عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-07-2012, 05:28 PM
محب الأخبار محب الأخبار غير متواجد حالياً
مشرف قسم الأخبار العاجلة والمنوعة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: قسم الأخبارالعاجلة والمنوعة
المشاركات: 7,789
معدل تقييم المستوى: 22
محب الأخبار is on a distinguished road
Icon1111 خطيب جامع شهير يمنع مطلقته من رؤية بناتها 15 عاماً

متابعات مروان الخالد(ضوء):

فى لون جديد من ألون التعنيف الأسرى،لم تعرف الأم المسكينة أن طلاقها من زوج يضربها، ويذيقها أنواعاً مختلفة من العنف وسوء العشرة، ليس سوى بداية جديدة لمعاناة أقسى وأشد إيلاماً من الزوج نفسه، لاسيما أن يوم طلاقها قبل 15 عاماً كان المرة الأخيرة، التي ترى فيها الأم بناتها الثلاث، بسبب منع الزوج لبناته من رؤية أمهن، ولو لثانية واحدة، تحت أية ذريعة كانت طوال هذه السنين.
وطوال 15 عاماً، احترق قلب الأم شوقاً لرؤية بنات صرن صبايا، وهي لا تعرف أشكالهن، خصوصاً أن الزوج السابق ووالد الفتيات الذي يعمل إماماً وخطيباً لجامع معروف في مدينة الرياض، انتقل أخيرآ لإمامة المصلين في أحد أشهر جوامع مدينة جدة يرفض أية محاولة في هذا الجانب.
على رغم أن طلاق الأم كان بمثابة الخلاص من أصناف الضرب والعنف الأسري، الذي كان الزوج يواظب على ممارسته ضد زوجته، إلا أن الأم ما لبثت أن دخلت دوامة جديدة من المعاناة، متسائلة في حديثها إلى الصحيفة «عما هو العذاب الذي يوازي عدم رؤية أم لبناتها طوال هذه السنين الطويلة».
وأوضحت الأم أنها منذ طلاقها الثاني من زوجها السابق في العام 1418هـ لم يسمح لها حتى بسماع صوت بناتها، وكل ما يصلها من معلومات هو «وضعهن سيئ مع والدهن»، مشيرةً إلى أنها تواصلت أخيراً مع المحكمة العامة في محافظة جدة، التي أمر القاضي فيها بطلب الوالد لحضوره، أو الحكم عليه غيابياً، خصوصاً بعد تخلفه عن تلبية دعوات متعددة للمحكمة لحضور جلسات الصلح. وروت الأم شيئاً من معاناتها مع الزوج القاسي بقولها: «كنت أعيش معه حياة فيها الكثير من الحرمان والضرب والأذى، إذ منعت من زيارة العائلة والأصدقاء، بل كان يمنعني من زيارة أهلي، ولا يسمح لي بالتزيّن حتى في العيد، فضلاً عن أنه لم يكن يشتري لي أي شيء، وكانت المرات القليلة التي اشترى لي فيها تمثل عيداً بالنسبة لي».
ولا تعرف الأم سبباً لما يقوم به زوجها السابق سوى أنها تتوقع أن تكون تصرفاته انعكاساً لما لقيه في طفولته الصعبة، فهو متعود على القسوة من رجل وامرأة تبنيا تربيته، بعد أن تخلى عنه والداه لأسباب مجهولة. أما ابن الأم الذي يعيش مع والدته فاعتبر أثناء حديثه لـ«الحياة»، أن والده يعاني من أدواء نفسية شديدة أورثته القسوة في التعامل حتى مع فلذات أكباده، ما اضطره مع أخويه للهروب من عنده إلى خارج المنزل، واستقلالهم بحياتهم العملية.

وأشار الابن الى أن والده يعاني من عقدة في ما يخص موضوع التحرش الجنسي «حتى إنه كان يرقبنا بشكل مكثّف لمنعنا من الوقوع في الوحل كما يسميه، فمنعنا حتى من الدراسة المتقدمة، فتوقفنا عن الدراسة في المرحلة المتوسطة».
من جهته، أكد المستشار الأسري المصلح في المحكمة العامة عادل الجهني، أن هذا الوالد يعاني من انفصام في الشخصية، خصوصاً أنه الخيّر المصلح في مسجده وجماعته، ويحض المصلين على صلة الرحم وفعل الخير، فيما حياته الشخصية غير ذلك، فهو يضرب أبناءه، ويمنع بناته من رؤية أمهن التي انقطعت عنهن سنين طويلة».
وطالب الجهنى بإحضار الوالد بالقوة الجبرية، بعد أن تحكم عليه المحكمة بما تراه مناسباً، بعد أن تغيب مراراً عن جلساتها، فيصدر الحكم غيابياً، مذكّراً بأن هذه القصة من أغرب القصص التي سمعها.

تحريم

إنَّ تعلُّقَ الأمِّ بولدِها، ورحمتَها به، وحنوَّها عليه، والسعيَ في رعاية مصلحته - فِطرةٌ فطَر الله - تعالى - عليها المخلوقاتِ من بشَرٍ وحيوان، ووحْش وطير وحشرات؛ ليُحفظَ النَّسْل، ويَبقى الخَلْق إلى ما شاء الله - تعالى - ولولا ما غرَسَه الله - تعالى - في قلْب الأمِّ من الرحمة والمحبَّة والحنان على ولدِها لقتلتْه مِن شدَّة ما تجد من ألَم حمْله، ومخاضِه وولادته، وما تُعانيه من جوعٍ وتعَب؛ لأجْلِ رَضاعته والقيامِ عليه، إنَّها حِكمة الحكيم العليم، ورحمةٌ من رحماتِ أرحمِ الراحمين.
وأشدُّ شيءٍ على الأمِّ أن يُحال بينها وبين ولدها بشَرًا كانتْ أم غيرَ بشَر، فالناقة لا تَعقِل لكنَّها تبكي وترزُم إذا حِيل بينها وبين فَصِيلها، فإذا ذُبِح أمامها ولِهَتْ عليه، فهزُلتْ ولربَّما ماتتْ مِن شدَّة وجْدِها عليه.
والطير تنتفض وتفرِش بجناحيها إذا فقدَتْ صغيرَها كما ورَد أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - نزَل منزلاً فأخَذَ رجلٌ بيْضَ حُمَّرَة فجاءتْ ترفُّ على رأسِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((أيُّكم فجَّع هذه بيضتَها))، فقال رجلٌ: يا رسولَ الله، أنا أخذتُ بيضتها، فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اردُدْه رحمةً لها))؛ رواه البخاريُّ في الأدب المفرد.

وفي إثباتِ رحمة الله - تعالى - ضرَب النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأمثالَ عليها برحمة الأمِّ لولدها؛ ممَّا يدلُّ على أنَّه لا أرحمَ في الخَلْق من قلْب الأم، قال عُمَرُ بن الخَطَّابِ - رضي الله عنه -: "قُدِمَ على رسولِ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِسَبْيٍ، فإذا امرأةٌ مِن السَّبْيِ تبتغي، إذا وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أخذَتْهُ فألصقَتْه بِبَطْنِها وأرضَعَتْه، فقال لنا رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أترَوْن هذه المرأةَ طارِحَةً ولدَها في النارِ؟)) قُلْنا: لا واللهِ، وهي تَقْدِرُ على ألاَّ تَطْرَحَه، فقال رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((للهُ أرحَمُ بعبادِه من هذه بِوَلَدِها))؛ رواه الشيخان.
وفي حديثِ أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رَسولَ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ للهِ مائةَ رحمَةٍ، أَنْزَلَ منها رَحْمَةً واحدَةً بين الجِنِّ وَالإِنسِ والبَهائِمِ والهَوامِّ فبِها يتَعاطَفونَ وبِها يَتَراحَمونَ، وبها تَعْطِفُ الوَحشُ على ولَدِها))، وفي رواية: ((حتى تَرْفَعَ الفَرَسُ حافِرَها عن ولَدِها؛ خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَه))؛ رواه الشيخان.


توقيع : محب الأخبار

الأخبار أول بأول
رد مع اقتباس