![]() |
من الشخصيات المرتبطة بذاكرة الناس في رمضان المُسَحِّر
مكة المكرمة ــ نشر ــ سهل مليباري :
المسحراتي أو المسحر هي مهنة يطلقها المسلمون على الشخص الذي يوقظ المسلمين في ليل شهر رمضان لتناول وجبة السحور.والمشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل أو المزمار ودقها أو العزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر وعادة ما يكون النداء مصحوب ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية. مع تقدم الزمن وتطور المجتمع تكنلوجيا أصبحت هذه المهنة آخذة في الأنقراض بعدما كانت مشهورة بقوة وخصوصاً في بلدان الخليج وبعض بلدان شمال أفريقيا وبلاد الشام . <oالمسحراتى كان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وابن أم كلثوم يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور. الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يؤذن بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام<o وقد تطورت مهنة المسحراتى واختلفت مع اتساع رقعة الدولة<o الاسلامية و الحاجة الى تنبيه المسلمين الى وقت السحور<o ففى عهد الدولة العباسية واثناء حكم المنتصر بالله <o تطوع عتبة بن اسحاق والى مصر عام 238 هـ لتنبيه الناس<o لوقت السحور فكان يطوف بنفسه شوارع القاهرة سيرا<o على الاقدام من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص <o في الفسطاط مناديا الناس <o "عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة"<o أما فى بغداد اثناء حكم نفس الخليفة إبتكر أهلها فن القومة الغنائي<o الخاص بسحور رمضان، وقد أطلق عليه هذا الاسم ، لأنه شعر<o شعبي له وزنان مختلفان, ولا يلتزم فيه باللغة العربية فكان المسحراتى ينادى <o يا نياما قوموا.. قوموا للسحور قوموا<o ويدق على أبواب البيوت بعصا معه<o كان "ابن نقطة" أشهر من عملوا بالتسحير<o حيث كان موكلا إليه إيقاظ الخليفة الناصر لدين الله العباسي<o فى عهد الدولة الفاطمية<o كان الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي يأمر جنوده بالمرور على<o بيوت الناس بعد صلاة التراويح ليدقوا على أبواب النائمين<o لتنبيههم للسحور، وتدريجيا خصص رجلا للقيام بهذه المهمة<o وخُصص له راتبا معينا من الدولة<o فأقبل الناس على امتهانها على الرغم من اقتصارها على <o الشهر الكريم فقط<o وكان يطوف مناديا : يا أهل الله قوموا تسحروا<o وفى العصر المملوكى كادت مهنة المسحراتى على الأختفاء تماما <o لولا ان الظاهر بيبرس أعادها وعين أناساً مخصوصين من<o العامة وصغار علماء الدين للقيام بها<o ظهرت بعد ذلك الطبلة على يد أهل مصر كنوع من التطوير<o للمهنة، وكانت الطبلة الصغيرة التى يحملها فى يده اليسرى<o تسمى بازة<o يدق عليها بسيرا من الجلد أو خشبة ويظل يطوف على سكان<o الحي أو الشارع ذاكرا مناقبهم ووظائفهم وأسماء أولادهم <o ويضفى المبالغة والمجاملة حتى يحصل على مكافئة سخية <o فى أول أيام عيد الفطر، يملأ بها جيبه بالنقود وسلته بالكعك وحتى يستطيع المسحراتى حفظ أسماء اهل الحى<o</o إلا أسماء النساء- وصفاتهم لينادى بها ،يجب أن يبدأ <o فى التعرف على أهل الحى قبل رمضان بأسابيع أو شهور <o ويقسم المسحراتية المناطق فيما بينهم بحيث يتولى كل واحد<o منهم قسم أو عدد من الشوارع يكون هو <o المسؤول عن إيقاظ سكانه<o تطورت الأمور بعد ذلك فاستعان المسحراتى بطبلة كبيرة<o ثم إلى عدة أشخاص معهم طبل بلدي وصاجات يصحبون<o المسحراتي، ويغنون أغان خفيفة و يشارك المسحراتي الشعراء<o في تأليف الأغاني التي ينادون بها كل ليلة وأحيانا كان يصحبه الأطفال ومعهم فوانيسهم <o لينيروا له الطريق<o اصحى يا نايم وحد الدايم<o وقول نويت بكرة إن حييت<o الشهر صايم والفجر قايم ورمضا ن كرييييييم<o وخرجت المهنة لتأخذ طريقها فى الانتشار إلى أهل الشام <oحيث كان المسحراتى يطوف على البيوت عازفا على <o العيدان والصفافير منشدا بعض الأغاني الخفيفة<o يا نايم وحد الدايم <o يا نايم وحد الله<o قوموا على سحوركم <o إجا رمضان يزوركم <o <oقد شغف الرحالة و المستشرقون بهذه المهنة <o وكتبوا عنها فى كتبهم مثل <o الرحالة المغربي "ابن الحاج" الذي جاء إلى مصر في العصر<o المملوكي في عهد الناصر محمد بن قلاوون <o تحدث عن عادات المصريين وجمعها في كتاب<o <oوالمستشرق الإنجليزي "إدوارد لين "حكى لنا عن المسحراتى<o فى كتابه المصريون المحدثون ..شمائلهم وعاداتهم، فيقول<o <oيبدأ المسحراتي جولاته عادة بعد منتصف الليل ممسكا بشماله<o طبلة صغيرة وبيمينه عصا صغيرة أو قطعة من جلد غليظ<o وبصحبته غلام صغير يحمل مصباحا أو قنديلا يضيء له الطريق<o ويأخذ المسحراتي في الضرب على الطبلة ثلاثا ثم ينشد <o يسمى فيه صاحب البيت وأفراد أسرته فردا.. فردا<o - ماعدا النساء -<o <o ويردد أيضا أثناء تجواله على إيقاع الطبلة كثيرا من القصص<o والمعجزات والبطولات عن الرسول صلى الله عليه وسلم <o ويسعد الناس كثيرا بسماع صوت هذه الشخصية المحبوبة <o وعلى الأخص الأطفال <o وعادة ما يتوارث الأبناء هذه المهنة عن آبائهم وعندما يحل العيد <o يطوف في الشوارع وخلفه الأطفال في موكب كبير مليء<o بالبهجة،تصحبه زوجته حاملة سلة كبيرة فيخرج الأهالي إليه<o بأطباق الكعك والبسكويت وقليل من المال <o ولا ينسى أن يقول لكل من يخرج إليه "كل سنة وأنتم طيبون رغم ظهور العديد من وسائل التنبيه وتغير العادات الرمضانية للناس من حيث السهر حتى وقت الفجر ما زال المسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بالتقاليد الشّعبية الرّمضانيّة<o |
الساعة الآن 01:38 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025,>