المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد المختار الشنقيطي - عضو كبار العلماء -


معانق السلاح
12-08-2010, 03:04 AM
قال ما نصه
(......لكن في زماننا نشأت مسألة يحتاج طلاب العلم وبخاصة المتخصصين في الفقه إلى أن يكون على إلمام بها وهي مسألة الشبهات التي تثار ضد الشريعة الإسلامية وهي أحقر من أن تؤثر في شرع الله-U- الذي يحكم ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ، والذي يقص الحق وهو خير الفاصلين وأحكم الحاكمين العدل الملك الحق المبين-I- ، هذه الشبهات طبعاً لا يخفى أنها كثرت في الأزمنة المتأخرة وكثر التلبيس والخلط ، فيتصدى لهذه الشبهات أولو العلم الراسخون العلم الذين بينوا زيفها ، وكشفوا عَوارَها وأنها ليست واردة على الشريعة أصلاً ؛ لأن الشبهة إذا جاءت تأتي من أحد شخصين :
الأول : إما عدو حاقد على الإسلام والمسلمين .
والثاني : رجل جاهل قذف الشيطان ، شيطان الإنس أو الجن أو هما معاً في قلبه شيئاً فران على القلب فأصبح -والعياذ بالله- الحق ملتبساً عليه وهذا ما يؤثر على ضعاف النفوس والرعاع-نسأل الله السلامة والعافية- الجهلاء الذين لا يحسنون فهم الشريعة الإسلامية .
أما النوع الأول فهو أخبث النوعين وأخطرهما وينبغي أن يُعلم أن الله-I- بين طبعاً قال : { وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } والله يقول : { وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ } وما مصدرية أي ودو عنتكم ، والعنت الإحراج والتضييق والمسلم يتألم ويتأثر حينما يجدُ أحداً يتطاول وهو أحقر من أن يتطاول على شرع الله-U- ، وأحقر من أن يتكلم في كتاب الله وسنة النبي-r- ؛ لكن لما كانت هذه الشبهات أثرت وتؤثر في ضعاف النفوس وتحدث بلبله في أفكار المسلمين وجب صدُّها ؛ لأنه لايجوز السكوت على الباطل ، ولايجوز السكوت عن الحق فيجب على طالب العلم أن تكون عنده ملكة وأن يكون عنده إلمام بمثل هذه الأمور .
لكن هناك أشياء نحب أن ننبه عليها في فقه الشبهات :
أولاً : أنه لايجوز أن يتصدى للشبهة إلاَّ عالم متمكن مِنْ فهم الشبهات ومداخلها حتى يحسن أو يحكم إغلاق هذه الثغرات وسدها وصـدها ، كذلك يستطيع بأسلوبه وبيانه أن يبين للناس أنها ليست واردة أصلاً وأنها ليست بحقيقة ؛ وإنما هي تلبيس وباطل يُراد به أذية أهل الحق ونحو ذلك وهذا لا يستطيعه بتوفيق الله-U- إلاَّ العلماء الراسخون .
الأمر الثاني : ينبغي ألاَّ يشغل طالب العلم وقته بهذه الشبهات ؛ لأن الأعداء وهذا أمر مهم جداً يريدون في بعض الأحيان أن يشغلوا أهل الإسلام عن الإسلام ، فهم إذا ما وصلت الشبهة على الأقل شغلت طلاب العلم والمتمكنين بدارستها وفهمها فيجلس فترة يدرس الشبهات والرد عليها وفهمها ، فلما ينتهي من هذه الشبهة يأتونه بشبهة جديدة ، ثم ينتهي من هذه الشبهة التي بعدها وإذا به بعد فترة لا يستطيع أن يُعَلِّم الناس الفقه ولا أن يتفرغ لتعليم ولا لتوجيه وهذا ما يريده أعداء الإسلام ، ومن هنا تجد في بعض الأحيان من يشتغل بالشبهات قد يشتغل بالشبهات من لا علم عنده يعني جاء الدخل إما أناس يتصدرون لا علم عندهم ، أو أناس يتصدرون للشبهات حتى تضيع أوقاتهم فيها وحينئذٍ يحقق أعداء الإسلام ما يريدون ، فإن تصدى من لا علم عنده ولا فقه عنده مثل ما قالوا : إن الأحمق يضر الإنسان وهو يظن أنه ينفعه فيأتي بأشياء يتكلف فيها في رد الشبهة يجعل الحق باطلاً جاءوا بشبهة الجهاد حتى أصبح يقول : لا ليس في الإسلام جهاد ؛ وإنما شُرِع فقط في حدود ضيقة جداً ما يُشْرع إلا لدفع العدو والنصوص واضحة فيه لماذا ؟ لأن الأعداء يريدون هذا إذا تصدى من لا علم عنده وهذا الذي تعاني منه الأمة أنه تقع شبهات فَيُحَمّس من عنده إسلام وليس عنده فقه إسلام لردها حتى تكثر الردود من أناس ليس عندهم بضاعة مزجاة أو ليس عندهم ذلك العلم فتكثر الردود بوسيلة معينة أو بطريقة معينة فيسهل على الأعداء إيراد الشبهات على ما أجابوه ويمكن حتى الشخص الذي يقرأ هذه الأجوبة لا تحصل عنده القناعة فيزداد-والعياذ بالله- انطماساً في بصيرته ، ومن هنا وجب رد الأمر إلى أهل العلم .
إذاً الاشتغال بالشبهات أكثر من اللازم ليس بلازم ومضيعة للوقت ، ومن هنا ينبغي أن ينبه على مسألة مهمه وهي : أن من أخطر ما يخافه أعداء الإسلام على المسلمين اشتغال المسلمين بالإسلام ، فلو أن المسلمين وطلبة العلم خاصة اشتغلوا بضبط العلم وفقهه وأحسنوه وأتقنوه ما وجد أعداء الإسلام إليهم سبيلاً هذه القضية لها أصل في الكتاب والسُّنة فإن النبي-r- حينما بعثه الله-U- جاء اليهود والنصارى وأهل الكتاب بالشبهات أوردوا شبهات على شرع الله-U- فكان النبي-r- وكانت نصوص الكتاب والسُّنة واضحه جليه في الوقوف مع الشبهات عن حدود معينه لم تعق رسول الله-r- عن العناية بالأساس وهو تعليم الأمة وتوجيهها لأنك إذا علمت الأمة ما تقف أمام هذه الشبهة المعاصرة الوقتيه وإنما يقفون أمام كل شبهة لأنه خلاص أعطيته حصانة دائمة تامة كاملة ؛ لأنها من شرع دائم تام كامل ، ومن هنا العناية بالأصل والأساس وعدم إشغال المسلمين لا نقول : إن الرد على الشبهات ليس له قيمة ، له قيمة وبينَّا أنه من شرع الله وأنه من الحق وأنه يجب رد الباطل ؛ لكن الاشتغال به أكثر من اللازم سواء هذا في الفقه أو في الأمور الأُخر ، ولذلك بين الله-U- أن الكفار وما يعبدون من دون الله-U- حصب جهنم هم لها واردون { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} قال بن الزبعرة-عليه لعنة الله- : يا محمد أنت وتقول إنّا وما في نار جهنم فنحن عبدنا اللات والعزى واليهود عبدوا عزيراً فهم وعزير في النار ، والنصارى عبدوا المسيح فهم والمسيح في النار فهذه شبهة ، وشبهة ليست بالسهلة يعني في ظاهرها قوية قال-تعالى- : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ @ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } ما اشتغل بالشبهة لأنه أصلاً الآية { إِنَّكُمْ وَمَا } قيل إن ( ما ) في الأصل لمن لا يعقل في الأصل فهي لآلههتم المعبودة ، وكل من رضي أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده ؛ لأن عيسى-u- لا يرضى أن يعبد من دون الله-U- ، وبين الله-U- هذا في خصومة الآخرة حينما بين أنه يسأل ابن مريم-u- عن هذا ، إذاً ما اشتغل القرآن بالشبهات أكثر من اللازم ؛ إنما اشتغل بتقويم المسلم على منهج الله وشرع الله فطالب العلم والمسلم إذا علم فقه الجنايات وضبط فقه الجنايات وأَلمّ بالأصل والأساس لم تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، ولذلك يقولون : إنه ما يؤذي الحسود والحقود شيء مثل الإعراض عنه
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ********* كالنار يأكل بعضها بعضاً إذا لم تجد ما تأكله
ولذلك الله-تعالى- يقول : { قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ } فهؤلاء الذين يوردون الشبهات على الجنايات ، وعلى من يطبق شرع الله-U- في القصاص هؤلاء أناس يريدون شغل وقت المسلمين ، وأيضاً الشبهات الأخر المراد بها إزعاج المسلم حتى لا يتفرغ لقراءتها ، ولذلك كان بعض أئمة السلف-رحمهم الله- لماّ حدثت البدع والأهواء يعرضون عن أهل البدع ، وكان أيوب بن تميم السختياني-رحمه الله- لما يأتيه القدري يقول : اسمع مني كلمة بس كلمة واحدة عنده شبهة فيضع أصبعيه في أذنه ويقول : ولا نصف كلمة-رحمه الله برحمته الواسعة- .
أمَّا ما علمتُ فقد كفَاني ************* وأمَّا ما جهلتُ فجنبوني
انظر إلى المسلمين حينما كانوا على فطرتهم وكان الشخص تجده في باديته بعيداً عن الخلط ، متمسكاً بدين الله لأنه لم يلتفت لشيء غير الحق ولايمكن أن يقبل بمجرد أن يتكلم شخص كلمة يسيرة في نظر المتكلم ؛ لكنها عظيمة عند هذا المتكلم لا يريد شبهات ، كثرة الاحتكاك بالشبهات وكثرة سماعها قد تميت القلب ، وقد تحدث عند الإنسان إلف للمنكر ، ولـذلك ما يضر الأعداء شيء مثل الاشتغال بالعلم والأساس والفقه في الكتاب والسُّنة ، وضبط المسائل الشرعية .
ومع هذا نعود ونكرر أن الاشتغال بالشبهات وردها ليس المراد قفل بابه ؛ وإنما عدم المبالغة فيه فيؤتى لطالب العلم فيقال : لابد أن تدافع أول شيء أن تعتني بتربية الأمة وتأصيل المنهج العلمي الصحيح وتحصن بالأساسيات ، ومن هنا إذا تعلم الناس شرع الله الذي هو الأساس وبينت لهم الحِكَم والأحكام والأسرار والمقاصد والفوائد والعوائد التي يجنيها من طبَّقَ شرع-U- فإنهم يتمسكون بهذا الدين ولا يقبلون كلمة تضاده أو تخالفه ؛ ولكنهم إذا درسوا شبهةً أو شبهات وأفنوا فيها أوقاتهم وأعمارهم لا يستطيع أن يقفوا أمام شبهاتٍ غيرها ، ولربما أورثت الشبهة في القلب ظلمة-نسأل الله السلامة والعافية- ، ومن هنا نعود ونكرر إلى أننا نحتاج إلى من يتخصص في رد الشبهات ؛ ولكن لا نريد أمراً زائداً عن الحد يشغل المسلم عن هذا الأساس ، أحبننا أن ننبه على هذا لأنه أمر مهم جداً......)

كبريآء أنثى
12-18-2010, 04:45 PM
جزآك الله خيرآ ,,

وحرمك وجهك عن النآر أخي ,,

::

دمتَ ,

غٍ ــلاَِ яǿŐǿ7i..»●
12-18-2010, 07:20 PM
*||...الله يعطيك العافيه
وجزاك الله خير وجعلها الله في موازين اعماالك

مدائن شكري للموضوع الرائع ||*