
(شرق) رويترز :
رفع حجاج سوريون علم المعارضة مع وصول شعائر الحج إلى ذورتها بصعود الحجاج جبل عرفات يوم الخميس رغم دعوة مفتي المملكة العربية السعودية الحجاج لتجنب الشعارات القومية والاقتتال فيما بين المسلمين.
تأتي شعائر الحج هذا العام وسط انقسامات بين المسلمين حيث تدعم إيران الشيعية حكومة الرئيس بشار الأسد في حين تدعم قوى سنية بينها السعودية وتركيا المعارضة الساعية للاطاحة به.
وقال موسى العلي (38 عاما) وهو سوري يقيم في الرياض "طلب مني والداي أن أدعو الله أن ينعم على سوريا بالسلام والاستقرار والأمن."
واضاف "أتمنى أن يتوقف العنف في سوريا."
وصعد قرابة ثلاثة ملايين حاج جبل عرفات في غرب السعودية يوم الخميس. وكان أغلبهم قد قضوا الليل في منى.
وجاءت رسالة مفتى المملكة بعد تصريحات مماثلة للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الذي دعا إلى التضامن خلال الحج.
وكان مئات الحجاج الايرانيين قد قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن السعودية بعد احتجاجات في عام 1987 .
وقال مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في خطبته "أدعو إلى منهج قوي وواضح في الأحوال كلها. الدعوة الصادقة هي الواضحة في مناهجها وتعاليمها لا دعوة مغلفة لها صور ظاهرة وباطنة.
"احذروا الشعارات واحذروا الهتافات الوطنية والشعارات القومية والرايات العصبية."
وقال إن زعماء المسلمين مسؤولون عن شعوبهم وعليهم أن يحلوا المشاكل من خلال التعاليم الدينية وليس العنف.
وفي رسالته بشأن الحج حذر خامنئي من أن العنف في سوريا يمكن أن ينتشر عبر الحدود في الشرق الأوسط. وتتهم إيران تركيا ودول الخليج العربية بتأجيج الصراع السوري من خلال دعم المعارضة المسلحة.
ونصبت آلاف الخيام على طول الطرق المؤدية إلى جبل عرفات.
وقال بابكر دياني (47 عاما) وهو كندي من أصل سنغالي "من الرائع رؤية كل هذه الحشود من كل الأطياف يطلبون من الله المغفرة."
وبعد الغروب سيفيض الحجاج إلى مزدلفة حيث سيبيتون هناك استعدادا لرمي الجمرات.
وخلال السنوات العشر الماضية أنفقت السعودية مليارات الدولارات لتوسعة البنية التحتية لأماكن الشعائر لتجنب حوادث شابت مواسم حج سابقة راح ضحيتها مئات الاشخاص.
ووقع اخر تدافع مميت عام 2006 عندما سحق 360 شخصا حتى الموت عند منطقة رمي الجمرات. وقتل أكثر من 500 شخص في حادثي تدافع آخرين في 1994 و2004 . وفي مواسم أخرى وقعت حرائق مميتة.
ووضعت مئات الكاميرات وغيرها من أجهزة المراقبة في أنحاء أماكن الشعائر الرئيسية بما فيها المسجد الحرام وجبل عرفات وجسر الجمرات بهدف مراقبة مستويات الحشود.
وقال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية إن السلطات تستخدم التكنولوجيا التي تسمح لها باتخاذ القرارات الصائبة.
وأضاف أنه إذا لوحظ تزايد الأعداد في منطقة ما يمكن أن تتخذ السلطات اجراءات وقائية حتى لا تزداد الكثافة بشكل يضر الحجاج.