المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة العيد لعام 1428 هـ


إيقاع الساحه
01-13-2011, 10:50 PM
خطبة العيد لعام 1428هـ

إبراهيم بن صالح الدحيم

الحمد لله كثيراً والله اكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا..الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، الله أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كلما لمع برق وأمطر، الله أكبر ما هلل مسلم وكبر.وتاب تائب واستغفر.الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.. الحمد لله الذي أتم إحسانه على المؤمنين وأكمل، وكفى بحسن تأييده من على كرمه عول، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالعز والبقاء فلا ينقض ملكه ولا يتحول، له الأسماء الحسنى والصفات العلى وقد خاب من ألحد في أسمائه وعطل. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل نبي أكرم مرسل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ثم أما بعد أيها المسلمون: فاتقوا الله - سبحانه وتعالى - وداوموا شكره والزموا نهجه واثبتوا على طريق طاعته تفلحوا... الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



• مضت أيام الصيام، وانقضت ليالي القيام، فيا سَعّد من وصل فَوُصِل، وعمل فقُبِل، ويابُئس من ضيع وانقطع، وأهمل وانخدع.. لو كانت الدنيا تعود لكان لي فيها عِوض غداً يُكشف المستور، ويُقرأ المسطور، عندها يفرح المؤمنون، ويتحسر المقصرون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). فيا من وفَّى في رمضان على أحسن حال لا تغير في شوال.. فرب الشهور واحد، والرقيب شاهد. إن الغبن كل الغبن أن تبني بيتاً فتخربه بيدك، وتغزل غزل فتنقضه بعد جهدك.. (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً)(النحل: 92). فالعيد بقاء على الخير وثبات على الطاعة. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

• العيد تميز واستغناء، تميز بالدين الذي أكمله الله لنا وارتضاه، واستغناء بالشرع المطهر عن عادات الشعوب البائدة وتقاليد الأمم الماضية: (قد أبدلكما الله بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) (هذا عيدنا). أعيادنا لا تؤكد الغفلة، بل هي اتصال وطاعة، نفحة قدسية ورحمة إلـهية. نفتتحه بالتكبير والذكر والصلاة (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)[البقرة 185].



• أعيادنا أهل الإسلام سماوية، ليست طينية أرضية، لسنا بولادة عظيم أو شفائه من مرض أو تربعه على عرش الملك نجعل ذلك اليوم عيداً.. أعيادنا يشترك في تحقيق مناسباتها عامة المسلمين، ولذا تكون الفرحة به فرحة عامة حقيقية. إن عبادة الصيام ومغالبة الأهواء والشهوات في هذا الشهر يعتبر نصراً شارك في القيام به كل مسلم، وفرح بتحقيقه كل مؤمن فهو حقيق بأن يفرح به (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)، لا عيد عندنا للأم ولا للزيتون ولا للحُب ولا للتحرير ولا للوطن، هما عيدان يعودان في السنة لا ثالث لهما (الفطر والأضحى) عن أنس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه و سلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟! قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال - صلى الله عليه و سلم - " إن الله قد أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر "



• العيد ترويح للنفس لا استراحة عن الدين ولا تخلص من تكاليفه، فالعبد دائم الخدمة لسيده، وعليه: فالترويح الذي يزاوله المسلم في العيد لا يصح أن يخرج به عن حدود الشرع فيقع في الأشر والبطر والغفلة والضياع. بل يكون ترويحه باللهو المباح والتوسيع على الأولاد والأهل فيه. فإذا بليت بمن يتساقط شَرَهَاًً على المعاصي والآثام فاحمد الله على العافية، وذكره بلطف وإحسان، فإن أعرض فاعتزله وما يعمل (ولا تحض مع الخائضين) وكن عن اللغو من المعرضين، ولا تكثِّر سواد الغافلين، ففي الأرض مراغماً كثيراً وسعة. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



• صلة الأرحام كمال في الدين، وطول في العمر، وسعة في الرزق. العيد فرصة للتلاحم، وتسوية للعلاقات، ونبذ للخلافات، وقطع العداوات المستشرية. النفوس الكريمة ترتفع عن الأحقاد والعداوات، وتتجاوز التوافه والهنات، ترى الدنيا واسعة لسعة نفوسها. لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من هم العداوات (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، ومن مد يده للصلح والعفو فهو خير الطرفين (وخيرهم الذي يبدأ بالسلام). تسامح ولا تستوف حقك كله وأبق فلم يستوف قط كريم إنه لابد لتحسين العلاقات من نفوس كبيرة تتسع لهضم البغضاء وقضم العداوات. (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (الشورى: 37). أطفئ لهيب العداوة ببرد الصدقة فإن ذلك من أفضل البر، فعن أم كلثوم بنت عقبة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: (أفضل الصدقة: الصدقة على ذي الرحم الكاشح) رواه أحمد وغيره أما النفوس الضيقة والقلوب المريضة فقد ضاق عندها الفضاء فاختارت أن تستنشق الهواء من ثقب إبره.. تئن دون مرض، وتصيح دون وجع، تُفَصِّل المجمل، وتأول المبهم، وتبحث في المخبوء، الناس عنها في غفلة وهي بهم في شغل، تتمتم بهمِّ الماضي، وألم المستقبل قد حَرمت نفسها عيشة الحاضر الهنية، والنومة الطيبة الرضية. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



• إن من المظاهر المبهجة، والأمور الحسنة ما سلكه غالب الناس من اجتماعات تجمع الأقربين في الأعياد، تؤكد تواصلهم، وتزيد من ترابطهم، يسُدُّون فيها حاجة ضعيفهم، ويعيشون فيها همَّ قريبهم، فكان من المهم والمهم جداً أن يفاد منها في النذارة والتذكير (وأنذر عشيرتك الأقربين) وأن يحفظ هدفها ويعلن، فهو الصلة والإحسان، وأن نحذر من عاصف يأخذ بها إلى التعصب المقيت، فيوزن الناس ويقاسون ويحبون ويبغضون على حسب قربهم. يكفي من معرفة الأنساب ما نصل به الأرحام (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباًً وقبائل لتعارفوا) ولم يقل: لتناحروا ولا لتفاخروا، فالفخر يأتي به الجدُّ لا الجَد.

ليس الفتى من يقول كان أبي *** إن الفتى من يقول هاأنذا

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد



• يعاني الناس من غلاء في الأسعار مع قلت ذات اليد وهو نوع من الابتلاء الذي أخبر الله عنه بقوله: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأنفس والثمرات وبشر الصابرين). وحتى نتجاوز هذه الأزمة بسلام فعلينا بالصبر كما أوصى الله (وبشر الصابرين)، ثم علينا مراعاة عدة أمور لا تتأتي كذلك إلا بالصبر. الصبر الذي نغالب به نفوسنا على القصد وحسن التدبير أو ما يعبر عنه بـ(ترشيد الاستهلاك). وقد روي أنه (ما عال من اقتصد). فما كنا نشتريه قبل لغير حاجة يجب أن لا نشتريه اليوم إلا لحاجه. إننا في الغالب- حين نمسك بالمرتب ننسى أنه مصروف شهر كاملٍ لا عشرة أيام، وننسى أن هناك استحقاقت مرتبطة به كإيجار البيت وفواتير الاستهلاك وغيرها. إن مقولة (انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) في فهم الناس لها نظر، فالغيب ليس توكأت لعاجز، والأمور معلقة بأسبابها، والسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، والعاقل يقيس ماله على حاله، ويمد رجليه على قدر لحافه.. لا خير فيمن لم يكن عاقلاً يمد رجليه على قدره علينا ونحن نعيش الغلاء أن نشعر بالمحتاجين الذين لا يسألون الناس إلحافاً، وأن نتذكر آلم أمة لنا في أفريقيا وغيرها عجزة أن تسد جوعتها، مات أطفالها بين يديها. ثم علينا أن نعلم أن ما أصابنا فبذنب أحدثناه(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)، وإلا فخزائن الله ملأ لا تغيضها النفقة (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يفسقون)، إن الفسق والبطر والإسراف وعصيان الله يقلب النعم نقماً، والسعة ضيقاً. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



• إن من أخطر ما تواجهه الأمة اليوم ما يمارس عليها لإفساد دينها على أيدي رواد التغريب واللبرله، بنشر التدين الأعرج في المجتمع، كمحاولة لتقويض الدين الصحيح من الداخل. ففي الوقت الذي انكشفت فيه أقنعة المستغربين العلمانيين فظهرت عمالتهم للغرب وبان عوارهم فلفضتهم الأمة تخرُج علينا نابتة جديدة من(الدعاة الجدد) خلطوا في المعارف والعلوم، وقاموا يقرؤون الشريعة بعين الهوى لا بعين الدليل، فميعوا الإسلام وهذبوه حتى يصح أن يلتقي مع الآخر، ويتناسب مع روح الحضارة [زعموا]، فولَّدوا لنا (الإسلام التسامحي)، و(التدين الجديد) الذي ارتضع من الإرجاء ما انتشرت به الحرمة. خرجوا على القنوات وفي الصحف والمجلات وعلى مواقع الإنترنت وباسم الدين- يقلبون الفتوى، جعلوا الدين معاملة فحسب، ورضوا من الناس أن يبقوا على مظاهرهم- حتى لو خالفت الدين- ما دام القلب نظيفاً، بل ربما برروا لهم البقاء، فالدين عندهم قشر ولباب فإذا سلم اللب فالقشر تذروه الرياح، بحثوا في الأقوال الضعيفة والمرجوحة فألفوا للناس ديناً جديداً خلا من العزيمة وافتقد للقوة، فهذا يبيح الربا، وذاك يجمع في حل الغناء، وثالث يجيز حلق اللحى، ورابع يخفف ضرر الاختلاط ويرى جواز خدمة المرأة للأضياف، وخامس يجيز للمرأة الطيب الهادىء بين الرجال الأجانب.. في قائمة لا تقف عند حد وكأنما هم في سباق على الغرائب والمستهجنات.. ففي إحدى القنوات الفضائية المنتسبة للإسلام يقام برنامج عن الأزياء التي يمكن أن تظهر بها المرأة المسلمة في الشارع والعمل، ويوضع لذلك مقدمة بعارضات أزياء "إسلاميات"!! وشر البلية ما يضحك. وهذه إحدى رموز -المتدينات الجدد- وهي مذيعة شهيرة لبرنامج ديني، سردت بموقع برامجها على الإنترنت قائمة طويلة من المغنين والممثلين العرب والهوليوديين والأفلام والأغاني الأمريكية. عدا ما يعرض في البرامج التلفزيونية التي يقوم عليها شباب من الجنسين يتناولوا مسائل دينية ونفسية وتربوية من منظور "إسلامي"، مع تبادل الحوار والطرفة والجلسة "الأخوية"! كبرنامج "يللا شباب" على الـm.b.c. وفي مقابل هذا الترخص الرخيص يقومون بصبغ المخالفات الواقعة في المجتمع بالصبغة الدينية وإعطاءها نوعاً من الشرعية، وينادون بثقافة التسامح مع الكفار فضلا عن المبتدعة، وهو تسامح يتجاوز الثوابت الشرعية، مع إغفال جوانب التوحيد والولاء والبراء. ثم يرمون علماء الشريعة الربانيين بالتشدد والتنطع كمحاولة للإسقاط وتفريغ المنطقة منهم. لقد خدموا العدو بصنيعهم هذا -شعروا أم لم يشعروا فلم نر لهم يوم سب النبي - صلى الله عليه و سلم - قائمة، بل مارسوا دور التهدئة وتبريد الأعصاب. إننا بهذا لا نغلق باب الخلاف المعتبر ولا نمنع من الاجتهاد ونوجب على الناس قولاً واحد لا يصح لهم سواه، لكنَّا نمنع من العبث بالشريعة ومعارضة الدليل بالرأي والهوى. وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر فعلى المسلم أن يطلب سلامة دينه، وأن يأخذه عمن يثق بعلمه وأمانته (انظروا عمن تأخذون دينكم)، فليس كلُ متحدث باسم الدين يؤخذ عنه، فاطلب من الدين ما ارتضاه الله لك وما ترجوا به السلامة يوم القيامة لا أن تسلم في الدنيا. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد



• ما أكثر النذر التي يخوف الله بها عباده(وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) ففي العام الماضي تحدثنا عن الزلازل المتتابعة التي ضربت الأرض من أقصاها إلى أقصاها وما خلفته من الدمار وما لحق الناس معها من البلاء والضر، وهذا العام كثرت الأعاصير فعصفت بالناس وما إعصار [جونو] الذي ضرب عُمان عنَّا ببعيد، والأشد من ذلك أعاصير اجتاحت النفوس فقست لها القلوب وغلفت، حتى وجدت متسعاً للغفلة وقت الكارثة(وما تغن الآيات والنذر عن قومٍ لا يؤمنون). الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد



• الأجواء ملتهبة، والأحداث ساخنة، وهي تتسارع بدرجة تُعجز العاقل عن التأمل فيها، والبليغَ عن تصويرها.. ففي فلسطين المكلومة، الجرح النزيف لا يزال من عقود، ذهبت على ثرى فلسطين دماء، ومزقت على ظهرها أشلاء، حتى إذا انفتح لها من الأمل نافذ أغلقتها يد العميل بحجة الزكام، علة عليلة وعمالة قديمه، لولا هي ما بقي اليهود طويلاً (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس). واليوم وقد مشت معهم (حماس) إلى آخر الطريق، وقعوا معها في الحرجٍ، فالسلطة لم تفصل ليلبسها الإسلاميون. عندها كشفوا عن أقنعتهم، ونزعوا جلود الضأن عن ظهورهم، فكادوا لها كيدا وضربوا عليها حصار، فاشتد على إخواننا البلاء، وعظمت بهم اللأواء، وبقوا دون مغيث، ليسوا حزب (قرنق) فيعجل غوثهم، ولا رهبان (بورما) فيسمع نداءهم. لكن الله لهم غياث إذا اعتمدوا عليه وهو المولى (فنعم المولى ونعم النصير). الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد والعراق بِرَكُ من دماء (قد كثر فيها الهرج والمرج) لا يغيب عن سمعك وبصر كل يوم عدد من الضحايا، حتى أصبحت كابوساً على أهلها، صاروا بين المطرقة والسندان، بين عنجهية المحتل الظالم، وحنق الرافضي الغاشم، وهم ينتظرون من الله الفرج (ألا إن نصر الله قريب). لقد أثبتت الأحداث المتتالية إن في فلسطين أو في العراق أو في أفغانستان بما لا يدع مجالاً للشك أن حقوق الإنسان التي رسمتها القرارات ووقعتها الاتفاقيات هي لحفظ حقوق الإنسان الكافر المستعمر كي تحمي غروره (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر). إن لنا في كل بقعة لنا جرح، لكن عندنا من الأمل ما نخفف به الألم، والأيام دول، والليالي عبر، وكلٌ شيء بقضاء وقدر. والأرض لله يورثها من يشاء (والعاقبة للمتقين). الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الكل يرصد الأحداث، ينظر من طرف خفي وظاهر، يراقب الوضع المتوتر بين أيران وأمريكا، والناس في التحليل على رأيين، رأي يرى أنها مجرد تبادل أدوار، وأنها فصول من مسرحية، معللاً ذلك بتقاطع المصالح الأمريكية الإيرانية في أفغانستان والعراق. ورأي آخر يقرأ طبيعة النظام الأمريكي الأهوج والمتسرع فيرى حرباً غشوماً قد انعقد غمامها. والحرب شرّ والعافية نعمة، جنبنا الله شر الحروب، وأدام علينا الأمن والإيمان والعافية. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها الشباب المبارك لسنا نريد أن نطفئ فيكم الحماسة لأمتكم والغيرة على دينك بل نباركها لكم، لكنا نقول إنَّ صِحَّت الحماس لا يلزم منه صحة الاستجابة، فالتصرفات اللامسؤولة، واستعجال الخطوات، والاستجابة للطيش ليست من ناتج الحماس المتزن، فالحكمة مطلوبة واتهام المرء لرأيه من كمال عقله، واستشارت ذوي العقول من أهل الدين والورع أحرى بالصواب. إنه ليس من مقصود الجهاد في الإسلام أن تقتل النفس على أي وجه كان، ومن طلبه تخليصاًً لنفسه من هموم الدنيا فقد أبعد النجعة وأخطأ الطريق.. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



• على الزوج أن يتقي الله في زوجته فيحسن إليها ولا يظلمها أو يضربها، وحين يدوس الزوج كرامة الزوجة وتفعل الزوجة كذلك فهو أذان بسقوط البيت وتقويض خيامه وذهاب قيمته التربوية ودوره المرتقب. لابد أن يبنى البيت على المودة والرحمة (وجعل بينكم مودة ورحمة) وعلى العفو والصفح (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) وحين يرى أحد الزوجين من الآخر ما يسوؤه فليتذكر محاسنه وجوانب الكمال فيه فقد صح عنه - صلى الله عليه و سلم - أنه قال: (لا يفرك مؤمناً مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) رواه مسلم



• معاشر النساء أجبن نداء الله لكن حيث قال (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الأحزاب: 33) إن الأصل في المرأة قرارها في البيت، إذ هي نور أركانه وسكن أرجائه، والخروج من البيت أمر طارئ لا يكون إلا لحاجة.



• عليكِ بخدمة الزوج والقيام معه بالطاعة، أخرج ابن سعد قال: دخلت أيم العرب (أم سلمة) على سيد المسلمين - صلى الله عليه و سلم - أول العشاء عروساً، وقامت من آخر الليل تطحن (حياة الصحابة 2/566). وعليك برعاية أولاده وحفظ ماله ومتاعه فلك بذلك عظيم الثواب ففي الحديث عنه - صلى الله عليه و سلم - أنه قال: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) رواه الترمذي وقال حديث حسن. وعن أبي هريرة - صلى الله عليه و سلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت فرضها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت) رواه الخمسة وصححه الألباني. وروى الطبراني في معجمه وصححه الألباني أن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال ألا أخبركم بنسائكم في الجنة (يعني من نساء الدنيا) قلنا بلى يا رسول الله قال: الولود الودود التي إذا غضبت أو أسيء لها إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى) إنها النفس الطيبة والروح الزكية لا التثني الأعوج، وفي الحديث: (اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها، حتى ترجع)صحيح الجامع الصغير..



• لا تكلفي زوجك من النفقة مالا يطيق ولا ترهقيه من أمره عسرا ففي الحديث عنه - صلى الله عليه و سلم -: (أن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلِّفُهُ من الثياب أو الصيغ - أو قال: من الصبغة - ما تكلف امرأة الغني) (السلسلة الصحيحة 591) فأنت شريكته في الحياة فقاسميه الهم وشاطريه الأوجاع.



• احذري الخضوع في مخاطبة الرجال، ومخالطتهم وإبداء الزينة لهم، ابتعدي عن ذلك في أماكن العبادة كمكة وفي الأعياد والجمع فضلاً عن الأسواق والحدائق العامة.



• احذري مشابهة الكافرات والماجنات بحجة متابعة الموضة (فمن تشبه بقوم فهو منهم) وفي الحديث الصحيح (صنفان من أمتي لم أرهما قط نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)



• حافظي على عفافك وحجابك وحيائك (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب59). احذري دعوات التغريب وسهام التضليل التي يقذف بها الأعداء. احذري تمييع الحجاب، فالحجاب عبادة وليس عادة، الحجاب ستر وليس زينة. ليست العباءة الضيقة ولا الشفافة ولا مطرزة الأكمام حجاباً شرعياً (بل هي فتنة ولكن أكثر الناس لا يعلمون)



• أيتها المسلمة.. الله لحكمته جعل القوامة بيد الرجل (الرجال قوَّامُون على الناس) فكان ذلك تكليفاً له بهذه الأمانة، من أجل رعاية البيت وحمايته وحفظه والنفقة عليه. وإن التمرد على القوامة والنشوز دون حق شرعي يعتبر من أعظم الذنوب التي يعاقب الله عليها. ففي الصحيحين عن أبي هريرة - صلى الله عليه و سلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح). المرأة الصالحة تكون عوناً لزوجها على البر والصلة، تعينه على إكرام أهله وتفرح بصلته لهم، وتربي أولادها على الإحسان إليهم، تحتسب الثواب على الطعام الذي تصنعه، ترد السوء بالمعروف والخطأ بالعفو لأن معدنها طيب وسجيتها مباركة فهي تنفق مما تملك. حذار من إفساد أحد الزوجين على الآخر والمشي بينهم بالنميمة فإن ذلك من مكر الشيطان وفي الحديث الصحيح (من خبب زوجة أو مملوكاً فليس منا) و(لا يدخل الجنة نمام)وكل فساد يقع بسبب الطلاق الناتج عن التحريش بين الزوجين فعلى الجاني إثم ذلك ولا يظلم ربك أحد. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد



• في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: " اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه عن الجمعة، وإنا مجمِّعون)رواه أبو داود(1073) وغيره. فمن صلى معنا صلاتنا هذه جاز له أن ترك الجمعة وأن يصلي في بيته أو مزرعته ظهراً في وقتها فرداً أو جماعة، وإن صلى الجمعة مع الناس فهو أفضل وأكمل وقد جمع لنفسه خيراً، ومن فاتته العيد ولم يدرك منه إلا الخطبة لزمته صلاة الجمعة مع الناس في المسجد الجامع.



• لا بأس أن يهنئ بعضكم بعضاً في العيد لورود ذلك عن الصحابة - رضي الله عنهم - (نداء الريان 2/376)، وكان من هدي النبي - صلى الله عليه و سلم - مخالفة الطريق في العيد فعودوا من غير الطريق التي قدمتم فيها اقتداءً بنبيكم محمد - صلى الله عليه و سلم - (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا.