ستينية تُنظف "دورات المياه" لتوفير لقمة العيش لأبنائها التسعة

[محب الأخبار]

عوض الفهمي– الليث- سبق:



"أم محمود" ستينية فقدت زوجها قبل خمس سنوات، وتحمَّلت بعده مسؤولية تربية تسعة من الأبناء والبنات، وطرقت أبواب الرزق بحثاً عن عمل تستطيع من خلاله أن تجلب قوت يومها، هي وأبناؤها التسعة رغم معاناتها الطويلة مع مرضي السكري والضغط.

ولم تجد "أم محمود" سوى أن تعمل في أحد المساجد بالقسم النسائي، حيث تنظف المسجد ودورات المياه مقابل 700 ريال شهرياً، وصبرت واحتسبت على الرغم من بُعد موقع العمل عن منزلها، حيث إنها لا تملك حتى سيارة تستقلها إليه.

وكابدت المرأة الستينية الحياة المرة بجميع أصنافها، ولم تستطع أن تواصل العمل في المسجد لقلة الدخل الشهري، وكثرة متطلبات المنزل والمدارس وأهل الدَّين الذين يطرقون الباب ليل نهار بحثاً عن حقوقهم، فتركته بعد سنة وتسعة أشهر، لتعمل مستخدمة في عدد من المدارس، تنتقل من واحدة إلى أخرى حسب قيمة راتبها الشهري، وكانت لو أنها وجدت 100 ريال زيادة في عمل بموقع آخر ذهبت إليه مشياً على الأقدام؛ نظراً لحاجتها الماسة للدخل الشهري.

وصعبت الحياة تماماً على "أم محمود" عندما حدثت إصابة لإحدى بناتها، البالغة من العمر 10 سنوات؛ مما اضطرها إلى أن تستدين من إحدى السيدات أجهزة كهربائية مقابل رهن بطاقة الضمان الاجتماعي، وهو الدخل الشهري الوحيد الثابت لها ولصغارها.

ومرت السنوات، وتراكمت الديون على "أم محمود" حتى عجزت عن سداد ما بقي منها، والذي قُدّر بـ120 ألف ريال؛ مما دفعها إلى البحث في أوساط أهل الخير في بلد الخير لمن يتكفل بسداده وتحرير بطاقتها المرهونة، وإعادة الابتسامة لشفاه أبنائها التسعة الذين يبحثون عن لقمة عيش كريمة وسط ضغوط الحياة التي لا ترحم.