منتدى وصحيفة أهالي محافظة المذنب الرسمية الفائز بجائزة الشاب العصامي بالفرع الإعلامي على القصيم

أميرمنطقة القصيم يشكر منتدى وصحيفة أهالي محافظة المذنب الرسمي

محافظ المذنب يدشن تطبيقات شبكة #أهالي_المذنب الرسمية للأجهزة الذكية ( حمل الآن )

 

 


مكتبة الشيخ:ابراهيم صالح الدحيم (رحمه الله) مقالات - خُطب الجمعة - جميع مايتعلق به

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-14-2011, 05:25 PM
إيقاع الساحه
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي مواقف ولطائف من ذكرياتي مع أبي حذيفة

مواقف ولطائف من ذكرياتي مع أبي حذيفة:



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أحكي في هذه الأسطر بعض ذكرياتي ومواقفي الشخصية مع أبي حذيفة، حاثاً إخواني أن يكتبوا مواقفهم معه رحمه الله، فمن خلال تلك الكتابات تتجلى كثير من جوانب سيرته رحمه الله، وتتضح مواضع التميز والقدوة فيها.

عرفت أبا حذيفة رحمه الله منذ عشرين سنة حيث كان مشرفاً في جمعية التوعية الإسلامية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في المذنب، وأذكر أنه كانت هناك أسرتان: أسرة حذيفة بن اليمان ويرأسها أبو حذيفة رحمه الله، وأسرة سهيل بن عمرو ويرأسها الأخ سليمان السيف رحمه الله، ولا أدري هل الكنية (أبو حذيفة) نشأت في ذلك الوقت أو قبل ذلك.

وبمناسبة الكنية فأذكر أنه قال لي مرة: استأذنت أبي رحمه الله فيها فأذن. وهذا من بره رحمه الله حيث جرت العادة أن يسمى الابن الأكبر باسم الأب.في بداية تلك السنة (1409هـ) كان أبو حذيفة يستقل سيارة داتسون غمارتين من موديلات السبعينات، ثم اشترى السيارة الهايلوكس (89) الشهيرة التي كانت مضرب المثل في كثرة الأسفار، وكانت الأمارة الظاهرة على بذل أبي حذيفة رحمه الله.
في نهاية السنة التي تليها (1410) توفي الأخ سليمان السيف رحمه الله، فكانت فاجعة، ورثاه كثير من الشباب، وكتب أبو حذيفة مرثيته، فكأني استمع إليه وهو يلقيها في المركز الصيفي بصوته المؤثر:
سأرثيك حتى أرد الجميل ** وأبكيك دوماً ولو قد أطيل
ووصف أبو حذيفة رفيق دربه بأوصاف تتعلق بالعبادة والاهتمام بالشباب ونحو ذلك مما يصلح وصفاً لأبي حذيفة نفسه:
يهمك أمر الشباب الذي * يتيه بلا قائد أو دليل
يهمك أمر الشباب الذي يسيح بتفكيره أو يميل
ولم يتخل رحمه الله عن الموعظة حتى في تلك المرثية حيث أشار في آخر أبياتها إلى الآخرة والجنة والنار.

كان من عادة الشباب في تلك المرحلة الاجتماع في أمسيات رمضانية بعد صلاة التروايح، وأذكر أني كنت في العام (1411) أصلي مع الشيخ فهد الشمسان حفظه الله في روضة الحسو ثم أذهب إلى تلك الأمسيات، وكان أبو حذيفة يحضرها.أحببت أبا حذيفة، وأذكر أني كتبت في تلك الليالي مقطوعة شعرية من أربعة أبيات أو خمسة، أتذكر منها هذين البيتين:
لقد أحبك قلبي ** في الله شوق المحب
أبا حذيفة سر في ** طريق خير وسر بي

في نهاية تلك السنة حصل حادث لأبي حذيفة مع الأخ عبدالعزيز السيف رحمه الله فكتب أبو حذيفة قصيدته:
حوادث تفزعنا كل حين ** وذكرى تهيج فينا الحنين
ويشاء الله أن تكون وفاة أبي حذيفة اليوم في حادث أيضاً، ونسأل الله له الأمن من الفزع يوم القيامة.

انتقلت إلى المعهد العلمي، وبعد سنة عادت الصلة بأبي حذيفة رحمه الله حيث شارك في الإشراف على جمعية التوعية الإسلامية لطلاب المعهد في المذنب وكان يشرف على الجمعية أخونا الحبيب عبدالرحمن الوهيد حفظه الله.

في العام (1414) خلفت أبا حذيفة رحمه الله في إمامة مسجد سهلة الجارالله، وأذكر من مواقفه الدعوية أنه صلى معي مرة وحثني على إلقاء الدروس والكلمات في المسجد، وقد كان له في ذلك المسجد نشاطات، من توزيع الأشرطة والكتيبات، وإلقاء الكلمات، وحلقة تحفيظ القرآن، ونحوها.

استمرت الصلة مع أبي حذيفة في تلك المرحلة وفي المرحلة الجامعية، وفي آخر تلك السنوات كان هناك شيء من الصلة الشخصية، فقد كانت تجمعني بأبي حذيفة رحمه الله جلسات علمية لتدارس كتاب أو لحفظ متن، وأذكر أني كنت أسمع منه أحاديث عمدة الأحكام فقد كان يحفظها رحمه الله من ضمن محفوظاته المتعددة التي أشرفها كتاب الله عز وجل حيث حفظه في وقت مبكر.

لم يكن أبو حذيفة يبحث عن الأشياء جاهزة، بل كان يعد أموره بنفسه، وأذكر توشياته وإضافاته بقلمه لنواقص نسخته من عمدة الأحكام، ومرة رأيت معه كتاباً جمع فيه عدة متون مرشحة للحفظ، وطبعت لتكون ضمن برامج التوعية الإسلامية حيث كان مشرفاً لها في سنيه الأخيرة.
ومرة اجتمعنا –أنا وبعض الإخوة- معه في درس في كتاب منهج السالكين لابن سعدي، وأشار علينا بأن نجلد الكتاب وندخل بين كل صفحتين صفحة بيضاء، حتى نكتب فيها تعليقاتنا.
نعم لقد كان من صفاته رحمه الله الجد والجلد، وأذكر أنه كان يضع قصاصات وأبياتاً شعرية أمام ناظره في السيارة (على الطبلون) ليسهل عليه حفظها من جراء مداومة النظر وتكراره لها.

أبو حذيفة نسيج وحده، جمعتنا به رحلات ومخيمات وجلسات.
أتذكر زواجه رحمه الله وقد كان متبسطاً مع الشباب في وليمة العشاء التي صنعها آنذاك رحمه الله.
أتذكر رحلة معه إلى أبها ثم مكة، وأتذكر في إحدى جلساتها أنه كان يقرأ قصاصات من كتابة أعضاء الرحلة، وأتذكره وهو يقرأ إحداها وكانت عن الموت.لقد كان ذكر الموت حاضراً في ذهنه رحمه الله، ولا أنسى تلك المرة التي رافقته فيها ليخطب في إحدى القرى –قبل أن يكون خطيباً لجامع ابن رخيص-، وكانت خطبته عن الموت، وأتذكر عبارته ونحن مقبلون على الجامع: عسى الله أن ينفع بها.
أتذكر رحلة معه إلى الحج، وقد كان ألقى فيها درساً عن عبدالله بن المبارك، وما زالت الأوراق التي قيدتها معه في ذلك الدرس موجودة لدي، وأتذكره عشية عرفة وكأني أراه وقد مدّ يديه شديداً إلى السماء يلهج بالدعاء، أسأل الله أن يجعلنا وإياه ممن قيل لهم: انصرفوا مغفوراً لكم.
أتذكر بعض المخيمات، وصيحاته في نهايتها:
قالوا لنا حان الوداع ** حان الفراق مع الضياع
هل بعد هذا نفترق؟ ** لا لا لن نفترق
أما الآن فقد حان لنا أن نفترق يا أبا حذيفة لكنه فراق نرجو أن يتلوه اجتماع في جنات النعيم لا يكون بعده فراق.

مواقف متفرقة:

1. أسفار من أجل الدعوة:رافقت أبا حذيفة أكثر من مرة في سفر إلى البجادية ليتابع أمور الدعوة التي كان لها فيها هناك غرس مبارك، وأذكر أنه قال لي: جلست مدة أتعرف على الوضع قبل أن أبدأ العمل، وهذا من حكمته رحمه الله.

2. سيارة داعية:كنت مع أبي حذيفة على سيارته الكرسيدا، وقد زار بعض الإخوة هناك، فسلم عليه أحد الشباب، وقال: ما شاء الله عليك يا أبا حذيفة، حتى سيارتك داعية!، وكان يشير إلى لوحة السيارة المكونة من الحروف الثلاثة (ادع).

3. لما التفت إلي:كنت معه في طريق فتحدثنا ساعة، ثم صمتنا، وإذا به يلتفت إلي رحمه الله، ويقول: عظني.ولهذا الموقف أثره، حيث طلب الموعظة ممن هو دونه، كما يتجلى فيه اغتنامه لوقت الطريق الذي جرت العادة لدى كثير منا أن يقطع بالتسلية.

4. الشوق إلى لقاء الله:في إحدى ليالي رمضان قبل أكثر من خمس عشرة سنة، حدثنا ونحن مجموعة من الشباب، فذكر أنه كان في المسجد، فكأنه -رحمه الله- مع الأجواء الإيمانية: أجواء الصلاة والقراءة والذكر اشتاقت نفسه إلى لقاء الله، قال: فأحببت أن يقبضني الله على هذه الحال، قال: ثم كشفت لي ذنوبي ومعاصيّ، فرجوت أن يمهلني الله لأتوب وأستدرك، أو نحو ذلك.رحمه الله، كان جسمه بيننا، وكانت روحه معلقة بالعرش.

5. زيارات:لما باعدت بيننا الأماكن لم ينقطع الاتصال بأبي حذيفة رحمه الله رغم تباعد فتراته، وكنت أحياناً أصلي معه الجمعة، وزرته في معتكفه عاماً ماضياً، وكان معي أخي، فقلت له: سيعتكف معك أخي العام القادم إن شاء الله، وفي تلك الزيارة أو غيرها أطلعني على مسودات بعض مقالاته رحمه الله.

6. المكالمة الأخيرة:اتصل بي رحمه الله في أمر دعوي، يتعلق بتزويد مكتبة جامع ابن رخيص ببعض الكتب، ثم اتصل بي بعدها يتابع الموضوع، وقد كان يحثني رحمه الله على احتساب الأجر، وأذكر أني داعبته في بداية المكالمة الأخيرة قائلاً له: حيا الله الغالي إمام ابن رخيص! فضحك رحمه الله.

هذه بعض المواقف التي حصلت لي معه رحمه الله، وفي بعض ما سمعت عنه من الإخوة ما هو أعجب، ولعل أولئك الإخوة يروونها بأنفسهم. والحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه.
عبدالعزيز الناصر
محافظة المذنب
21/9/1429هـ

رد مع اقتباس
قديم 01-15-2011, 08:16 AM   #2
أبوملوح
فيحاني راقي
 
الصورة الرمزية أبوملوح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 621
معدل تقييم المستوى: 15
أبوملوح is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم

أشكر الشيخ عبدالعزيز محمد الناصر على هذا الموضوع الرائع والجميل لشيخنا أبوحذيفة ...


توقيع : أبوملوح

أبوملوح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,>