
واشنطن - منى الشقاقي ;
في الولايات المتحدة، وفي هذا الوقت من العملية الانتخابية كل أربع سنوات، يتضح في العادة من سيكون مرشح كل من الحزبين للانتخابات الرئاسية، لكن الانتخابات الحزبية الجمهورية لم تنجح لغاية الآن في إفراز مرشح يحظى على النسبة المطلوبة من الأصوات ليخوض معركة الحزب للرئاسة الأمريكية.
فمع تصويت كل ولاية يقترب ميت رومني من الرقم السحري الذي يحتاجه للحصول على الترشيح الجمهوري، وهو 1144 "مندوباً"، لكن السؤال يبقى "هل سيصل رومني، الذي قطع منتصف الطريق في معركة الأصوات بحصوله على 563 مندوباً؟، هل سيصل للعدد الضروري قبل الوصول إلى المؤتمر الحزبي الجمهوري في أغسطس/آب؟ أم ستتفتت أصوات الناخبين بين منافسيه المرشحين الآخرين ريك سانتورام ونيوت جنجرتش؟".
يذكر أنه إن لم يستطع رومني الفوز بأصوات غالبية الناخبين في المسابقات الانتخابية في الولايات المقبلة، فهذا سيدفع الحزب إلى سيناريو يضطر الجمهوريون فيه إلى اللجوء إلى وساطات للتوصل إلى اختيار مرشح توافقي.
ويقول برادلي بلاكمان، المستشار الجمهوري والمسؤول السابق في البيت الأبيض، إنه "سيكون ذلك كارثياً للحزب الجمهوري (...) مؤتمرنا في أغسطس/آب وهذا سيعطينا فقط ستين يوماً لإدارة حملة رئاسية، يجب أن نكون منظمين ومتحدين ويجب أن نجمع التبرعات… لن تسنح لنا الفرصة لفعل ذلك إن كنا نتخاصم مع بعضنا البعض".
التخوف من مؤتمر توسطي
وتاريخياً، خاض الحزب الجمهوري آخر مؤتمر توسطي عام 1976 سبقه مؤتمر عام 1948، وفي هاتين الحالتين، خسر المرشح الجمهوري الانتخابات الرئاسية وتم ترجيح الخسارة لسوء تنظيم الحزب وعدم تشجيع القاعدة الانتخابية للمرشح.
ويذكر أن إحدى أهم الأسباب التي منعت رومني من الحصول على النسبة الكافية من الأصواتِ لغاية الآن، هو تغيير الحزب الجمهوري لقواعد اللعبة، بتغير الطريقة التي يتم فيها توزيع أصوات المندوبين، فبدلاً من إعطاء المرشح جميع مندوبي الولاية التي يفوز فيها، اصبح يُعطى نسبة من المندوبين مساوية لنسبة الناخبين الذين صوتوا له.
ويشرح بلاكمان قائلاً: "أراد الحزب الجمهوري إعطاء المزيد من الولايات الفرصة للتأثير على عملية اختيار مرشح الحزب وذلك عبر اعتماد طريقة التوزيع النسبية، ما يؤدي إلى تمديد زمن العملية الانتخابية".
ومن جهته يركز رومني في خطاباته ليس على منافسيه الجمهوريين، بل على انتقاد الرئيس باراك أوباما، وكأنه دخل في المعركة الرئاسية وفاز بالترشيح.
ومعظم المراقبين الجمهوريين يؤكدون أن رومني سيحظى بالأصوات الضرورية على الأغلب قبل المؤتمر الحزبي، ولكن ليس بكثير، وهم يخشون أن كل شهر يمر من غير مرشح هو هدية للديمقراطيين، أي للرئيس باراك أوباما.