::موقع ومنتديات أهالي المذنب الرسمي::

::موقع ومنتديات أهالي المذنب الرسمي:: (http://www.almethnb.com/vb/index.php)
-   الأخبارالمنوعة العاجلة (http://www.almethnb.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   شهر رمضان المبارك في الجزائر (http://www.almethnb.com/vb/showthread.php?t=11861)

كوفي 07-30-2012 07:55 PM

شهر رمضان المبارك في الجزائر
 
خاص ــ نشر : لكل مجتمع عربي وإسلامي طريقة يستقبله بها خاصة و أنه شهر الخيرات و البركات ... و لهذا سنحاول التعرف على العادات و التقاليد المتنوعة التي تميز الأسرة الجزائرية و التي تعود لما يملكه من تعدد و تنوع ثقافي ... فبالإضافة إلى أن الشهر الفضيل يأتي برابع أركان الإسلام ألا و هو الصوم فهو أيضا جزء من الثقافة و الموروث الاجتماعي ... فشهر رمضان ... شهر الصيام و العبادة ... شهر التراحم
و التآزر ... و لا تجد بيتا يخلو من جو رمضان و شعائره ...

قبل حلول هذا الشهر المبارك تبدأ الأسرة الجزائرية بالتحضير
لاستقباله ... فمنهم من ينظف البيت تنظيفا كاملا و منهم من يعاود طلاء غرف المنزل ... و تسارع ربات البيوت لتحضير الأواني الجديدة من أكواب و صحون و شرشف جديد لطاولة الطعام و ما إلى ذلك من تحضيرات ترحيبا بشهر رمضان الكريم ... دون أن تنسين اقتناء التوابل مسبقا خاصة ما يعرف بـ(راس الحانوت) و هو مزيج من التوابل كالفلفل الأحمر والكسبرة و الكمون و الفلفل الأسود و القرفة...الخ
ويستعمل (راس الحانوت) في تحضير الأطباق الجزائرية الشهية كالشوربة التي لا يخلو أي بيت جزائري منها على تعدد أصنافها و طرق تحضيرها و لا يؤكل هذا الطبق إلا بالبوراك و هو لفائف من العجين الرقيق جدا و الجاف و هو ما يعرف بالديول(الرقاق)المحشي باللحمة المفرومة أو الدجاج أو بطحين البطاطس والسبانخ و منهم من يتفنن في إعدادها بالسمك و الجمبري ... و من هنا يظهر شغف الجزائريين بتحضير مائدة رمضان متميزة مخصصين لها ميزانية مالية معتبرة.

وتجدر الإشارة إلى أن مائدة رمضان تختلف من منطقة لأخرى حيث نجد في الشرق الجزائري كعنابة ، الطارف و حتى قسنطينة أن النسوة تشترين القمح لتطحنه بنفسها... كما لا تنسى ربات البيوت في الشرق الجزائري اختيار دقيق خاص لصناعة الديول المستعمل في تحضير البوراك ، و يقول أهل قسنطينة أن أحسن أنواع الدقيق هو الذي يتصمغ ... طبق (اللحم الحلو) _المكون من البرقوق أو المشمش المجفف والزبيب ،اللوز والتفاح والمطبوخ مع اللحم وقليل من السكر_ ضروري عند أهل سطيف في أول أيام رمضان حتى يحلي رمضانهم


- طبق اللحم الحلو -

و لكنه اقل أهمية من شوربة الفريك و التي تسمى أيضا في الشرق بالجاري إلى جانب البوراك الذي يحضره أهل عنابة و الطارف و تبسة و الولايات المجاورة على طريقتين : ملفوفا كالسيجار أو مربعا على الطريقة التونسية. و تتفنن ربات البيوت في تنويع أطباق مائدة رمضان من سلطات و طواجن و كباب و دولمة و محشي و كفتة...


- طبق شوربة الفريك -

- بوراك ملفوف كالسيجار -

أما في غرب البلاد فتقوم ربات البيوت بترقيد (تخليل) العديد من المواد مثل الفلفل الحلو و الطماطم و الزيتون كما يشترون الخضر و يحفظونها في البراد. و تتخذ الشوربة في غرب البلاد لونا و طعما مميزا و تسمى بالحريرة و تحضر بالخضر
و (دشيشة الشعير)و من عادة غالبية العائلات في وهران أن يفطر الصائمون بالحليب و التمر


و يتناولون الحريرة بالبوراك بعد آذان المغرب ثم يتناولون العشاء بعد صلاة التراويح. و الغرب الجزائري مشهور بمزج الحلو و المالح (الحادق) كالبسطيلة مثلا .


- البسطيلة -

فيما يخص منطقة القبائل فيبدأ أهلها رمضانهم بإحياء عادة تضامنية خلال " لوزيعة " ففي اليوم الذي يسبق أول رمضان تقام في عدد من مناطق القبائل سوق خاصة برمضان أو (تسويقت) يستغلها سكان (تادارث) أو القرية في شراء عجل أو عدد من الخرفان يشترك كل بيت لديه مدخول في جمع ثمنها بحسب عدد الرجال البالغين في كل بيت و تذبح المواشي ليقسم لحمها على جميع البيوت. و من عادة أهل بجاية إعداد
(سكسو) أو الكسكسى في اليوم الأول لرمضان و تتنوع الشوربة في بلاد القبائل بين شوربة الفريك و شوربة فيرميسال حمراء بلحم الخروف أما الطبق الثاني فهو زيتون بالدجاج أو كباب أو خرشوف باللحم و من الأطباق الشهية الخاصة بهذه المنطقة بالخصوص في الصحور طبق المسفوف بالزبيب.


- طبق طاجين الزيتون -

تزين قعدات البوقالات سهرات العاصميين و سكان المناطق المجاورة كالبليدة و تيبازة و هي خاصة بالنساء حيث يجتمعن في بيت واحد منهن على مائدة مزينة بمختلف أنواع الحلوى المحضرة كالمحنشة ، الصامصة القطايف و المقروط ، البقلاوة، قلب اللوز و الزلابية مع الشاي و القهوة لتبادل إطراف الحديث


- الصامصة -

- بقلاوة -

ثم يأتي موعد قراءة البوقالات أو الفال ، حيث يؤخذ إناء مملوء بالماء و تضع فيه كل واحدة منهن خاتمها و تمسك شابتان الإناء بواسطة السبابة اليمنى و اليسرى، و بعد أن يعقد الجميع تقرأ البوقالة و تغمض إحداهن عينيها لتخرج خاتما من الماء و تكون بذلك البوقالة المقروءة فال صاحبة الخاتم.

وفي هذا الشهر الكريم ، تتكفل جمعيات الهلال الأحمر الجزائري عبر كامل التراب الوطني بإقامة موائد الرحمة لكل الفقراء والمساكين وعابري السبيل الذين يتعذر عليهم الإفطار في جو أسري ،كما تتكفل الجمعيات الخيرية طيلة الشهر بتوزيع قفة رمضان وهي عبارة عن مجموعة من المواد الغذائية التي توزع على الأسر المحتاجة.

و ما يميز هذا الشهر الفضيل امتلاء المساجد بالمصلين الذين يؤدون الصلاة وصلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم، فتقام مسابقات لحفظ القرآن و ترتيله واحتفالات دينية بالمناسبة تمتد إلى ليلة القدر المباركة التي تحظى بالاهتمام الأكبر وينتظرها كل الجزائريين ...بشوق ومحبة وقد شاع في الجزائر في السنوات الأخيرة ختان الأطفال في السابع و العشرين من الشهر الفضيل باعتبارها ليلة مباركة .

ومن عادات الجزائريين في هذا اليوم أيضا هو دعوة أهل الفتاة لخطيبها وأهله للإفطار معا، وهي فرصة للتقريب بين العائلتين قبل الزواج، ويقدم فيها الرجل لخطيبته هدية تدعي "المهيبة " (تحوير لكلمه هبة) عادة ما تكون خاتما أو إساورا من ذهب، أو قطعه قماش رفيع.

تظهر الأهمية التي يوليها الجزائريون لصيام أبنائهم لأول مرة قيمة رمضان لديهم ، حيث يعد ذلك حدثا خاصا لديه طبعة متميزة عند اغلب العائلات الجزائرية. و من عادة بعض مناطق الغرب الجزائري كتلمسان أن يرافق الطفل الصائم لأول مرة أحد أقاربه كخاله أو عمه أو حتى والده ليتجول معه في الأسواق و يشتري له ما اشتهاه من المأكولات و الحلوى ليفطر عليها. و يصل الحد في مناطق الجنوب الجزائري إلى ذبح خروف
وإقامة وليمة يدعى فيها الأهل و الأقارب بمناسبة صيام الابن الصغير لأول مرة.
و حين يأتي موعد الآذان و الإفطار تختلف عادات العائلات في الطريقة التي يفطر بها الصائم الصغير ففي الجزائر العاصمة ووسط البلاد يشرب الطفل الشاربات المحضر بالماء و السكر و ماء الزهر و عصير الليمون و هو متكئ إلى حائط أو عمود مستقيم وسط الدار و ذلك من اجل الفال ليكون الطفل مستقيما في حياته و قويا على الصيام. و بالنسبة للفتاة يوضع خاتم أو اسوارة من ذهب داخل كاس الشاربات الذي تشربه حتى يكتب لها الخير الكثير في حياتها. أما في منطقة القبائل و بعض جهات الشرق الجزائري فيفطر الصائم الصغير في أعلى مكان في البيت و عادة فوق سطح المنزل و ذلك يرمز إلى علو شأنه و يقدم له في منطقة القبائل الكبرى البيض المغلي ( المسلوق )الذي يدل على خصوبة الحياة.


الساعة الآن 01:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025,>