والجبال حينما رفضت ذلك العرض .
والتكليف هنا اعني به إمكانية قدرتك على ماكلفت به وان يكون في نطاق طاقتك وقدرتك . فإن حدث ضعف وضياع وإهمال في الوصول والعمل لتحقيق تلك الاولوية والمهة فمن انفسكم فقط حتى الشيطان عزيزي القارئ لن يصل إليك طالما لم تغير مابنفسك
فالله يقول في كتابه الكريم
وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر 》
ويقول الله تعالى
《 وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)》 ِ
وايضا يقول سبحانه
《 هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)
فاترك خوفك من الشيطان واصلح مابنفسك واعتني بها
واحذر من ان تنشغل عنها بغيرها وتهملها فلا يهملها او ينشغل بتوافه الامور واراذلها ، إلا من سفه نفسه وظلمها
وستجد ياصديقي ان ماقاله الله بعد ماعرض العرض على السموات والارض وحملها الانسان بعد ذلك
انه يقول سبحانه وتعالى 《 وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا 》
وذلك بكل تأكيد كان بعد ما كان من إهماله لاولوياته ومهامه الذي كلف بها والهدف العام من وجوده هنا في هذ العالم
فمن ترك ذلك هو فعلا 《 ظَلُومًا جَهُولًا 》
بقلمي / محمد غزاي