عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2012, 07:00 AM
كوفي كوفي غير متواجد حالياً
فيحاني راقي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 21,549
معدل تقييم المستوى: 34
كوفي is on a distinguished road
افتراضي واشنطن بوست .. السعوديون يعيشون في فقر مدقع بعد اعتقادنا أن ثرائهم فاحش‎

"ميثاق " متابعات:



في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وعلى بعد أميال قليلة من الأسواق المركزية لعاصمة المملكة ، تعيش سعاد الشمري في بيت خراساني داخل زقاق تملؤه القمامة، بدون مال أو وظيفة، مع أطفالها الخمسة التي لم تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة، وزوج عاطل طريح الفراش يعاني من أمراض مزمنة بالقلب .
“نحن نعيش في فقر مدقع” ، قالت وهي تبكي بحرقة من خلف نقابها الأسود الذي لم يظهر سوى عينيها . ” أطفالي يبكون ولا يمكنني أطعامهم” . فالملايين من السعوديين يعيشون في فقر مدقع ، في واحدة من أقوى دول العالم اقتصاديا، حيث فرص العمل المتزايدة وبرامج الرفاهية التي لم تستطع مواكبة النمو المتزايد للسكان والذي كان يتراوح بين 6 ملايين نسمة في عام 1970 وأصبح 28 مليون في يومنا الحالي .
في عهد الملك عبد الله، أنفقت الحكومة مليارات الدولارات لمساعدة الأعداد المتزايدة من الفقراء ، والتي تشير الإحصائيات أنهم يقدرون بربع مواطني المملكة . لكن يرى بعض النقاد أن برامج الأنفاق هذه ليست كافية، وأن هناك من أفراد الأسرة المالكة من يهتمون بثرواتهم وصورة المملكة أمام العالم أكثر من اهتمامهم بالمحتاجين. ففي العام الماضي على سبيل المثال، ألقت الحكومة القبض على ثلاثة من شباب مدوني الفيديو وتم سجنهم لمدة أسبوعين لإنتاجهم فيديو ونشره على الإنترنت يتحدث عن الفقراء في المملكة العربية السعودية. وقد صرحت الباحثة السعودية “روزي بشير” والتي كتبت على نطاق واسع عن التنمية والفقر، أن الحكومة تخفي الفقراء بشكل جيد، وأن النخبة لا ترى معاناة الفقراء، الناس جوعا . وفي العادة لا تفصح المملكة السعودية كثيراً عن إحصائيات عدد الفقراء لديها ، لكن تشير تقديرات وسائل الإعلام إلى أن ما بين 2 إلى 4 مليون سعودي يعيشون على أقل من 530 دولار في الشهر أي 17 دولار في اليوم ، والذي يعتبره المحللون خط الفقر في المملكة .
وتتمتع المملكة العربية السعودية باقتصاد ذو مستويين يشمل 16 مليون سعودي ، والباقيين معظمهم من العمال الأجانب، ويزداد معدل الفقر بين السعوديين كما تزداد البطالة بين الشباب . فأكثر من ثلثي السعوديين تقل أعمارهم عن 30 عاماً ، وثلاثة أرباع العاطلين عن العمل في سن العشرين ، حسب إحصائيات الحكومة. وقد تطورت المملكة في العقود الثمانية الأخيرة من حياة البدو الفقيرة الراكدة إلى قوة اقتصادية، بفضل صناعة النفط التي جلبت لهم 300 مليار دولار العام الماضي .
وقدرت مجلة “فوربس” ثروة الملك عبد الله الشخصية بـ 18 مليار دولار ، مما يجعله أغنى ثالث ملوك العام بعد حكام تايلاند و بروناي . وقد قام بإنفاق أموال الحكومة بحرية على المشاريع الاقتصادية البارزة ، وآخرها إنفاقه 70 مليون دولار على بناء المدن الاقتصادية الأربعة ، والتي تقول عنها الحكومة أنها مكان سوف يعيش فيه ما يقرب من خمسة ملايين نسمة ، يعملون ويمرحون. وقد أعلن الملك العام الماضي عن خطط لإنفاق 37 مليار دولار على الإسكان وزيادة الأجور والبطالة ، وغيرها من البرامج ، والتي تعتبر محاولة لاسترضاء الطبقة الوسطى من السعوديين ليتجنب استياءهم على غرار ما حدث في دول الربيع العربي . وقد عرف عن عبد الله والعديد من أفراد الأسرة المالكة عطائهم الخيري الواسع النطاق .
ونفى المسؤولون السعوديون وجود الفقر في بلادهم ، وكان الحديث عن الفقر موضوعاً محرماً في وسائل الإعلام السعودية، حتى زيارة ولي عهد السعودية الأمير عبد الله حينها ، لأحد أحياء الرياض الفقيرة في عام 2002 ، وحينها قامت وسائل الإعلام بتغطية الخبر وألقى السعوديين أول نظرة على الفقر في بلادهم . وقال الأمير سلطان بن سلمان ، أبن الأمير سلمان ولي عهد المملكة في مقابلة صحفية ، أن الحكومة تعترف بوجود الفقر في بلادهم ، وتعمل على الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها . وقال أن الحكومة السعودية بعيدة عن حد الفقر بحوالي ثلاث أو خمس سنوات، وذلك من خلال التنمية الاقتصادية ، والقروض الصغيرة ، والتدريب المهني ، وخلق فرص عمل للفقراء .
وتنفق الحكومة السعودية عدة مليارات من الدولارات كل عام لتوفير التعليم المجاني والرعاية الصحية لجميع المواطنين، فضلا عن مجموعة متنوعة من برامج الرعاية الاجتماعية – حتى الدفن مجانا. كما تقدم الحكومة معاشات التقاعد والاستحقاقات الشهرية والغذاء وفواتير المرافق للفقراء والمسنين والمعوقين والأيتام والعمال الذين يصابون أثناء العمل. ومعظم الأموال المنفقة على الرعاية الاجتماعية تأتي من أموال الزكاة التي تدفعها الأفراد والشركات للحكومة بواقع 2,5 % من ثرواتهم سنوياً، وتقوم الحكومة بإنفاقها على المحتاجين. ويقول الأمير سلطان، أن العيش في السعودية أشبه بالعيش في مؤسسة خيرية كبيرة، بل هي جزء لا يتجزأ من نمط حياتنا ، فإن لم تكن متصدقاً فأنت لست بمسلم .

رد مع اقتباس