بريدة : موضة الشباب والتميز بـ" مخلفات الطيور" في سيارتهم
 

أنباء القصيم - بريدة :


عالم المراهقة فيه من الجنون والإبداع والتألّق، وفي عالمه سلوكيات واتجاهات لا تخطر على بال، منها عن التميز والتفرّد بأي طريقة فهو هاجس البعض، فالخروج بالفكرة حتى وإن كانت لاتستهوي البعض تنفّذ مباشرة ودون التفكير بالعاقبة.

في عالم الموضة والأناقة تصطف طوابير الحجز والانتظار لاقتناء الجديد والحديث والتزين بما وصلت إليه جهودات وإبداعات المتخصصين والمتخصصات في علم الإتيكيت وفنون اللباقة واللياقة وحسن المظهر، إلا أن في مدينة بريدة وعلى طريق الملك عبدالعزيز شمال بريدة يصطف مجموعة من الشباب أسفل أحد اللوحات الإعلانية هناك، والذي يدار بالحجز فيما بينهم لفترات تتراوح لأسبوع أو أكثر بغية الحصول على أكبر كمّية من مخلّفات الطيور المتساقطة على مركباتهم، في إشارة إلى أن المركبة متوقفة لفترة طويلة مما يوحي بأنها (مخزّنة) وتتميز بالنظافة، الأمر الذي يزيد في سعرها أثناء البيع أو للمباهاة بين أقرانه.

هذا السلوك أربك الحركة التجارية أمام المحلات التجارية هناك مؤكدين مطالباتهم للجهات المسئولة لمخالفة السيارات المتوقفة بطريق الملك عبدالعزيز مما يغلق طريق الخدمة ويعطّل مصالح المحلات المقابلة.

ووفقاً لجريدة الرياض وصف مدير إدارة التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم محمد بن عبد الرحمن الربيش هذا السلوك مرحلة مرحلة من مراحل المراهقة وليست أزمة وأن الفترة العمرية التي تمتد من 11 وحتى 22 عاماً والتي تسمى في التربية "المراهقة" هي مرحلة خطره في عمر الشاب بل هي مرحلة عمرية كحال المراحل المتقدمة والمتأخرة كالطفولة والحكمة والشيخوخة لأن الممارسات التي تصدر من بعض الشباب وتضاد توجهات وقيم المجتمع إنما هي "نتاج تربية" لا علاقة بالمرحلة بها رغم أن المرحلة لها خصائص يميزها عن غيرها ومنها الاندفاعية والسعي للمغامرة ونقص الخبرة الحياتية.

وذكر الربيش نرى تصرفات طائشة من بعض الشباب تتسم بالمغامرة الخطرة التي قد تسيء لهم ولمن حولهم نرى في المقابل شباباً يمثل أنموذج الشاب الذي تنشده الجماعات يتصف بالهدوء والأدب والاحترام متمسكاً بتعاليم دينه ملتزماً بعادات وقيم مجتمعه.

فالفارق بين الصنفين هو التنشئة التي يمر بها كل صنف خلال فترة العمر التي تسبق فترة البلوغ (المراهقة) فمساعدته على بناء شخصية مستقلة متزنة تكتشف الحياة من حولها وتعرف الحقوق والواجبات ويكون دور السرة هو التوجيه والتصويب فقط سيساعد هذا النهج التربوي على بناء شخصية لشاب متوافق مع ذاته ومتعايش بسلام مع مجتمعه وتلمس أسرته منه الاستقرار السلوكي.