منتدى وصحيفة أهالي محافظة المذنب الرسمية الفائز بجائزة الشاب العصامي بالفرع الإعلامي على القصيم

أميرمنطقة القصيم يشكر منتدى وصحيفة أهالي محافظة المذنب الرسمي

محافظ المذنب يدشن تطبيقات شبكة #أهالي_المذنب الرسمية للأجهزة الذكية ( حمل الآن )

 

 

العودة   ::موقع ومنتديات أهالي المذنب الرسمي:: > أهالي المذنب الخاصة > منتدى أهالي المذنب الخاص > مكتبة الشيخ:ابراهيم صالح الدحيم (رحمه الله)

مكتبة الشيخ:ابراهيم صالح الدحيم (رحمه الله) مقالات - خُطب الجمعة - جميع مايتعلق به

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-14-2011, 02:19 PM
إيقاع الساحه
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي وقفات مع الامتحانات للشيخ الراحل إبراهيم الدحيم رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم





وقفات مع الامتحانات

للشيخ الراحل:

إبراهيم الدحيم رحمه الله



الامتحانات








وقفات مراجعة




العد التنازلي يقترب من الصفر ، والهم يعلو المحيا ، آمال طموحه يجاورها خوف من ضياعها ...

تلك هي أيام الاختبارات التي لو أقسمت أنه لا يوجد بيت إلا وهو يعايش ألامها ويعاني أيامها ربما لم أحنث , الأمر الذي يجعلنا نعرض إلى وقفات مع الاختبارات .... فقف معي قبل أن توقف , وتأمل قبل أن تألم ..

الوقفة الأولى :

تأتي الاختبارات والكل يستعد لها ، فالبيت يعلن أشبه ما يكون بحالة استنفار عام يتغير معه نظام البيت , حتى أنك ترى الطفل الصغير الذي لم يبلغ سن الدراسة بعد يحس بذلك وهو يقلب عينيه لا يدري ما الأمر , بل ربما يشارك بنقل الأقلام وتقريب الكراريس .

يجتهد الوالدان بمتابعة أبنائهم ذكور كانوا أو إناثاً والتأكيد عليهم باستغلال الوقت والاجتهاد والتحصيل ،وربما جلس الأب أو جلست الأم مع أولادهم وقتاً ليس باليسير من أجل مساعدتهم على التحصيل ومتابعة سير دراستهم، بل قد يوقظ الابن آخر الليل ليتابع ما بقي عليه من دروس فيقوم وكأنما نشط من عقال!! أما حين ينام الطالب فيفوته الاختبار أو يتأخر عنه فتلك مصيبة والأمر هول !.

· في ظل هذه الأجواء قد يصدر قرار صارم يقضي بمنع الأبناء من الاستمرار في متابعة التلفاز أو نحوه مما يلهي ويلغي.. وربما كان هذا القرار صادراً من الطالب نفسه كمن يدرس في المراحل العليا كالثانوية والجامعية فيمتنع عن متابعة القنوات ونحوها.. كل ذلك حرصاً على التحصيل العلمي والنجاح والتفوق والوظيفة.. في قائمة لا تنتهي من الآمال الدنيوية ... التي قد تدرك وقد لا ترك !!

· لا عتب ولا لوم فالإسلام قد فرق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون , فهذا الجهد من الوالدين ومن الأبناء مطلوب وهو سعي مبارك مشكور, لكن اللوم كل اللوم أن يقف هذا الجهد والحماس والمتابعة عند تحصيل الشهادة الدنيوية والنجاح فحسب , ولا يتعدى ذلك فلماذا كل هذا ؟!!

· لماذا لا يعلن البيت حالة الطوارئ حين ينادي المنادي الصلاة خير من النوم فيوقظ الأبناء للصلاة خوفاً من الخسران الحقيقي (ألا ذلك هو الخسران المبين ).ورغبة في الفوز الحقيقي ذلك هو الفوز العظيم ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً )

وفي الحديث ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. فالأب راعي في بيته ومسئول عن رعيته والله سائل من راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع )).

· ثم لماذا تقف المتابعة للأولاد والحرص عليهم عند تحصيل الشهادة واجتياز الاختبار فقط .. أفلا سأل الواحد منا نفسه . كم مرة جلس مع أولاده يعلمهم القرآن ويبني في قلوبهم الإيمان ؟! .

- وكم مرة جلس معهم يعلمهم حديث رسول الله r أو يسمعه منهم أو أدبا من آداب الإسلام أو أدباً من آداب الإسلام أو فقه من سير السلف الصالح يتذكرون بها أمجادهم الخالدة وتاريخهم التليد حتى لا يكونوا ضحية الذل والهوان و الهزيمة النفسية .

- وكم مرة جلس إليهم يستقبل همومهم ويعيش آلامهم ويسأل عن جلسائهم ويحضهم على الخير وأهله .

فالعاقل حين يغرس شيئاً يسقيه ويحوطه ويحميه ...

ومن جد وجد ومن زرع حصد ومن أهمل عض أصابع الندم .

- ثم لماذا يصدر قرار من البيت بمنع الابن من هذه الملهيات حفاظاً على مستقبله الدنيوي أفلا يسري عليه هذا القرار حفاظاً على مستقبله الأخروي ( وللآخرة خير لك من الأولى ) ( وللآخرة خير وأبقى).

- لماذا تستمر الحضانة للأولاد من أجل حفظ الدين ومنعهم من كل ما يسقط الحياء ويذهب بالأدب ويزيل الثوابت ويقتل القيم .

- لما لا يستصدر حكم الإعدام على كل ما هو ملهي ومفسد سواء كان تلفاز أو دشاً أو مجلة ماجنة أو غيرها حتى تحيى الروح فحفظ الأرواح أولى من وحفظ الأبدان .ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

· ثم أنت أيها الشاب المبارك والطالب الموفق .. يا من اتخذت قراراً بالامتناع عن متابعة القنوات والملهيات فوفيت وقمت بالعهد .. وعرفنا بذلك قوة شخصيتك وثباتك في أمرك وقدرتك على اتخاذ القرار ..أفلا قرار بالزوم الطريق المستقيم والطريق القويم ترتضي به الرحمن وتكيد به الشيطان فما أجمل النجاح يوم يكون دنيا وأخرى .



إذا جزت بالغور عرج يمينا فقد اخذ الشوق مـنا يمـيناً






وسلم على بأنـة الواديين فإن سمعت أوشكـت أن تبينا




الوقفة الثانية :

( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ...) حول هذه الآية تعليق جميل للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة الله عليه قال فيه : إن الله أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل : هذان الأمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل وأننا الآن على أبواب اختبار الطلبة من ذكور وإناث وإن الاختبارات أمانة وحكم ،فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وهي حكم حين التصحيح .

أمانة حين وضع الأسئلة يجب على واضع الأسئلة مراعاتها بحيث تكون على مستوى الطلبة والمستوى الذي يبين مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون سهلة ولا تكشف عن تحصيل ،ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز .

والاختبارات أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يكون مستعيناً بالله يقظاً في رقابته وأن يكون ويكون أن قوياً لا تأخذه في الله لومه لائم يمنع الطالب من الغش لأن تمكينه منه تمكين في أمر محرم قال فيه النبي r : ( من غشنا فليس منا ).

وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه وهو ظلم للطالب الغاش وهو في الحقيقة مغشوش حين انخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على ثقافة ولا علم ،إن تمكين الطالب من الغش خيانة لإدارة المدرسة والوزارة والدولة وهو ظلم للمجتمع وهضم لحقه حين تكون ثقافة المجتمع ثقافة مهملة يظهر فشلها عند دخول ميادين السباق .

وتمكين الطــالب من الغش خيانة وظلم من الناحية التربوية لأن الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغاً له هيناً في نفسه فيتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )

إن على المراقب أن لا يراعي شريفاً لشرفه ولا قريباً لقرابته ولا غنياً لماله إن عليه أن يراقب الله الذي يعلم خيانة الأعين وما تخفي الصدور ...

إن الاختبارات حكم حين التصحيح فمن استحق شيئاً وجب إعطائه إياه ومن من لا يستحق شيئاً وجب حرمانه منه ..

وانتم أيها الطلبة لا تنزلوا بأنفسكم إلى الحضيض فلا تطلبوا ولا تناولوا تلك الشهادات بالغش والخيانة ، اربوا بأنفسكم على فشل مثل هذه الأخلاق ولا تصلوا إلى درجات لا تبلغوها على وجه الحقيقة .

إن الأمر خطير إن الإنسان إذا اعتمد على شهادة مزيفة وصار له راتب من أجل هذه الشهادة فإنه على خطر وإنه يخشى أن يكون أكله لهذا المال أكل للمال الباطل فاتق الله أيها الشاب ولا تحرم نفسك أن تكون من المصلحين الذين يريدون بعلومهم وجه الله والدار الآخرة .أ هـ كلام الشيخ .

الوقفة الثالثة :

أيها الطالب الموفق أجتهد وحصل وذاكر , لكن دون أن يدخلك الهم فتهلك نفسك , وأعلم أن مستقبل الأمور إلى الله وحده ولا تشغل نفسك بهم غيرك قد ضيع من يومه .

إن من الطلاب من يجلس أمام ورقة الاختبار وأمام دروسه وهو يراجع ثم يسرح بفكره محاولاً الإجابة على تسأولات كثيرة يرى أن الإجابة عليها ألزم من المذاكرة والإجابة على ورقة الاختبار .

هل ستقبلني جامعة وهل سأجد وظيفة ومتى سأتزوج ومن ومتى وكيف ؟ وأسئلة أخرى كثيرة .

إن الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه ( وإن تشتيت الهم على هذه الصورة سيضيع عليك لحظة الحاضر .وحظ المستقبل إذ سيضعف لدى الطالب التركيز وسيحد ذلك من همته العالية وجده واجتهاده ليرضى من مجرد النجاح فقط ).

إن غداً يوم مفقود حتى يأتي فلما نستبق الأحداث ونتوجس من المستقبل مصائبه ونتوقع كوارثه .. ( إن علينا أن لا نعبر جسر حتى نأتيه ) ومن يدري لعلنا نقف قبل وصوله أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا وربما وصلنا الجسر وممرنا عليه بسلام ..



لا تعد قصة الفراق كثيراً واسل عنها تجد فؤادك سالي


أن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعاً لأنه طول أمل ومذموم عقلاً لأنه مصارعة للظل إن كثير من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعرى والمرض والفقر والمصائب وهذا كل من مقررات مدارس الشيطان ((الشـيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعـدكم مغفرة منه وفضلا )).

عجيب أمر هؤلاء يقترضون الهم نقداً ويقرضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور بعد .

وقد جاء في التوراة كما نقل كعب الأشراف :قال الله يا ابن آدم لا تطالبنا برزق غدٍ كما لا أطالبك بعمل غدٍ)

إن قَدْرَاً من نظر الطالب وغيره إلى المستقبل مطلوب , وهو ذلك الهم الذي يكون بدرجة حرارة معتدلة , تحرك ولا تحرق , وتنشط ولا تشطط , تبعث إلى الجد والعمل قدر الوسع لا فوقه ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً..)

أيها الطالب الموفق ضع أمام عينيك دائماً قول الله تعالى : ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئاً قدرا )

بمعنى إن الله إذا قضى لك شيئاً , أو أراد لك خير فسيتسع لك ذلك لا محالة إن الله بالغ أمره لكن الله جعل لك لكل أمرا وقتا وقد جعل الله لكل شيئاً قدراً .



الوقفة الرابعة :

أيها الطالب الموفق تذكر وأنت تعيش أيام الامتحانات , إن هذه الدنيا بأسرها امتحان واختبار, وأنها محل عمل وغداً يوف العاملون ما عملوا . حين تكشف نتيجة امتحان الدنيا فينجح الطالب فيفرح بذلك ويسعد لكنها سعادة مؤقته سرعان ما يذهب أثرها .

وحين تظهر النتيجة فإذا هو راسب في الامتحان يحزن حزناً سرعان ما ينساه , ثم الفرصة أمامه مواتيه لتعويض ما فاته .

أما الامتحان الأكبر فإن السعادة فيه سعادة دائمة لا تنقطع في جنات المأوى , لا يموتون ولا يهرمون , وفي النعيم يتمتعون . وحين يخسر الإنسان الدنيا وتضيع عليه أيامه , فذلك هو الخسران المبين , والنار مثوى الظالمين .

أيها الطالب الموفق لقد قربت نوق الرحيل ولم أر لك في المزاد زاد , فتفكر في الحشر والمعاد وتذكر حين يقوم الأشهاد : إن في القيامة لحسرات , وإن في الحشر لزفرات , وإن عند الصراط لعثرات , وإن عند الميزان لهفوات ، وإن الظلم يؤمئذٍ ظلمات ،والكتب تحوى حتى النظرات , وإن الحسرة العظمى من السيئات , فريق في الجنة يرتقون الدرجات , وفريق في السعير يهبطون الدركات , وما بينك وبين هذا إلا أن يقال فلان مات , فتقول رب ارجعون فيقال هيهات هيهات , قد فات ما فات ..







جدوا فإن الأمر جدّ وله أعدوا واستعدوا










لا يستقال الـيوم إن ولىّ ولا للأمـر رد










لا تغـفلن فإنــما أجالكم نفـس يـعدُ










وحوادث الدنيا تروح عليكم طــوراً وتغدو










أين الأولى كنا نرى ماتو ونحن نموت بعد










ما لي كأن مناي يبسط لي وامــالي تــمد










ما غفلتي عن يـوم جمع شرتي كفن ولحد










ضيعت ما لا بد لي منه بما لي منه بد










ما نحن فيه متاع أيام يـعاد ويســترد










إن كان لا يغنيك ما كفي فما يـغنيك جد










هون عليك فليس كل الناس يُعطى ما يــود










وتود نفسك في هواك فإنها لك فيـــه ضد










من كان متبعاً هواه فإن لهواه عــــبد










الوقفة الخامسة :

هل يمكن أن نحافظ على حالة الجد فترة أطول ؟!

هذه الأيام نعيش حالة في الجد والنشاط والحيوية ، فكم يا ترى يكون ناتج هذه الفترة ؟ كتب قرأت ، مسائل فهمت ، وتطبيقات أجريت ، ومشاريع أنهيت ، وقد لا نكون مبالغين إذ قلنا أن ما يقرا في الاختبارات يساوي ما يقرأ في العام كله أو أكثر كل هذا خلال فترة وجيزة. فكيف لو إن لو فترة الجد التي نعيشها امتدت شهراً أو شهرين أو أكثر . ما هي النقلة الضخمة التي يمكن أن تفقدها الأمة من خلال رقي أفرادها واتساع مداركهم . إن أقل شيء يمكن أن نستفيده هو البعد عن حياة الهزل واللامبالاة التي تورث النفوس هبوطاً وضموراً في المفاهيم .

وإذا كنا أن استمرار حالة الجد لجميع الناس غير ممكنة فهي ممكنة مع البعض أو من بعضه . إننا حين ننجح في توجيه فئة ولو قليلة إلى متابعة الجد من خلال الاتصال بالعلم والكتب فترة الصيف أو مزاولة المهنة الجادة أو حتى استمرار التفكير المثمر فإننا نكون ناجحين وفاعلين .

لا بد على أقل تقدير أن توجد القناعة بأهمية الجد في حياة المسلم ، وأن لا نقف في هذه الحالة موقف العداء الظاهر أو حتى المستتر ؟! موقف من يطلب كشف كربته وإزالة غمته .....

إن حالة الجد التي نعيشها اليوم تعتبر حالة صحو ويقظة ونهوض - وإن جاءت على جهة الإلزام والتحتم – فإن مقررات النهوض لا تقبله كثير من النفوس , لكثرة التصاقها في الأرض ..

وعليه فيجب أن يتنبه القائمون على المناشط الصيفية – سياحية كانت أو مراكز طلابية – أن الهدف من إقامة هذه المناشط هو تنشيط الذهن وتهيئته لحالة جد أخرى – أي أن هذه المـناشط تعتبر استمرارا لمراحل الرقي والنهوض التعليمي – لا أنه تسلية من نكد الدراسة وخروجاً من همها .

لا بد أن تحمل المناشط الصيفية لغة الحفز العلمي والمعرفي , وأن تزيل من قاموسها كل لغة تنبئ عن التخلص من تلك الفترة التعليمية،وهذا التنبيه وإن كان يعني المناشط الصيفية بدرجة كبيرة إلا إن على أفراد المجتمع كله مراعاة ذلك .

على أفراد المجتمع في أقل ما يقدموه للتعليم أن يتجنبوا ألفاظ التذمر التي توحي بالكراهية للتعليم كقول بعضهم : انتهى غش الدراسة ، ودعنا الكتاب ، خلاص قراءة ) ونحوها .

الوقفة السادسة : الامتحان : هل انقلبت ( حائه ) ( هاءً )

كنا نعيش الامتحان هماً واحداً فتحول منذ سنوات إلى هموم متعددة , حتى أصبحنا من خلال بعض الصور المشينة لا ندرى هل أوقات الامتحانات أوقات جد أم هزل , وهل هو امتحان أم انقلبت حائه هاءً فصار امتهان ؟! , هل هو امتحان يعيش معه الطالب شيئاً من الاستنفار الذهني يدعوه إلى الجد والشغل بالنفس , أم هو امتهان للدين والأخلاق والقيم , ونوع من التمرد على المبادئ والأعراف الاجتماعية ،ونوع من اللامبالاة وعدم الشعور بحقوق الآخرين والممتلكات العامة..

إن مظاهر عدة أصبحت طافية على السطح , جعلتنا نتكلم وبحرقة عن هذا الموضوع , ونصرخ وبكل وضوح محذرين من عاقبة لا تحمد , ونهاية لا تحسد , قد تكون بدايتها فوض الامتحانات مع ضياع الدور التربوي أو ضحالته ..

إن فرصة الاختبارات وما فيها من الفراغ - الذي جاء على عكس حالة الجد المفترضة - يخلق نوعاً من الفوضى والتي يدخل من خلالها عناصر مشبوهة تحاول أن تجد مكانها بين الشباب أو الفتيات بما قد يقضي على الحياة الكريمة والمعاني الجليلة فيهم والوقع شاهد والحوادث عبر عبرات ..

يخرج الطالب والطالبة من الاختبار إلى البيت فينام في إجازة مفتوحة تخوله ترك الصلوات ......

فمرتزقة الدينار والدرهم , ومن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا يجدون الامتحانات فرصةً لبث سمومهم وترويج مخدراتهم عن طريق إغراء الطلاب بالحبوب المنشطة ليبدؤوا معه سلسلة التعاطي من أو خطوة , إن الذي قد يقوم بالخطوة الأولى لا يلزم أن يكون غريباً ,بل ربما يكون صاحباً ملازماً غرر فيه !! كنت يوماً مع أحد المسئولين في جهاز مكافحة المخدرات فكان يتحدث أن نسبة انتشار المخدرات بين الطلاب عموماً تزداد عاماً بعد عام . ويزداد ذلك زمن الامتحانات وفترات الإجازة فمن الذي ينشرها ومن الذي يروج لها في سكون الليل ..

وتخرج الفتاة تطلب دروساً خصوصية عند أحدى المعلمات ويجتهد وليها لإيصاله ويتركها الساعة والساعتين إلى أن تنتهي , وببراءة لا ترحمها الذئاب تخرج إلى السوق المجاور لتتجول فيه ملبية لدافع حب الاستطلاع أو مستجيبة لطلب أحدى زميلاتها ثم ترجع ليجدها وليها حيث تركها !!

وكل يوم ينهي فيه الطلاب امتحاناتهم يتجاوزون باب المدرسة أو يقفون عنده فيقوم بعض الطلاب ليعبروا عن حنقهم على التعاليم ونفورهم من الكتاب , من خلال تمزيقه ورميه في الطرقات غير مراعين ما فيه من لفظ الجلالة والآيات القرآنية محدثين نوعاً من التشوه الحضاري الذي يعكس ضحالة الدور التربوي ..

وبعد تمزيق الكتاب يبدأ مسلسل جديد من الفوضى والعبث , فالسيارات التي خلقها الله لتحملنا إلى بلد ما كنا بالغيه إلا بشق الأنفس ,تتحول إلى لعبة بأيدي السفهاء تذهب بها أرواحهم وأرواح غيرهم في استهتارٍ لا مزيد عليه , تفحيط ودوران مشبوه لا يراد منه المتعة بقدر ما يراد منه استدراج الأحداث , والاعتداء على الأعراض . ويتجاوب الغر الصغير لهذه المظاهر بطفولية سمجة تدل على بساطته وقرب استدراجه , فحيث عجز أن يجاري السفهاء في سيارتهما أصبح يرميهم ببالونة الماء التي تعلن انظمامه للفريق وتفتح معهم خطوط الاتصال دون أن يشعر - ببراءة لا بين أبرياء ولكن بين أنياب الذئاب ..



إذا رأيت نيوب الليث بارزةً فلا تظنن أن الليث يبتسم


وإذا كان عدد من الطلاب لا زالوا يحترمون عقولهم ويراعون مبادئهم وقيمهم وينأون بأنفسهم عن مثل هذه التصرفات الطفولية . فإن هذه المظاهر الفاضحة وهذه الفوضى العارمة ظاهرة ليس من الحكمة أن نغفلها , لأنها تعتبر جرثومة يجب أن تدافع وأن تحصن النفوس عنها, وليس صحيحاً أن ندس رؤوسنا في التراب ونتجاهل حالنا..

0إن هذه المظاهر التي تكثر في فترة الاختبارات تكشف عن نوع من الهبوط الأخلاقي بين صفوف الطلاب .وتكشف لنا مدى تفريطنا في تربية أولادنا ، وضعف قدرتنا على توجيه فراغهم ..

وحتى نحافظ على فلذات أكبادنا ونحمي مجتمعنا من الضياع والفوضى التي قد يفرضها علينا حدثاء الأسنان في ظل غياب أهل العقل والرأي والحكمة عن الساحة فإني أذكر بوسائل عملية وأفكارٍ واقعية :

أولاً : على أهل الرأي والحكمة أن يجدوا دورهم في المجتمع , وإلا فسيحل مكانهم سفهاء الأحلام , حدثاء الأسنان وسيقودوا السفينة إلى الغرق , إنه لا يصحح أن يكون دور ممثلي البلد في المحافل والمجالس البلدية والأهلية مقتصراً على البناء المعماري المهني دون البناء الأخلاقي القيمي للمجتمع ..

ثانياً : دور المؤسسات التعليمية واقصد بذلك إدارات التعليم ومراكز الإشراف والمدرسة ممثلة بإدارتها ومعلميها وهي المسئول المباشر عليهم دور عظيم في رعاية الناشئة وتأكيد معاني الأدب والمرؤة , عليهم التوجيه والرعاية وفرض العقوبات على المخالفات , وضبط أوقات خروج الطلاب ليتسنى للآباء متابعة أبنائهم وبناتهم . إننا نذكر ونشكر جهوداً مباركة تقوم بها بعض إدارة المدارس والمدرسين ونرى أثر ذلك مع قلة الإمكانيات .. فيا ترى كم سيكون الأثر لو أن كل إدارة وكل معلم أحس بمسؤوليته تجاه الطلاب ...

ثالثاً : الجهات الأمنية وهيئات الأمر بالمعروف .. ومن له عناية بضبط وتوجيه المجتمع عليهم مسؤولية .. عليهم أن يحتسبوا

ثالثاً : مسؤولية الوالدين تجاه الأبناء : (( يا أيها الذين أمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً )) ويجب أن يشعر الأب والأم بعظم المسؤولية . إن رعاية أبناءك ليس خياراً بل هو واجب تنال أجره ونفعه إن قمت به , ويلحقك ويزره وسوء عاقبته إن فرطت فيه

إن بعض الناس يعيش نوعاً من النظرة الجاهلية للحياة ((بطون تدفع وأرض تبلع )) نعم هو لا ينكر البيت لكن حاله حال من لا شرائه مسؤول حتى بدأت صور اليتم التربوي تكثر ...ا

أيها الآباء ... أبناءنا أكبادنا تمشي على الأرض لا بد من رعايتها لا بد من المتابعة ومراقبة الوضع وملاحظة أدنى تغيير ... هل تعرف متى ينتهي ابنك من الاختبارات ؟! مع من يذهب ؟! أيها الآباء الكرام: لا تشغلنا الدنيا بحجة بناء مستقبل الأولاد , فنبني القصر وقد لا نجد له ساكناً !! إن إعداد الأبناء للحياة أولى من إعداد الحياة للأبناء .

رابعاً :أن نتعامل مع الاختبارات على أنها ليست مشكلة بقدر ما هي فرصة , وهنا تهب النفس للعمل والحماية والرعاية وتجد متعتها في ذلك , ويفتح لها من الآفاق ما ينغلق عنه الذهن وقت الهم والحزن

الاختبار فرصة لتقوية العلاقة مع الأبناء من خلال تعليمهم والجلوس معهم ..ولو انك أخذت إجازة من أجل أبنائك ما كان ذلك كبيراً ...

خامساً : :لا بد من بناء الوعي لدى الأبناء وإعطائهم حصانات مبكرة ضد كيد المتربصين , حذرهم وبصراحة عن رفقاء السوء وعن مكائدهم وطرقهم في استهواء الشباب , ناقشهم عن مشكلة الاختبارات ودعهم يعيشون معك الهم , واطلب منهم حلولاً عملية , ستجد أنهم أكثر حماساً على تطبيقها , وأكثر حصانة . انتقد عندهم مظاهر السفه وكرهها في نفوسهم وبين لهم أن ذلك ذهاب للدور المطلوب منهم



قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل


سادساً استغلال وقت فراغ الطلاب وتوجيهه :

إما بالبحث لهم عن جلساء صالحين يرتبطون معهم ببرنامج يحميهم

أو بترتيب برنامج مشترك يشترك فيه خمسة أباء جيران أو أقارب أو زملاء يستأجرون لهم استراحة في الصباح مهيأة المرافق يقوم بالإشراف عليهم أحد الأباء كل يوم . يشغل وقتهم بمسابقات وإفطار وسباحة ونحوها .

سابعا: الوقوف وبقوة أمام هذه المظاهر وأن نعلم أن المسؤولية على الجميع ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) 0وجراحاتنالا يداويها أحد غيرنا لأن نزيفها يؤثر علينا , فنبلغ عن ظاهرة التفحيط , والعبث بالممتلكات , وعن أي تجمعات مشبوهة .. ونقوم بدورنا بالنصح والتوجيه ونشر الوعي العام ..

ثامناً : أيها الأبناء أيها الطلاب يا فلذات الأكباد بقى أن تحسوا بمسؤوليتكم وأن تربو بأنفسكم من مثل هذه التصرفات , وتعلموا انه ينتظر منكم مستقبل زهر ..

0 أيها الشاب أنا أجزم أنه لو أخذ لك سجل من حياة العبث ثم رأيتها بعين البصيرة الآن ما قبلتها فكيف حين تتربع على مسؤولية من مسؤوليات مجتمعك

0 أيها الشاب إياك والاعتداء على حقوق الناس وأعراضهم فهي ديون تقضيها بعد حين

أحذر دعوات الآخرين عليك ..

واخرج من الدنيا بدعاء لك لا عليك...



غفر الله لك شيخنا الفاضل ومن معك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,>