عرائس يفضّلن "التيك أواي" والهروب إلى العائلة في رمضان

[كوفي]

دعاء بهاء الدين، ريم سليمان- سبق- جدة:




ما أن يجيء الشهر الكريم، إلا ونجد العديد من الزوجات الجدد أو العرائس كما يسمون أنفسهن، يشعرن بالتوتر بسبب المائدة الرمضانية، مما يضطر بعضهن إلى الهروب إلى أكناف العائلة لضمان إفطار جيد، أو استنزاف ميزانية الأسرة في "التيك أواي"؛ بحجة أنه من الصعب على العروس أن تجهز مائدة رمضانية.

واعتبر خبراء أن "ثقافة الهروب إلى الأهل قنبلة موقوتة ستنفجر عند أبسط مشكلة"، وتقدم "فرصة ذهبية" للتدخل في حياة العروسي، وتضمنت حلولهم المقترحة اللجوء إلى "التعليم المرئي" عبر القنوات التلفزيونية، لتتعلم الزوجة فن إدارة المطبخ.

إجازة زوجية:

وقالت "أحلام" الطالبة الجامعية لـ"سبق": "ما إن جاء رمضان حتى أتت إلى منزلنا أختي العروسة التي لم يمضِ على زواجها سوى ثلاثة أشهر لقضاء الشهر الكريم معنا، وعندما سألتها عن سبب قدومها أجابتني بأنها إجازة زوجية للهرب من أعباء هذا الشهر، واتفقت هي وزوجها أن يقضياه كلٌّ منهما عند أسرته".

وتابعت: "ما معنى الزواج عندما تهرب الزوجة والزوج عند أسرهما بدلاً من أن يتحملا المسؤولية معاً؟"

وقالت هيفاء العتيبي: إنها تلجأ خلال شهر رمضان إلى "التيك أواي" والوجبات الجاهزة وخاصة في العزائم، معتبرة أن الوقت غير كافٍ لعمل أصناف من الطعام، كما أنه مجهد جداً لأي عروس في بداية زواجها.

مائدة رمضانية:

ووافقتها في الرأي العروس سها فيصل التي لم يمضِ على زواجها عام، قائلة: "اتفقت أنا وزوجي أن يذهب كلٌّ منا إلى أسرته؛ لينعم بكل ما لذ وطاب من الطعام، ونعود إلى المنزل بعد التراويح ووجدته حلاً مثالياً لنا".

ولفتت إلى أن "زوجي يحب الطعام والسفرة الممتلئة بالأصناف، ومن الصعب عليَّ أن أقدم له ما يريد، ولذا وافق على أن يفطر عند والدته، أفضل من أحمله فاتورة إفطار من الخارج كل يوم ما يهلك ميزانية الأسرة".

ورفضت ربة المنزل نهال الغامدي هذه الأفكار قائلة: "ما معنى أن يفطر كل زوج عند أهله؟ هذا يؤكد للأهل فشل العروس داخل منزلها وهروبها إلى الأهل".

وقالت: "العروس تستطيع أن تحضر مائدة رمضانية معتدلة لزوجها، حتى وإن ساعدتها والدتها بذلك فهو أفضل من ترك المنزل والإفطار عند الأهل".

ورفضت استسلام الزوج لهذه الرغبة وقالت: "على الزوج أن يشجع زوجته على تحضير الطعام، وحتى وإن لم يكن على المستوى المطلوب ويتناول الإفطار معها، فهذا أفضل من بعدهما وهروبهما إلى بيت الأهل".

تنسيق الوجبات:

من جهتها اعتبرت المستشارة الأسرية الدكتورة سلمى سيبه أن انتشار ثقافة التيك أواي بين الأسر في الشهر الفضيل يدل على ضحالة ثقافة الأسرة.

وقالت: "إن الزوجين لو كانا واعين لأدركا أن تنظيم عمليه الطبخ في رمضان بتوازن وتشارك بين الزوجين من أسباب تعميق الصلة بينهما، حيث تعطي للزوج توصيفاً لطبيعة زوجته ومهاراتها وقدرتها، ما يرفع من قيمتها وحبها في نفسه، كما أن اختيار وتنسيق الوجبات ثم تناولها بين الزوجين يعمق الصلة بينهم، خاصة في هذا الشهر لكريم".

وأضافت: "أتمنى من نساء هذا الجيل أن يقمن بنقلة نوعية في تغيير نوع الغذاء في رمضان تخفيفه بدلاً من الهرب من المسؤولية إلى أكناف الأهل"، محذرة من بُعد الزوجين عن بعضهم وذهاب كل منهم لتناول الطعام في بيت أهله يوسع الشقة بينهم، كما أنها من الأسباب التي تدفع أمهاتهن للتدخل في حياتهن بشكل مباشر.

ميزانية شهر الخير:

وتابعت "سلمى": "بالرغم من أنه ليس من السهل على الزوجة الجديدة أن تقوم بمائدة رمضانية، بيد أنه لو اتفق الزوجان على تغيير شكل السفرة التقليدي في رمضان، فبدلاً من تكدس ألوان وأشكال من الطعام ترهق الزوجة وتجعلها تهرب إلى بيت الأهل، الاكتفاء بشوربة وسلطة ثم وجبة قرب الفجر خفيفة مع تناول الحلوى والمكسرات والعصير في المنتصف، مما يساعد في تخفيف عبء ميزانية شهر الخير المرتفعة، ويخفف من الأمراض المنتشرة في رمضان مثل آلام المعدة، وفي نفس الوقت يسهل على الزوجة تنفيذه".

ودعت إلى تنظيم الوقت ولا مانع من الاستعانة بالأهل بدلاً من الهروب إليهن أو الاعتماد على التيك أواي، مؤكدة أن ثقافة الهروب إلى الأهل قنبلة موقوتة ستنفجر عند أبسط مشكلة، حيث يشعر الزوج بعدم نضج زوجته، كما أنها أعطت فرصة ذهبية للأهل حتى يتدخلوا في حياتها كيفما شاءوا.