الامارات تقترب من تصدير حليب النوق للعالم

[كوفي]

ميدل ايست أونلاين(ضوء):


بات من المُؤكّد أن الحلم الذي الحلم راود الإمارات قبل حوالي ربع قرن بتصدير حليب النّوق ـ والذي أثبتت الدراسات أنه يحتوي على كثير من الفوائده العلاجية ـ إلى بقية دول العالم سيصبح حقيقة في المستقبل القريب، بعد مُصادقة الولايات المتحدة الأميركية على بيعه واحتمال مُصادقة الإتحاد الأوروبي على استيراده.

فقد صادقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية على بيع حليب الناقة ويُحتمل أن يتم إنتاج الحليب بالأساس من مزارع الجمال الأمريكية، لكن هذا لا يعني أن أصحاب المزارع في الشرق الأوسط، وخاصة في الإمارات والمغرب، لا يستطيعون هم أيضا فتح محلات في الولايات المتحدة، بحسب موقع "غرين بروفيت" (Green Prophet) لشؤون البيئة ومقرّه نيويورك.

وجاءت مُصادقة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية بعد أن أثبتت الدراسات أن حليب الناقة الطازج غذاء جيّد للمُصابين بالتوحّد ومرض السّكري والسّرطان ومرض القلب ومرض الكرون والباركنسن والحساسية الغذائية ومجموعة من الأمراض الأخرى، كما جاء على لسان الكاتبة لوري بالبو في الموقع الذي أسّسته الخبيرة كارين كلسوترمان بهدف تغطية القضايا البيئية في كافة أنحاء الشرق الأوسط.

"لكن مؤسسة (American Camel Coalition‎‏) تُريد إعادة إجراء تلك الدراسات مع الحليب المُبستر في دراسات مُزدوجة تحت إشراف طبي في المختبرات الأميركية"، بحسب الكاتبة التي أقالت "وبغض النظر عن مكان هذه المُختبرات، فإن النتائج الإيجابية ستعني ارتفاع الطلب في الأسواق العالمية" وشدّدت على أن "الحُلم الذي راود الإمارات العربية المتحدة بتصدير حليب النوق الطازج إلى بقية دول العالم سيصبح حقيقة في المستقبل القريب".

سلاح ضد العديد من الأمراض

وعن حليب النّوق، قالت الكاتبة "هو أكثر تغذية من حليب البقرة وقد أثبت الاختبارات والتجارب الحديثة فوائده العلاجية، كما أن المستويات العالية للأنسيولين في حليب الناقة وبساطة تركيبة أجسامه المضادة، مقارنة بالأجسام المضادة لحليب المرأة، تمكنه من أن يخترق نسيج وخلايا الإنسان بشكل أعمق، مما يعني أن الحليب يمكن أن يكون سلاحا رئيسيا ضد العديد من الأمراض. وأصبحت السوق العالمية لحليب الناقة تتوسع، مع تزايد عدد الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز".

وأفردت الكاتبة حيّزا كبيرا من مقالها للحديث عن المزرعة النموذجية "النسمة" في دبي، التي تُصنّف على أنها أكبر مزرعة للإبل في العالم، إذ تحتوي على حوالي ثلاثة آلاف رأس من الإبل، حوالي 650 منها منتجة للألبان.

وقد تم إنشاء المزرعة ومصنع الإمارات لإنتاج حليب الإبل ومشتقاته عام 2003، بعد أن اكتملت الدراسات. ويتمتع المصنع بأحدث التجهيزات والمعــدات المتخصصة وأحدث تقنيات المختبرات. كما تم تأسيس "شركة النسمة للشوكولاته" التي تنتج أول وأفضل شوكولاته من حليب الابل في العالم من أرقى وأجود المُكونات الغذائية مثل الفستق والقهوة العربية والتمر والمكاديميا ولب البرتقال وعسل أكاسيا. وتم طرح منتجات المصنع في الأسواق في سنة 2006.

ويُباع حليب الناقة في مراكز التسويق في كافة أنحاء الإمارات العربية المتحدة منذ عدة سنوات.

والجدير بالذكر أن الإمارات تملك أكثر من 186 ألف رأس من الجمال، لتأتي في المرتبة الثالثة بين أنواع الثروة الحيوانية بعد الأغنام والمعز، وفقا لآخر إحصائيات وزارة البيئة والمياه.

وتحدّثت لوري بالبو عن تقارير ذكرت بأن المختبر المركزي للأبحاث البيطرية في دبي يدرس استيراد مئات النوق "الحلوب" من كازاخستان بهدف تربية أجيال من النوق الحلوبة الجيدة. كما نجح مركز توليد الجمال في دبي في زيادة نسبة ولادات الجمال الحية بستة أضعاف من الأمهات البديلات بفضل التلقيح الصناعي.

وتنتج النّوق عادة ما بين ست إلى ثماني لترات من الحليب في اليوم خلال فترة الرّضاعة التي تدوم حوالي 550 يوما. لكن السلالات العربية الأصيلة يمكن أن تصل إلى نحو 14 لترا أو حتى 16 لترا يومياً.

تقول بالبو "تكون النّوق أكثر إنتاجا عندما تكون '‏سعيدة'‏. وتكون أكثر سعادة وإنتاجية إذا قضت أوقاتها مع صغيرها وسُمح لها بالتجول بحرية داخل مكان محدد في المزرعة".

"سباق للجمال" بين الإمارات والمغرب

وتحدثت الكاتبة عن "العملية الصعبة" لحلب الناقة، "لأن ما يُطلق عليهن 'سفينة الصحراء' لهن في الواقع مزاج خاص". وتنقل عن كبير الأطباء البياطرة في مزرعة "النسمة"، الدكتور بيتر ناجي، القول "أمامك مهلة عشر دقائق للقيام بهذه العملية. وتصاب النّوق بالهيجان إذا لم تتبع نفس الإجراءات الروتينية المضبوطة كل يوم. فهي تريد أن تعرف ما الذي يجري حولها كل يوم".

وتخشى الكاتبة ألا تستطيع الإمارات تلبية الطّلب المتوقع على هذا الحليب بسرعة، خاصة بعد أن وافقت المُفوضية الأوروبية على خطة سلامة وجودة حليب النوق المُقدمة من دولة الإمارات، واصفة تلك الخطة بأنها "جيدة" وتتوافق مع الاشتراطات والمعايير الصحية والغذائية المطبقة في الاتحادي الأوروبي. وتتوقع الكاتبة أن يكون الطلب الأوروبي مرتفعا.

وأضافت الكاتبة "هناك مُوردين آخرين يعملون من أجل تلبية الطلب المتوقع على حليب الناقة. فقد حصلت شركة 'فيتامول'‏ المغربية لإنتاج حليب النوق ومشتقاته على الموافقة الأوروبية لتصدير حليب النوق إلى أوروبا من مقرها في طنجة. ويتوقع أن يُشرع في بيع الحليب الذي ينتجه قطيعها الذي يتألف من 2200 ناقة في أوروبا في 2013، وقد تسبق بذلك الإمارات في ولوج هذه السوق. لقد تحول الأمر في النهاية إلى سباق للجمال".