المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشغب يجتاح ملاعب العالم.. وللعرب منه نصيب


محب الأخبار
04-05-2012, 02:13 PM
غزة - محمد زقوت:



تُعرف كرة القدم عالمياً عن جدارة واستحقاق بأنها "اللعبة الأجمل"، بيد أن أكثر الأشياء جمالاً تنطوي هي الأخرى على أوجه قاتمة، كذلك كرة القدم التي لا تشذ عن القاعدة، ولا يختلف اثنان على أن وجهها القاتم هو "الشغب الجماهيري".

ومع الولع الكبير بكرة القدم الذي يزداد يوماً بعد يوم في العالم، فإن ثمة أشياء غريبة تحدث في مدرجات الملاعب وباتت تشكل ظاهرة مثيرة للقلق خصوصاً في بعض البلدان التي يشتهر بعض المشجعين فيها بالحماس الزائد عن الحد، والذي سرعان ما يتحول إلى "جنون".

يؤمن الجميع بأن الجمهور يشكل جزءاً لا يتجزأ من عالم المستديرة الساحرة وتفاعله مع المباريات وراد جداً وطبيعي، بل ومطلوب أحياناً، إلا أن الفوضى في الفترة الأخيرة بلغت ذروتها، سواء على صعيد حالات الشغب أو العنصرية، تلك الآفة التي تلقي بظلالها على كرة القدم وصلت إلى مرحلة متقدمة هذه المرة .

"العربية.نت" تستعرض أهم حالات الشغب التي حدثت خارج المستطيل الأخضر في الآونة الأخيرة من خلال هذا التقرير.
مقتل مشجع بالرصاص في البرازيل

البداية من البرازيل التي تتنفس كرة القدم، إذ لقي مشجع لنادي بالميراس مصرعه يوم الأحد وذلك بعدما أطلق أحد مشجعي كورينثيانز النار على رأسه أثناء معركة اشتدت بين مشجعين للناديين قبل مباراة قمة بينهما في مدينة ساو باولو مهد كرة القدم البرازيلية والمدينة التي ستستضيف المباراة الافتتاحية لمونديال 2014.

وذكرت الشرطة البرازيلية وفقا لوكالة رويترز، أنه تم تأمين نقل نحو 500 من مشجعي بالميراس إلى الاستاد البلدي في باكايمبو قبل المباراة ضد كورينثيانز حين اعترضت مجموعة من المشجعين طريقهم بألعاب نارية وقنابل محلية الصنع ، وأصيب خمسة أشخاص بينهم المشجع الذي يبلغ عمره 21 عاما الذي أصيب بطلق ناري قبل أن يموت في وقت لاحق بالمستشفى.

ويشكل العنف أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه البرازيل قبل عامين من استضافتها لنهائيات كأس العالم والمقرر إقامتها عام 2014، ويخشى مراقبون من أن يتسبب في إفساد هذا العرس العالمي الذي ينتظره مئات الملايين في العالم.


مشجع يتحول إلى لاعب ثم يهرب!

وفي البرازيل نفسها، شهدت إحدى مباريات دوري الهواة في ولاية "سيرغيبانو" والتي تضم 10 فرق فقط واقعة غريبة، وذلك عندما حاول حارس مرمى فريق غواراني مساندة هجوم فريقه في إحدى الهجمات على مرمى فريق سيرغيبي لترتد الكرة على فريقه، وبعد نجاح المهاجم المنافس في الوصول إلى منطقة الجزاء ، تدخل أحد المشجعين ليبعد الكرة عن المرمى الخالي ثم فر هارباً خارج الملعب، وسط غضب عارم من لاعبي الفريق المنافس الذين ذهبوا للحكم وأبدوا اعتراضهم على ما حدث!.

قمم تتحول إلى ساحات معارك

قلّما تقام مباراة بين فرق القمة التقليدية في تركيا دون أن تقع أحداث شغب وعنف مفرط من المشجعين، وكان آخر تلك الحوادث خلال قمة الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري بين فريقي طرابزون سبور وفنربخشة، حيث أوقفت المباراة لبعض الوقت بسبب الشغب قبل أن يتم استئنافها.

وأشعلت الجماهير الغاضبة الملعب بقذف مشاعل اللهب وألعاب نارية وكذلك "سكاكين" في مشهد غريب وكأنه تهديد، لكن المباراة استكملت فيما بعد وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر في أغسطس الماضي حرمان طرابزون سبور وفنربخشة من المشاركة في المنافسات الأوروبية الرئيسية بعد أن هدد سابقاً باتخاذ عقوبات في حال لم تتم اتخاذ إجراءات ضد الناديين بعد تورطهما في مؤامرة مزعومة في التلاعب بنتائج المباريات.


وكما هي عادة مباريات "الدربي" الشهير بين أولمبياكوس وبانثينايكوس قطبا كرة القدم اليونانية، شهدت المباراة الأخيرة بينهما أحداث شغب "معتادة" لكنها كانت هذه المرة أكثر عنفاً، الأمر الذي أدى لإيقافها قبل تسع دقائق من نهايتها بسبب اشتباكات عنيفة بين الجماهير وقوات الشرطة.

وألقت الجماهير الألعاب النارية وقنابل الصوت على قوات الشرطة المتواجدة في الاستاد بسبب غضبها من طريقة تعاملها معها أثناء دخول الاستاد، وكانت المباراة قد تأخرت عن بدايتها لمدة ساعة بسبب الاشتباكات على مداخل الاستاد قبل أن تتعطل مجددا بين الشوطين لمدة 45 دقيقة بسبب تجدد أحداث العنف حتى تم إلغائها بعد تصاعد حدة الاشتباكات.

وفرضت رابطة الدوري اليوناني عقوبات قاسية على بانثينايكوس بخصم خمس نقاط من رصيده إلى جانب إلزامه بلعب أربع مباريات خلف أبواب مغلقة وبدون جمهور، بسبب تلك الأحداث، كما غرّمت النادي بمبلغ قدره252500 يورو لعدم تمكنه من فرض الأمن والنظام خلال المباراة.

مارادونا مجدداً

الملاعب العربية لم تسلم من حالات الشغب ففي الإمارات نشبت مشادة كلامية بين أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والمدير الفني لنادي الوصل الإماراتي دييغو أرماندو مارادونا وجمهور نادي الشباب وذلك عقب انتهاء مباراة بين الفريقين الخميس الماضي.

وأثار هذا الاشتباكات موجة من ردود الفعل في الامارات وخارجها، وتحول إلى مادة خصبة لوسائل الإعلام خصوصاً أن طرفها هو مارادونا الذي لا يتوقف عن اثارة الضجيج أينما حل وارتحل.

وطبقاً لشهود عيان، فإن المشكلة وقعت نتيجة استفزاز من أحد مشجعي الشباب بعد خروج البرازيلي جوسيل سياو لاعب الفريق من أرض الملعب في الدقائق الأخيرة من المباراة، وانتابت مارادونا حالة من الغضب الشديد حيث فاجأ جماهير الفريقين عندما قفز إلى مدرجات استاد نادي الشباب عقب انتهاء المباراة للاشتباك مع جماهير الشباب بعدما وجهت انتقادات لاذعة لأسرة الأسطورة الأرجنتينية في المدرجات في الدقائق الأخيرة للمباراة ، قبل أن يتدخل سامي القمزي رئيس مجلس إدارة نادي الشباب شخصياً لإنهاء المشكلة قبل تطورها .

عنف "معتاد" في الجزائر

أما في الجزائر وفي سابقة هي الأولى من نوعها، أقدم التلفزيون الجزائري على قطع نقل مباراة قمة دور الثمانية من مسابقة الكأس بين فريقي اتحاد الجزائر واتحاد الحراش والتي جرت على ملعب الخامس من يوليو ، وذلك بسبب أحداث الشغب التي رافقت المباراة التي تغلب فيها اتحاد الحراش بضربات الترجيح 4/1 .

واقتلع المشجعون مقاعد المدرجات وتراشقوا بها، قبل أن يتدخل رجال الأمن لإنهاء الاشتباكات، ولكن التراشق استمر بين الطرفين، وتواصلت أحداث الشغب قبل أن يقدم أحد المشجعين على تكسير الكاميرا التي تنقل المباراة على الهواء مباشرة، مما تسبب في انقطاع البث.

عنصرية مقيتة

باتت العنصرية في ملاعب كرة القدم "مرضاً مزمناً" تعاني منه بعض البلدان، ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لمكافحتها، إلا أن هذا الوجه القبيح يظهر دوماً وعلى فترات ليست متباعدة، خاصة في الملاعب الأوروبية ضد اللاعبين ذوي البشرة السمراء.

ويعتبر الإيطالي المنحدر من أصول غانية ماريو بالوتيلي أحد أكثر اللاعبين تعرضاً للعنصرية في أوروبا، وكان آخر ما حدث معه خلال مباراة فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي أمام بورتو البرتغالي في الدوري الأوروبي، إذ أطلق عدد من مشجعي بورتو هتافات عنصرية ضده.

ونعتت الجماهير البرتغالية اللاعب الإيطالي بالقرد نظراً لبشرته السوداء، وكان مان سيتي تقدم بشكوى للاتحاد الاوروبي بسبب هذه الهتافات وجاء القرار لمصلحته بتغريم متصدر الدوري البرتغالي بغرامة مالية قدرها 20 ألف يورو .

وبعيداً عن الملاعب البرتغالية، وبالتحديد في "إسرائيل"، فقد قامت مجموعة من مشجعي نادي بيتار القدس، والذي يلعب ضمن الدرجة العليا بالدوري الإسرائيلي لكرة القدم، بالاعتداء بالضرب المبرح على عشرة من العمال العرب العاملين في مجمع المالحة التجاري، وذلك على هامش لقاء الفريق أمام نادي بني يهودا في ختام جولة الإياب للدوري.

وأثار الحادث غضباً عارماً في الأوساط العربية داخل اسرائيل، خصوصاً أن العمال تعرضوا للضرب دون أي ذنب اقترفوه سوى انهم كانوا يؤدون أعمالهم بشكل طبيعي، ورغم ذلك انهال عليهم المشجعون الإسرائيليون بالضرب، في حادثة جديدة تنظم لسلسلة طويلة من المواقف السوداء المسجلة باسم جماهير هذا النادي بالذات.

وتشكّل الملاعب الإسرائيلية أرضاً خصبة لأعمال العنف، خاصة في حال كانت إحدى الفرق المشاركة في المباراة عربية، وسجلت قيادة مكافحة العنصرية تراجعاً كبيراً في عدد حالات العنف في ملاعب كرة القدم بمعدل 21 حالة عنصرية مقابل 65 في السنة الماضية.