
العربية.نت
يجلس القرفصاء ناشراً أمامه قصاصات الورق المكتوب عليها أرقام جوال للبيع يملأ صوته المكان عن أرقام مميزة (زين، سوا، موبايلي).
ويصطف بجانبه شابان سعوديان آخران يعرضان أرقاماً للبيع أيضاً، وكأنهم في خط دفاعي ضد انجرافهم خارج السوق، جراء سيطرة العمالة الأجنبية التي امتلأت بها أكبر المراكز بالسوق وأضحى السعودي كنقطة في هذا الطيف من الاحتكار، وفقا لما جاء في تقرير نشرته صحيفة "الحياة" في عددها الصادر اليوم.
حال لسان عبدالله مخلد يقول حتى الرصيف والهواء الطلق يحتاج إلى قوانين التوطين وربما لـ"نطاقات"، فالزحف للعمالة المخالفة بدا واضحاً حتى على هذا الهامش الذي بقي للشاب السعودي من بقايا السوق التي أضحت بباعتها وزبائنها وحتى بطابعها بعيدةً عن الشاب السعودي وطموحه وعزيمته، وفي انتظار للشاب خالد عطية حتى يفرغ من محاولاته إقناع أحد الزبائن المصطافين، الذي يريد رقماً مميزاً احتار في اختياره من على طاولة خالد التي لامست مواقف السيارات المخصصة للمحال الكبيرة خلفه، تحدث معنا مبدياً إصراره على الاستمرار في وجوده في السوق بعد أن عرف من خلال بقائه فيه أن هناك عوائد كبيرة من بيع الجوالات والأرقام للهاتف.
وعن وضعه الآن وهل لديه مصدر للرزق غيره أخذ في الشرود مستذكراً معاناته وبدأ في سرد قصته الدرامية التي كتب فصولها شروط الحصول على القرض.
وقال إنه ذهب للحصول على قرض لفتح محل تجاري، ولكنه عجز عن توفير الكفيل الغارم بعد أن استكمل كل الإجراءات والمقابلات وأحضر كل الأوراق والدراسات من جدوى للمشروع ومن عروض ومن خلفية قد أدركها من خلال ممارسته فعلياً لنشاط البيع في الجوال، ولكن في العراء ليس من المكان فقط، ولكن من القوانين والأخذ بيده للنجاح.
ويشاركه صالح دحمان معاناته ويختصر حديثه عما يسعى إليه وما يعانيه بأن يضع شرطاً هو لنجاح الشاب السعودي بأن يتم إلغاء بعض شروط الإقراض، ولا سيما الكفيل فهو شرط تعجيزي في ظل ظروف اقتراض غالبية الشباب والأسر وما تبعها من انهيار لسوق الأسهم ومن عدم ثقة في الدخول في أية كفالات أو قروض.
ويقول إن المنافسة قوية ومحترفة من الأجانب، ولا سيما في سوق الاتصالات، وإذا لم يكن هناك تسهيلات للشباب لدخول هذه التجارة فإن الشاب السعودي سيظل في دائرة الباحث عن وظيفة حكومية أو عن القطاع الخاص الذي يعج أيضاً بالمنافسة غير المتكافئة أيضاً من العمالة الأجنبية ويختم حديثه بابتسامة مردداً أغنية شهيرة تقول: "تنشد عن الحال هذا هو الحال".
