كتاب ومحللون: مأساة "تالا" كشفت عوراتنا الاجتماعية بـ"خادمة وسائق"

[كوفي]

أيمن حسن – سبق:


يرى كتاب ومحللون سعوديون أن "مأساة مقتل الطفلة "تالا" تكشف عوراتنا الاجتماعية التي تكشفت كثيراً بوجود الخادمة والسائق"، مطالبين بوقف الاستقدام، والتخلص من كذبة كبرى اسمها "الخادمة ضرورية"، وطالب آخرون بإنشاء الكثير من حضانات لرعاية الأطفال، والسماح للسعوديات بالعمل في المنازل.

وتحت عنوان "موسى الخادمات على الحناجر" في صحيفة "عكاظ"، يؤكد الكاتب الصحفي عبده خال أنها "حادثة دامية، بشعة، وتخيل حدوثها يصيب المرء بالهلع، وإن قادك الخيال إلى أن أحد فلذات كبدك تعرض لهذه المجزرة، فستفقد صواًبك حتما"، ويضيف خال: "مع ظهور الجرائم هنا وهناك لم تتنبه الجهات المعنية بالجانب السلوكي والنفسي لتلك العمالة، وكان يجب أن تخضع العمالة لفحص نفسي قبل وصولها إلى البلاد.. وكان أيضاً هناك حلول لهذه العمالة من خلال إيجاد شركات تقدم الخدمة المنزلية بالساعة؛ لكي لا يحدث لعاملة تفرد داخل البيت مع الأطفال. وكان هناك حل آخر وهو عمل المرأة السعودية المحتاجة للعمل.. وكان هناك حل ثالث ممثل في إحلال من يرغب من مواليد البلد في المهن المنزلية بعد تعديل وضعهم النظامي ومنحهم الجنسية أو الإقامة الدائمة، كونهم ولدوا ونشأوا بيننا (أي إنهم من نفس النسيج الاجتماعي العارف بالنمط السلوكي الذي نعيشه).. وثمة نقطة أخرى صاحبت مقتل الطفلة تالا، وهي المناداة بتوفير حضانات للأطفال الذين تعمل أمهاتهم، وهو الحل الذي يمكنه خلق اطمئنان لدى النساء العاملات اللاتي يتركن أطفالهن بين أيدي الخادمات لساعات طويلة، وهو مشروع لن يكون مكلفاً، إذا قورن بالأضرار التي يتعرض لها جيل المستقبل على أيدي الخادمات".


وتحت عنوان "أوقفوا استقدام خدم المنازل!" في صحيفة "الشرق" يقول الكاتب الصحفي محمد الشمري: "هذه الحوادث، بالإضافة إلى زيادة أسعار الاستقدام التي استنفدت مدخرات شريحة عريضة من المواطنين، قد تجبر السعوديين إلى مراجعة خياراتهم، والبحث عن وسائل أخرى لحل مشكلة حضانة الأطفال بالنسبة للأسر التي يعمل جميع أفرادها، والاستفادة من تجارب الدول للتعامل مع هذه المشكلة والذين لا يقلون عنا في قدراتهم الاقتصادية ومع ذلك لم يجلبوا النساء من الخارج للعمل في منازلهم.. أيضاً حان الوقت للتفكير في تحرير الأسرة السعودية من وطأة الحاجة للسائق الأجنبي ودخوله منزلها والاحتكاك بأطفالها بإيجاد طرق بديلة للنقل حتى لو تطلب الأمر السماح للمرأة بقيادة السيارة بعد التطور في الحياة المعاصرة مع توفر إمكانية الاتصال من أي موقع بعد توفر أجهزة الهاتف المحمولة. عندها يمكن الاستغناء نهائياً عن السائق والعاملة من الخارج وترك ذلك لشرائح المجتمع المقتدرة مالياً".

وفي صحيفة "عكاظ" يتساءل الكاتب الصحفي صالح إبراهيم الطريقي: "ما الذي يمنع أن يسمح بعمل المرأة السعودية في هذا المجال خصوصاً الفقيرة التي ليس لديها شهادة تساعدها على العمل في مجال آخر، بدل أن تتسول في الطرقات أو يفرض عليها أن تكون عالة على المجتمع، ليستفيد البعض من جمع التبرعات بالملايين، ليقدموا لها كل شهر كيس رز؟".

وفي صحيفة "اليوم" تؤكد الكاتبة د. أمل الطعيمي أن "جرائم القتل من الخادمات تهزنا جميعاً ليس لأنها جرائم بشعة فقط، لكن لأنها أيضا تكشف لنا عوراتنا الاجتماعية التي تكشفت كثيراً بوجود الخادمة والسائق"، وترى الكاتبة ضرورة التخلص من كذبة أهمية الخادمة في حياتنا: "لا أبالغ إن قلت: إن وجود الخادمة في حياة أطفالنا منذ خرجوا إلى الدنيا حتى شبابهم، ترك أثره على كل شيء في حياتهم القيم والمبادئ والسلوك والفكر، كثير من الأمور في حياتهم مسها وجود الخادمات ومازال يسيء إليها ونحن نكذب كل ذلك ونقول: هي فقط تغسل وتمسح!! يا لها من كذبة كبرى نطمئن أنفسنا بها حتى نقنع أنفسنا بأن وجودها حتمي