الاسد مستعد لترك السلطة "بطريقة منظمة"
 

باريس (رويترز) - قال السفير الروسي لدى فرنسا يوم الجمعة إنه يعتقد ان الرئيس السوري بشار الاسد قبل فكرة انه يتعين عليه التنحي عن السلطة لكن شريطة ان يتم ذلك على نحو منظم الا ان الحكومة السورية سارعت بنفي ذلك.
وقال السفير الكسندر اورلوف لإذاعة (ار.اف.اي) الفرنسية إن الاسد الذي يواجه انتفاضة متصاعدة على حكمه لمح الى استعداده التنحي عندما قبل اعلانا دوليا في الآونة الاخيرة يطالب بتحول سوريا الى حكم اكثر ديمقراطية.

وقال اورلوف "في مؤتمر جنيف كان هناك بيان ختامي يقترح الانتقال الى نظام اكثر ديمقراطية." وأضاف "هذا البيان الختامي قبله الاسد. وعين الاسد مبعوثا له ليقود المفاوضات مع المعارضة من اجل هذا الانتقال. هذا يعني انه قبل ان يرحل لكن بطريقة منظمة."

وسارعت وزارة الاعلام السورية الى نفي ذلك قائلة ان تصريحات اورلوف عارية تماما عن الصحة.

وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان متحدثا باسم السفارة الروسية في فرنسا قال في وقت لاحق ان كلام اولوف قد "انتزع من سياقه" وانه ليست لديه "معلومات حصرية بشأن استعداد الاسد للتنحي".

ونقلت الوكالة عن سيرجي بارينوف المتحدث باسم السفارة قوله "معنى تصريحات السفير هو ان الاسد قد يتنحى او يبقى في منصبه لكن هذا القرار لا يتخذه مجلس الامن (التابع للامم المتحدة) ولا اي شخص آخر لكنه قرار يتخذه الرئيس نفسه والشعب السوري."

وهذا التصريح تكرار لموقف روسيا المعتاد.

وقال بارينوف ان اورلوف يقصد ان قبول الاسد لاعلان جنيف "من حيث المبدأ قد يعني انه لا يستبعد امكانية التخلي عن السلطة بشكل متحضر."

وكان اورلوف قد قال في وقت سابق انه يرى بشكل شخصي ان الاسد لم يعد قادرا على البقاء في السلطة. واضاف "أظن انه من الصعب عليه البقاء بعد كل ما حدث. لكنه قبل أساسا انه سيتعين عليه ان يرحل."
وقالت موسكو ايضا ان الاسد مستعد للاستجابة للمطالب التي تدعوه إلى تفويض السلطة عن طريق تعيين ممثل يجري حوارا سياسيا مع المعارضة.

وقد يؤدي أي ضغط روسي على الاسد إلى أثر كبير لأن موسكو هي اكبر حليف لسوريا منذ وقت طويل واحبطت عدة مرات محاولات عزل الاسد او استبعاده من السلطة عن طريق اعاقة قرارات للامم المتحدة.

وعرقلت روسيا يوم الخميس مشروع قرار امام مجلس الامن الدولي يدعمه الغرب كان يتضمن تهديدا بفرض عقوبات اذا لم تلتزم دمشق بخطة سلام لكوفي عنان المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة الى سوريا.

وأعلنت موسكو مرارا ان اي اتفاق يتعين ان يسير على المباديء التي حددتها المحادثات التي جرت في جنيف في 30 من يونيو حزيران الماضي بين عنان والدول الدائمة العضوية بمجلس الامن وهي المباديء التي تقول روسيا حتى الآن إنها لم تطالب بصورة محددة برحيل الاسد.

وقال اورلوف "ما تدافع عنه روسيا ليس نظام بشار الاسد بل النظام الدولي. المسألة في نظرنا مسألة مبدأ تتجاوز ما يجري في سوريا."

وأوصى دبلوماسي غربي رفيع بالتعامل بتحفظ مع تصريحات اورلوف. وقال الدبلوماسي "لم نسمع الاسد يقول من قبل إنه مستعد للتنحي." واضاف "لكن ماذا يقصد؟ هل يقصد الآن او في غضون عامين. علينا توخي الحذر."

وعندما سئل عن تصريحات اورلوف قال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان الاسد جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل.

وقال "نطلب منذ وقت طويل رحيله عن المشهد السياسي السوري بسبب اشهر ارتكب فيها عدة مذابح. السيد الاسد ليس جزءا من المستقبل بالنسبة للشعب السوري."

وعلى صعيد منفصل نقلت وكالة انترفاكس عن "مصدر عسكري دبلوماسي" قوله ان روسيا لن ترسل ثلاث طائرات هليكوبتر عسكرية تم اصلاحها ومعدات دفاع جوي اخرى إلى سوريا حتى يعود الموقف إلى حالته الطبيعية.
وتعرضت روسيا لانتقادات غربية حادة بعد اقرارها بوجود شحنة مقررة سلفا للطائرات الثلاث وانظمة دفاع جوي إلى سوريا وان سفينة الشحن التي كانت تحمل الاسلحة الشهر الماضي عادت إلى روسيا عندما سحبت شركة تأمين مقرها لندن غطاءها التأميني.

ونقلت انترفاكس عن مصدر مستقل ان الطائرات الهليكوبتر الثلاث انزلت في الآونة الأخيرة من على السفينة الراسية في ميناء بالتيسك الروسي على بحر البلطيق