المملكة نيوز - متابعة - فاطمة الخولي
حذر عضو هيئة كبار العلماء، المستشار في الديوان الملكي، الشيخ عبدالله المنيع، الشباب من الإقدام على الانتحار حلاً لمشكلاتهم عندما تُسدُّ في وجه بعضهم الأبواب، أو لا يجدون وظيفة> وقال المنيع تعليقاً على محاولة البعض اختيار الانتحار حلاً لمشكلاتهم "هذا نتيجة ضعف الإيمان، فهؤلاء لا هدف لديهم سوى الحياة"، موضحاً أن الإنسان عندما يولي اهتمامه للدنيا يصبح مثل البهائم، مبيناً أن الهدف من الحياة هو عبادة الله عز وجل، مصداقاً لقوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". وأضاف "لو كان هؤلاء يملكون إيماناً قوياً، لما أقدموا على الانتحار، أو حاولوا الانتحار حرقاً، أو بغيرها من الوسائل". وشدد على أن المؤمن الحق هو من يحاول، ولا ييأس، ويذهب لمقابلة المسؤولين عندما لا يجد فرصة وظيفية، لأن الله سبحانه وتعالى قد يعوضه بفرصة أفضل، مشيراً إلى أن البحث عن المطالب وتحقيقها لا يكون بإزهاق الأرواح. واستنكر المنيع جعل بعض من أحرقوا أنفسهم وانتحروا، مثل التونسي محمد البوعزيزي، رموزاً وقدوات في وسائل الإعلام، وقال "هؤلاء لا يتصرفون في أقدار الله، فما يحصل مقدر عند رب العالمين"، مؤكداً أنه لو تم تحويل البوعزيزي "لرمز للثورات العربية، بإحراق نفسه، فهو لا يبرر أنه أقدم على الانتحار، ومن انتحر فقد ارتكب إثماً عظيماً"، وطالب الجميع بتقوى الله عزَّ وجل، وعدم الانسياق وراء هذه النماذج التي تعصي الله عز وجل، وتموت بطريقة محرمة، ومؤكداً أن اليأس من رحمة الله وضعف الإيمان أحد أهم مسببات ذلك. وشهدت الفترة الأخيرة حادثي انتحار منفصلين لشابين عاطلين عن العمل الأول لمواطن في العقد الثاني من العمر في مدينة عرعر شمال المملكة, أما الحالة الثانية فكانت لمواطن ثلاثيني خريج الكلية الصحية الذي أطلق النار على نفسه. وكان فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر أمين عام رابطة علماء المسلمين قد أكد أنه لا يجوز قتل النفس تعبيراً عن الغضب، أو طلباً لرفع الظلم وإنما يكون إزالة الظلم بالطرق والأساليب الشرعية التي لا يترتب عليها مفاسد أعظم مما يراد زواله.