محللون: اتجاه هبوطي للأسهم السعودية حتى عيد الفطر

[كوفي]

دبي - صالح حسين



توقع محللون ماليون أن يشهد سوق الأسهم السعودي اتجاهاً يميل إلى الهبوط خلال الفترة المتبقية من شهر رمضان المبارك، وعقب عيد الفطر، وهو الأمر الذي تكرر حدوثه في السوق خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد انتهاء موسم النتائج الفصلية، واستمرار الضبابية فيما يتعلق بأزمة منطقة اليورو التي تشكل ضغطاً كبيراً على الاقتصاد العالمي بكامله.

وقال الرئيس التنفيذي في شركة "منافع القابضة"، ياسر الشريف "إن التفاؤل النسبي الذي شهده السوق السعودي بعد ظهور تصريحات إيجابية من بعض المسؤولين الأوربيين فيما يتعلق بأزمة منطقة اليورو، لن يستمر كثيراً"، متوقعاً عودة السوق إلى الاتجاه الهابط حتى نهاية رمضان وبعد عيد الفطر، مشيراً إلى أن السوق يعتبر في مسار هبوطي منذ بداية الربع الثاني، بعد المكاسب الكبيرة التي حققها خلال الربع الأول، حتى إنه قد شطب أغلب هذه المكاسب.

تراجع السيولة واعتبر الشريف في تصريحات لـ"العربية.نت"، مستويات السيولة الحالية في السوق جيدة وتعتبر من أعلى المعدلات خلال السنوات الأخيرة، متوقعاً تراجعها نسبياً خلال الأيام المقبلة، مع تراجع مستويات التفاؤل القادمة من أوروبا، على أن تبدأ عودة تدريجية خلال سبتمبر ولكن بصورة ضعيفة، نظراً للارتباط المتواصل مع المشاكل العالمية، التي تشهد أوضاعاً مضطربة وكل يوم في حال، حيث لا تتوافر مؤشرات واضحة لاتجاهاتها المستقبلية.

وتوقع الشريف أن تشكل الضغوط الخارجية وأزمة اليورو على السوق السعودية، وعلى أسواق الأسهم بشكل عام على مستوى العالم خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، على أن تبدأ البورصات في التحسن خلال شهري نوفمبر وديسمبر.

وحول توجهات المؤشر السعودي، توقع الشريف أن يتراجع المؤشر بنحو 5 بالمئة، ليفقد نحو 300 نقطة حتى بعد إجازة عيد الفطر، مضيفاً "بنهاية العام من المتوقع أن يكون المؤشر عند مستوياته الحالية حول 6800 نقطة، بحيث يعوض خسائر سبتمبر وأكتوبر، خلال نوفمبر ديسمبر، وهما شهران من المعتاد تحقيق مكاسب نسبية فيها قبل نهاية العام".

قلق وخوفومن جانبه قال رئيس شركة "صفا للاستشارات المالية والاقتصادية" صالح الثقفي "إن انخفاض الأسعار يشكل عامل دعم للسوق خلال الفترة الحالية، ولكن لايزال هناك قلق وخوف من المفاجآت، خاصة بعد النزيف الكبير خلال الشهور الأخيرة، مع عدم وضوح أزمة أوروبا وتوجهاتها، رغم بعض التصريحات الإيجابية القادمة من هناك".

وأشار الثقفي في مقابلة مع قناة "العربية" إلى أن المستثمرين يحتاجون لتطمينات أكبر فيما يتعلق بالأوضاع في أوروبا، لما لها من تأثير واسع على الاقتصاد العالمي بكامله، خاصة بعد التخويفات الكبيرة من جانب بعض السياسيين الأوربيين التي أثارت الذعر وشكلت ضغطاً كبيراً على الأسواق العالمية خلال الفترة الماضية.

"تداول" الأولى عالمياً في نمو حجم عملياتهامن ناحية أخرى، حققت السوق المالية السعودية "تداول" المركز الأول على مستوى العالم في معدل نمو أحجام التداولات في النصف الأول من العام الجاري 2012، وذلك حسب الإحصائيات التي صدرت مؤخراً من الاتحاد العالمي للبورصات والذي يضم في عضويته أكثر من 50 من البورصات العالمية.

وتجاوزت قيمة الأسهم المتداولة للنصف الأول من العام الحالي 1.246 مليار ريال وذلك بارتفاع بلغ 114 بالمئة مقارنة بقيمة التداولات للنصف الأول من العام الماضي 2011، بينما شهدت معظم الأسواق العالمية تراجعات في أحجام التداول خلال الفترة ذاتها.

كما ارتفع عدد الأسهم المتداولة بنفس النسبة تقريباً لتصل إلى 60 مليار سهم مقابل 27.50 مليار سهم، في حين تضاعف عدد الصفقات في النصف الأول من العام لتصل إلى 26 مليون صفقة مقارنة بنحو 13 مليون صفقة للعام السابق.

قطاعياً استحوذ قطاع الصناعات والبتروكيماويات على نسبة 17.60% من إجمالي قيمة التداولات، محققاً المركز الأول، يليه قطاع التأمين بنسبة 17.20% من إجمالي قيمة التداولات، وحل ثالثاً القطاع العقاري بنسبة 12.15% من الإجمالي.

كما ارتفع عدد الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية بنهاية الشهر الماضي إلى 155 شركة بزيادة خمس شركات منذ بداية العام.

وتعتبر النشرات والدوريات والتقارير الإحصائية التي تصدر عن الاتحاد العالمي للبورصات مصدراً رئيسياً للمعلومات عن أداء الأسواق العالمية وتصدر بشكل دوري ويتم توزيعها على جميع الأسواق الأعضاء والمتعاونين مع الاتحاد.