في مشاعر منى..تــجار مخـــدرات يقرعــــون أبواب التوبة بـعــــد رحلــــة مظلمة
 

متابعات-الوئام:




دائما تعطينا مناسك الحج صورا واقعية حية والتي تعكس أغوار النفس البشرية وما فيها من تقلبات وهذا ما عكسته مع أبي فهد المتخصص في سرقة الكابلات ومدمنا وتاجرا للمخدرات .ولكن جاءت صورته في مناسك الحج رافعا يديه طالبا العفو والصفح في أيام الغفران.لم يتوقع “أبو فهد” أن يكون مستقبله بهذا السخاء الرباني وأن يدون اسمه ضمن ثلاثة ملايين حاج بتوجيه من وزارة الداخلية بعد أن أمضى 20 عاماً من حياته في تداول المواد المخدرة بين زبون مدمن، وتاجر لا يرحم ضحاياه.

ووفق ما نشرته الحياة والتي اصطحبته إلى خيمته في منى بعد رمي الجمرات أنه كان مجتهداً في الدراسة ومحبوباً من الأهل ومتميزاً بين إخوانه، وبدأ مرحلة التعاطي بعد دخوله للمرحلة الثانوية.

وأضاف أنه استمر في طريق الإدمان وانكشف أمـــام الأهل وتدهورت العلاقــة، وكان يتهرب من المنزل لأكثر من سبعة أشهر بسـبب المخدرات..

وعبّر عن مدي سعادته ووجوده بالمشاعر المقدسة، وأنه كان يجمع قيمة المواد المخدرة من خلال تنفيذ سرقات كابلات الكهرباء، ووصل إلى مرحلة اليأس، ودخل مستشفى الأمل في برنامج الرعاية المستمرة. من ناحية أخري لم يختلف حال أبي عبدالله “40 عاماً” عن أبي فهد، والذي دخل عالم الإدمان، وهو في السنة الـ 12 من عمره.

وأوضح أن حبه للاستطلاع والفضول سبب رئيسي للدخول إلى عالم المخدرات، وبالأخص بعد تأثره بشقيقه الأكبر.وتابع كنت أقتدي به في كل شيء وكانت شخصيته قيادية والكل يحترمه، لكن المفاجأة أنه يتعاطى المخدرات، وعند علمه برغبتي في التعاطي طلب مني مشاركته فيها داخل المنزل.

وأشار إلي أنه مر بثلاث مراحل أبرزها الاستخدام وسوء الاستخدام، والإدمان وأنه تدرج حتى وصل عالم الإدمان وكان عمره لا يتجاوز 16 عاماً.

وفي خطوط متوازية تسير قصة أبي يوسف مع قصة سابقيه وأنه استمر أكثر من 16 عاماً في عالم المخدرات وأنه في بدايته كان يجهل أضرار الكحول والحشيش.

وأضاف تورطت فيها بدافع الفضول ومشاركة الأصدقاء، إضافة إلى الجهل بأضرار المخدرات والكحول، وتحول بعد ذلك إلى الهرويين بسبب انقطاع الحشيش.

وأشار إلى أنه كان يومياً بحاجة إلى تغيير المزاج فصار عندي مبدأ التجربة وهي سهلة جداً، وبدأت رحلة الحضيض الروحي والنفسي واليأس حتى ساءت علاقتي مع الله، والأهل، والأصدقاء، ووصلت إلى مرحلة الأمراض.

من ناحيته أوضح يوســــف اليوسف أن عدد الحجاج الذين تم تحجـيجهم وصل إلى 150 حاجاً وذلك تحت إشــــــــــراف المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

وقد أكد أن هذا هو التوجه حالياً تجاه أصحاب الســـوابق، مــــشيراً إلى أنه يشتـــرط جـــدية تعافيهم وانضباطهم في برنامجهم والإقــــلاع التام وعدم تعاطيهم أي مخدرات بعد فترة.كما أنهم يقدمون مســــاعدتهم للمدمنين من خلال الرفع للجهات المختصة لإســــقاط السوابق بالتعــــاون مع وزارة الداخلية.