[نصراوي صميم]

في البداية اود أن اشكركِ على طرحك مثل هذه المواضيع التي تلامس هموم المجتمع وفي الحقيقة لدي بعض الملاحظات على هذا المقال:
1- في البداية ذكرتِ عبارة (المجتمع العربي .. وما ادراك ماالمجتمع العربي تخلف استهجان نظرة قاصرة الى المرأة) نعم قد أتفق معكِ أنه يوجد بعض فئات المجتمع من ينظر إلى المرأة نظرة سلبية ولكن هل جميع العرب كذلك !!؟؟ هل جميعهم متخلفون ؟؟ هل جميعهم نظرتهم نظرة قاصرة ؟؟
تزعجني كثيراً لغة التعميم وللأسف هذه منتشرة كثيراً في مجتمعنا فترى بعض الناس يُكون تصور كامل عن عائلة معينة أو قبيلة معينة أو فئة معينة من المجتمع من خلال تصرف فردي لا يحمل مسؤوليته مجتمع أو فئة معينة من الناس.
كم تُظلم أسرة أو حتى وطن بسبب تصرف فردي أهوج وكم ترتفع أسرة أو وطن من خلال سلوك فردي رائع، هناك حقيقة يجب ألا تغيب من خلال انفعالنا بعمل رديء أو تعامل مشوه أن العاقل من لا يحكم على أسرة من خلال شخص أو على وطن من خلال موقف واحد سواء أكان الحكم سلبياً أو إيجابياً.


2- نعم قد يوجد في بعض فئات المجتمع من ينظر نظرة سلبية للمطلقة وأحياناً حتى للمطلق الرجل ولكن هذا لا يعني أن المشكلة في الطلاق فالإسلام يعارض الطلاق ويعتبره أبغض الحلال إلى الله ويعمل على أن لا يقع قدر الإمكان ولكنه أجازه كحلّ اضطراري عندما ينحصر الحل بذلك ، وما يتعلق بالحقوق والحريات فإن الاسلام أعطى للمرأة كامل حقوقها وحرياتها وفق ضوابط الدين فالرسول صلى الله عليه وسلم كرم المرأة واستوصى بها خيراً وأنصفها وأعطى لها حقوقها ورفع من مكانتها وأعلى من شأنها.


3- تم الاستدلال بأبيات من الشعر للشاعر نزار قباني والجميع يعلم من هو نزار قباني، ولكن أعتقد بأنه من الأولى أن نستشهد بقول خير البشر صلى الله عليه وسلم الذي قال (استوصوا بالنساء خيرا ؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه ؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته، و إن تركته لم يزل أعوج ؛ فاستوصوا بالنساء خيرا)
وقال عليه الصلاة والسلام (رفقًا بالقواريرِ)
المشكلة أن هناك بعض بناتنا يستشهدن ببعض أبيات هذا الشاعر لأنه كثير الغزل وكثير الوصف في المرأة ولكن المصيبة أنهم قد لا يعلمون بأنه وصل في بعض اشعاره إلى انحطاط اخلاقي ولكي أبين من هو نزار قباني أوردت هذه الفتوى حتى يحذر الجميع
حكم قراءة أو حفظ شعر نزار قباني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنزار قباني شاعر معروف ومشهور، لكن ليس كل مشهور ممدوح، فإبليس أشهر من كثير من الصالحين، ومع هذا فمكانته عند الله معلومة، وشره واضح لكل ذي عينين، والذي نعرفه عن شعر نزار قباني أنه كان مولعاً بوصف النساء، والناظر في شعره يراه كأنه قصيدة واحدة نُسخت بألفاظ ومفردات متغايرة، ومحور هذه القصيدة هو النساء وما يدور بينه وبينهن في المخادع، وفي شعر نزار قباني أمثلة كثيرة على وقاحة شعره وفظاظته، ومن ذلك قوله:
فصلت من جلد النساء عباءة ==== وبنيت أهراماً من الحلمات
فالنساء عند هذا الشاعر لسن سوى نهود وثقوب، ثم إنه مولع بوصف النساء (الزانيات الساقطات)، وفوق كل هذا فقد تجرأ على الذات الإلهية متبعاً في ذلك منهج الحداثيين، فقد قال مرة: إنني على الورق أمتلك حرية إله وأتصرف كإله. انتهى.
وفي موضع آخر من ديوانه (لا) قال: رأيت الله في عمان مذبوحاً على يد رجال البادية... فغطيت وجهي بيدي.... يا تاريخ... هذي كربلاء الثانية. انتهى.
ولعل هذا الرجل قد سلك هذا الطريق لأنه قريب إلى الشهرة مما جعله يغرق في لجج الشر والجنس والمرأة والعري، ولقد نحا نحوه كثير من الذين عاصروه أو أتوا بعده لكن بأساليب مختلفة، وهي كلها جرائم ترتكب يومياً باسم الإبداع والتنوير والتجديد، ولذا فإنه لا يجوز لأحد قراءة مثل هذا الشعر، أو المساعدة على نشره أو حفظه، ولمعرفة المزيد عن أحكام الشعر، راجع الفتوى رقم: 18243، والفتوى رقم: 17045.
والله أعلم.
المصدر http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...ang=A&Id=38467

4- أتفق تماماً مع ماذكرته الأخت الفاضلة في مقالها عن ازدياد نسبة الطلاق وخاصة في السنوات القليلة الماضية وأتفق بأنه بعض شبابنا وبعض بناتنا يبحثون عن مظاهر فارغة وقشور لامعة وأزيد عليها عدم الرغبة في تحمل المسؤولية وكذلك المسلسلات وما أدراك مالمسلسلات وخاصة التركية منها التي ساهمت في زيادة نسبة الطلاق وساهمت أيضاً وللأسف في تعلق بعض بناتنا بشخصيات قد تكون ساقطة وتتمنى أن يكون فارس أحلامها مثل هذا الممثل وكذلك بعض شبابنا قد يكون يتعلق ببعض الممثلات وما جاءنا من هذه المسلسلات إلا كل شر فهذا سبب من اسباب الطلاق ولكن إذا كانت النسبة العالية جداً كما ذكرتِ يكون الزوج هو السبب فهناك حالات كثيرة تكون الزوجة هي السبب وأنا لا أقف هنا مع الرجل لكوني رجل ولكن الحيادية في هذا الموضوع مطلوب.

5- أعتقد أنه من أكبر اسباب الطلاق وسوء المعاملة المهور العالية التي أثقلت كاهل الأزواج حتى يفني حياته بجمع المال وتتراكم عليه الديون وقد يكون في نفسه شيء على هذه الفتاة أو على أهلها وهذا بلا شك خطأ كبير ولايبرر هذا العمل بأي حال ولكن يبقى سبب ولوكان بنسبة قليلة.

6- تبقى المرأة أم وأخت وزوجة وبنت وتبقى أنها إنسان له كيان ويجب أن يحترم ويقدر ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ولا ننكر أبداً أن مجتمعنا يخلو من بعض الاشياء السلبية والتي من ضمنها النظرة إلى المرأة المطلقة من البعض والحقيقة أنه لابد تصحيح هذه النظرة وهذا المقال الذي ذكرتيه وغيرها من المقالات والمحاضرات والندوات والتي تكون في أطار علمي متوازن قد تساهم في تصحيح هذه النظرة ويبقى مسؤولية خطباء المساجد والكتاب تسخير خطبهم ومقالاتهم تجاه هذه القضية وغيرها من قضايا المجتمع المهمة.
وشكراً