لماذا أصيب الهلال بغيبوبة؟

[كوفي]

و مرت حقب ..وحقب ..و عمر عايشت فيه ومعه أجيال الهلال..و لم أشاهده أبدا بهذا الضياع التقني و التكتيكي ..بهذا السوء ..بهذا الأسلوب الأرعن ..بانعدام الفعالية و النجاعة..؟؟؟
..و لم آت بجديد .الكل تابع لقاء أولسان الحزين ..هناك من سماه فضيحة ..وهناك من لقبه بالعار ..و هناك من شبهه بلقاء أصيب فيه الهلال بغيبوبة..و كانت أقل التشبيهات أنه كان كارثيا ..

كان الدفاع يصلح ليلعب البلياردو ..قال الجميع أن السينغالي مانغان صفقة نصب ..و لايصلح حتى كسلالم نتسلقها للسطح ..و أكدت الوقائع والمباريات الكثيرة التي أخطأ فيها المرشدي و يجب أن يرتاح و يعار لفريق آخر..وصرخ الكثيرون أن كوري عن كوري يفرق و أن يو بيونغ سو غير مجد و يهدر ..ولكن لا أحد يناقش أو يعي أو يستنشق نبض الشارع الرياضي أو النقاد ..

..و عندما غضب العتيبي الحارس غيروه بسرعة بالحارس الشاب الواعد و لكن السديري دخلت عليه كل الكرات ..الأولى في زاويته المغلقة ..و الثانية مرت من ....و الثالثة..و الرابعة ..كل شئ يدخل ..لأن للتجربة ثمن ..و ثمنها لا يقاس بالسن ..لأن الحارس الجيد هو الذي يمنع كرة كانت محققة التسجيل و ليس أي كرة تسدد تدخل ؟؟؟

..و الجميع صفق للمدرب كومبواريه بعد لقاءي النصر وخصوصا الشباب و صفقوا له حتى بعد الخسارة في كوريا بهدف صغير ..لكنه أراد أن يتفلسف ووثق بمبالغة في نفسه و طبعا إنعكس ذلك بالتأكيد على اللاعبين ..و حتى لا نقول كلاما منمقا أو يعتقد البعض أننا نستغل هذه السقطة المريعة سنحاسبه تقنيا و تكتيكيا ..

اعترف كومبواريه بنفسه بقوة و نجاعة و سرعة أولسان و عندما واجهه في الرياض كان منطقيا يحتاج لهدف واحد ليتعادل ثم بعدها البحث عن هدف ثان ولو خلال الأشواط الإضافية و ربما يساعده الحظ في الضربات الترجيحية ..و باختصار شديد كانت أولوية الأولويات أن يضع حائطا إسمنتيا دفاعيا حتى يتفادى تلقي أي هدف ..كانت الموضوعية و العقل والمنطق في مباريات قارية كبيرة مثل هذه ..أن يصمد ..أن يقفل في وجه الخصم كل المنافذ و أن يمارس هو وليس أولسان الضغط على حامل الكرة و التشويش و التشتيت و بقتالية شرسة أحيانا..و ينتظر أية مرتدات هجومية ليصطاد بها هدفا أو فرصة أو يتصيد كرة متوقفة أو حتى ضربة جزاء ..ولكن كومبواريه لم يفعل هذا و لم يأمر دفاعه بالإبعاد و لم يأمرهم بالإنضباط التكتيكي أو حتى بالإلتزام بتموضعاتهم ..فأين كان مانغان خلال الهدف الأول و في أية مساحة كان يتجول فيها ماجد المرشدي خلال الهدفين الثاني و الرابع ..؟

إن أي ملاكم يواجه خصما قويا لا يفتح له مساحة وجهه كما كان يفعل الأسطورة محمد علي كلاي ..كان يقفل كل شئ ..كل المنافذ و المساحات حتى ولو انتهت المباراة بالإحتكام إلى النقط و قد يتصيد وسط المعركة خطافية قاضية ..و كومبواريه حتى لو لعب بمحاور ثلاثة لكنها جاءت بتوظيف أسوأ من السوء لدرجة لم يعد يعرف ماذا يفعل سلمان الفرج أو ما هو دوره ..حتى لو فعل ذلك كان عاري المساحات بطئ في تجميع خطوطه و يلعب بشكل هاتفي يمرر بالتلفون و يتنقل اللاعبون لطلب الكرة متثاقلون فهل حصلوا على جرعة لياقية زائدة قبل المباراة ..لا أستبعد ذلك ..

و لعل الكثيرين سيلصقون هذه السقطة باللاعبين ..و للحق بعض اللاعبين أخطأوا أخطاء بدائية مهولة ثم بعدها سيبعدوا المدرب كومبواريه لأنه اكتسح نادي الشباب ..ولكن المعادلة مغلوطة ..و يحضرني مثالا قريبا لمدرب نعرفه جميعا ..فعندما استطاع غريتيس مع المنتخب المغربي هزم الجزائر و بحصة كبيرة إعتقد الجميع أن غريتيس هو الذي سيأتي بلبن العصفور و هو الذي يعرف الشمس أين تنام و في أي غرفة تنام..لكن تأكد بعدها أن غريتيس منح المغرب فرحة واحدة و هرب بكل الأعياد و لم يحقق قيد أنملة لأي شئ و في أي شئ و أخشى ما أخشاه أن يكون كومبواريه من طينة بائعي الوهم .

..كومبواريه يثق بالشباب ..فلماذا لم يثق في يحيى المسلم و ياسر الشهراني ..كومبواريه يفضل أن يعلق العمادة لماجد المرشدي و أن يهمش أحيانا و يعذب أحيانا أخرى الهداف المستحيل ياسر القحطاني و يفضل أو يثق بالشاب الكوري عله يطرح بيضة الديك ..و يفضل ركض الشباب على خبرة وإبداع محمد الشلهوب ..و .. و ..في كل مرة تشكيلة و في كل مرة شاكلة و يعترف الرجل أنه مازال يتعرف على إمكانات اللاعبين ..و كأن الهلال تحول إلى ركن التعارف ..

لم أكتب و مصداقيتي غير مجروحة مطبقا المثل العامي – عندما تسقط البقرة تكثر السكاكين – ولكني منكسر ..مكتئب ..ممزق في وجداني أحترق و يحترق معي نبضي