المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حافلة (الأخضر) ليست مجرد نكتة...


دحوم التميمي
06-12-2010, 05:33 PM
تداول الرياضيون السعوديون في اليومين الماضيين من خلال منتديات الانترنت وعبر (إيميلاتهم) رسالة تحمل صور حافلات المنتخبات المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا، حيث تزينت كل حافلة بألوان وعلم البلد المشارك، بالإضافة إلى شعار مكتوب في أعلى الحافلة يختزل طموحات ورؤى كل منتخب في مشاركته في التظاهرة العالمية الأكبر.

هدف الرسالة لم يكن مجرد التعريف بشعارات منتخبات المونديال، بقدر ما كان هدفها إسقاط الأمر على واقع المنتخب السعودي عبر نكتة قدمت على طريقة الكوميدياء السوداء، فهي وإن صيغت بشكل فكاهي ساخر؛ إلا أنها حملت الجدية في مضمونها وأبعادها، من خلال صورة حافلة المنتخب السعودي وشعاره وهما اللذان أضيفا على الرسالة على سبيل التندر.

يُلحظ ذلك من خلال تعمد صائغ الرسالة في إحداث مفارقة بين واقع منتخبات المونديال وواقع منتخبنا الوطني، فبينما ظهرت حافلات المنتخبات ال32 المشاركة في المونديال الأفريقي، بأجمل ما عليه طراز الحافلات الحديثة، إلى جانب ما تزينت به من ألوان زاهية تعبر عن ألوان المنتخبات وأعلام دولها، بالإضافة إلى ما حملته من شعارات مكتوبة تعبر عن هدفها المنشود، ظهرت حافلة المنتخب السعودي بطراز قديم وبحال متهالكة/ سكراب، فضلا عن الشعار المرفق معها إذ جاء هكذا "بخطط مدروسة نسير إلى حراج ابن قاسم بالرياض".

هذه النكتة الرياضية ينبغي التعاطي معها بجدية في صياغة برنامج المنتخب وطموحاته في المرحلة المقبلة، وهي المرحلة التي يجب اعتبارها مرحلة جديدة في تاريخ المنتخب السعودي، وهي مرحلة ما بعد الفشل في التأهل لمونديال جنوب افريقيا، وشخصيا أكدت في وقت سابق على حتمية فتح صفحة جديدة في مسيرة (الأخضر) وطي المراحل الماضية، فالتغني بالأمجاد ليس معناه الوجود في الحاضر، بل على العكس فالواقع يقول إن ذلك شكل من أشكال الهروب للأمام، ولعل بيان الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأخير في الرد على مجلس الشورى يكشف جانبا من هذا التعاطي.

يرى بعض المفكرين ان النكتة اليوم أصبحت هي المرآة التي تعكس واقع الشعوب، والواقع الرياضي لدينا بعد الاخفاق للوصول لمونديال جنوب افريقيا محبط؛ و هو ما تظهره النكات المتداولة؛ رغم بشائر التصحيح التي ابتدأت مع تشكيل فريق تطوير المنتخبات السعودية واستجلاب الخبيرين الفرنسي والانجليزي؛ لكن ذلك لا يكفي ما لم يلمس الشارع الرياضي حقيقة الأمر، فنحن حتى اللحظة لم نشاهد هذين الخبيرين، أتكلم هنا عن أنفسنا كإعلاميين، لا كشارع رياضي عام، ولم نعرف إن كانت بعض الخيارات التي اتخذت من بنات أفكارهما أم لا، ومنها على سبيل المثال تجديد الثقة في مدرب المنتخب بسيرو، والذي لازال محل أخذ ورد من الجميع.

أعود للنكت المتداولة في الشارع الرياضي والتي أؤكد بأنها أصبحت في أكثر المواقف تعبر عن لسان حال الواقع، إن بالرفض أو بالامتعاض والسخط، لا مجرد اسفنجة لامتصاص الدمع، ولذلك ينبغي على المسؤولين في اتحاد الكرة أن يتعاطوا معها بجدية، وأن يعوا تماما أن النكتة اليوم قد تتحول لصرخة، ثم لانفجار وهذا ما لا نتمناه.