
يا مذنب الخيرات .
شعر : محمد العطار .
3/8/1434هـ 12/6/2013م .
بلدٌ بمسك المكرُمات مُعطَّرُ ... وله من الأمجادِ حظٌّ وافرُ .
تتفجر الخيرات في جنباتها ... وسحائبُ الأخلاق فيها تمطرُ .
قصص البطولةوالمرؤة والندى ... تزهو على صفحاتها وتُفاخرُ .
أنباؤها عبر الزمان تناقلت ... إن تسألوا التاريخ عنها يخبرُ .
ويفرُّ منها الجهل حين يزورها ... فسراج أهل العلم فيها مزهرُ .
ومآذنُ التوحيد تصدح بالهدى ... والذكر في حلقاتها متكاثرُ .
ومنابرُ الإيمان تنشر نورها ... والعلم في روضاتها متوافرُ .
علماؤها منذ القديم عطاؤهم ... لا زال يورق بالعلوم ويُزهرُ .
ما بين أهل الفقه والتوحيد ... والتفسير والقرآن عقدٌ مبهرُ .
يمتاز أهل الفضل فيها بالنهى ... وعقولهم في المعضلات تقررُ .
والبرُّ يسكنها ويألفُ أهلها ... أما التباغضُ فهو منها مدبرُ .
وكهولها عبقُ الزمان وسحره ... وحديثهم بالذكريات مؤثرُ .
ورجالها في النائبات فوارسٌ ... وسيوفهم للحق دوماً تنصرُ .
يرعون حق الجار حق رعايةٍ ... والبذل والإيثار منهم يصدرُ .
في كل صرحٍ للمفاخر أسهموا ... بالغالياتِ وجهدهم لا يُنكرُ .
في معظم الأقطار ثمةَ بصمةٌ ... للباذلين فنعم ذاك المعشرُ .
ونساؤها متسربلاتٌ بالحيا ... والبيتُ أتقى للنساء وأستَرُ .
وعلى طريق المجد سار شبابها ... عن موجبات الفخر لا يتأخرُ .
يسعى إلى العلياء رغم صعابها ... فعزيمة الأبطال لا تتعثرُ .
وبناتها تصغي إلى صوت التقى ... تأبى الخنا ومن المعاصي تحذرُ .
أشبالها مُهَج القلوب وسيرهم ... نحو الهداية والصلاح مبشرُ .
عذراً إذا أهملتُ سهواً ميزةً ... فمناقبُ الفضلاء ليست تُحصرُ .
يا مذنب الخيرات وجهك مشرقٌ ... بين المدائن والحواضر أزهرُ .
يا مذنب الخيرات جئتك شاعراً ... أهدي قصيدي والكلام مكررُ .
يا أهل نبع الخير طابت أرضكم ... فغراسها في كل حين يثمرُ .