
وكالات - يقين:
اعتبر الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقال له بصحيفة الإندبندنت، أن التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما عقب مقتل الزعيم الليبى معمر القذافى، تحمل رسالة خاصة إلى الرئيس السورى بشار الأسد.
وقال فيسك فى مقاله: "المغزى الأساسى من تصريحات أوباما، والتى قال فيها إنه لا أحد يرغب فى التعرض لهذا المصير، لكن نهاية العقيد الليبى يجب أن تكون درسًا لجميع الحكام الديكتاتوريين حول العالم، هو بمثابة تقديم رسالة صريحة إلى الأسد فحواها أنه من المحتمل أن يلقى ـ بتماديه فى حملات القمع الدامية للثوار السوريين - نفس المصير المشين الذى تعرض له العقيد الليبى".
وأضاف روبرت فيسك: "العديد من السوريين يؤيدون فكرة أن القذافى كان "غريب الأطوار" على النقيض من الرئيس السورى بشار الأسد، والذى من المحتمل أن يلقى نفس مصير القذافى المأساوى".
وأردف الكاتب البريطاني البارز: "عندما وجه هذا السؤال إلى مسئول سورى حكومى رفيع المستوى، أجاب قائلاً "لا نقبل مثل تلك المقارنات".
ولفت هذا المسئول السوري إلى أن خطورة مقتل القذافى تكمن فى أن الغرب سيقول فى المستقبل "انظروا كيف يتصرف الليبيون؟ وكيف يتصرف العرب؟ وكيف يتصرف المسلمون؟، وبالطبع سيتم استغلال ذلك ضد الإسلام، لقد كان هذا الأمر أكثر إذلالا لليبيين عنه للقذافى، ولهذا أخشى أن يتم استغلال ذلك ضدنا جميعا، هذا هو محل قلقى الخالص".
وكان فيسك قد حذر من أن الوقت بدأ ينفذ من حكومة دمشق، وأعرب عن تنامي القلق من أن سوريا في طريقها لاندلاع حرب أهلية.
وفي مقال له بصحيفة "الإندبندنت" قال فيسك تحت عنوان "سوريا تنزلق إلى حرب طائفية": "أي نظام قمعي يهمه أن يبدو وكأنه حامي حمى الأقليات والطوائف، لذا تدفع الأمور في حمص بهذا الاتجاه، فالأسد يظهر الأمور كما لو كانت حرب أقليات وهو الحامي للوضع في البلاد".
وأضاف فيسك: "الوضع في حمص رغم أنه يروي مشاهداته من دمشق وكيف أنها لا تشهد انتفاضة ضد النظام، إلا أن الوضع في حمص مختلف".
وأردف الكاتب البريطاني: "لا شك في أن الجيش بدأ يشهد انشقاقات، لكن القوات السورية تظل متمسكة بدورها في قمع الاحتجاجات التي تصور على أنها صراع طوائف في حمص".
وتابع: "المظاهرات لدعم الأسد ربما لا تكون منظمة من قبل المخابرات إلا أنها قد تكون تعبيرًا عن خوف المواطنين نتيجة القصص التي يسمعونها عما يجري في حلب من قتل للجنود واستهداف لـ(المسيحيين)".
وأشار فيسك إلى أنه لا يسمح للصحافيين الأجانب بالسفر إلى حمص حيث يعيش السنة والعلويون و"المسيحيون" معًا وسط الأرمن والشركس وغيرهم من الفئات، وقال: "قد تكون الحرب الطائفية في مصلحة النظام".