وانطفأ السراج
عبدالعزيز بن محمد الغيلان
24/9/1429هـ
الحمدلله الذي لاراد لقضائه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة لعباده ،الذي مافجعت الأمة بمثله بعد مماته أما بعد:
فلقد انطفأ السراج الذي أنار الطريق لمن حوله وبدد الظلماء للبعيد كما القريب..
واعجبي من سراج لا يبارح النورُ مكانَه بعد انتقاله..
نعم انطفأ سراجنا، وأفل نجمنا، ومات شيخنا، وفقدنا حبيبنا، وودعنا خليلنا0
أمسكت بالقلم فارتعدت مني الفرائص، وتبعثرت مني الكلمات، وسالت مني العبرات، وتوارت عني الذكريات..
ما إن أبصَرتْ عيناي المراكزَ الصيفية والحلقات القرآنية إلا ورأيته رجلاً من رجالها، فشرفتُ فيما بعد بمعرفته، والعمل معه لسنين مضت، وما علمت عنه إلا خيراً.
إنه شيخنا الفاضل وحبيبنا الغالي : إبراهيم بن صالح الدحيم (أبو حذيفة ) الذي وافته المنية مع ثلاثة من طلابه ليلة الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان المبارك عام ألف وأربعمائة وتسعة وعشرين للهجرة رحمة الله على الجميع .
شيخنا وحبيبنا أبو حذيفة :
تكلمتَ عن فرسان الدعوة ولا إخالك إلا فارسا من فرسانها، فلله كم طريقٍ للخير سلكت؟ وكم من تائهٍ عليه دللت؟
كم مركز صيفي ورمضاني نظمت؟ , وكم من مخيم تربوي أقمت؟ وكم نصيحة أسديت؟ وكم محاضرة ألقيت؟ وكم درس أعددت؟ وكم رحلة مع الشباب ذهبت؟
كم فتىً أخذت بيديه واعتمرت أوحججت؟ وكم شاب دعوت؟ وبه اهتممت؟ وكم شخصا واسيت؟
كم جائعا أطعمت؟ وكم حماساً للدعوة ألهبت؟
كم وكم...وكم من الخير حصلت؟؟؟؟
أخي وشيخي هنيئا لك ولرفقتك هذه الميتة.. هنيئا لكم جميعا أن يتوفاكم الله وأنتم تقصدون بيته في شهر كريم تريدون ما عند الكريم.
شيخنا عليك رحمات الله المتتابعة..
تمنيت أن تطلّ على الدنيا لترى مقدار محبة الناس لك، وبكاءهم عليك وتأثرهم بوفاتك، فلقد كانت جنازتك مهيبة مشهودة, فهنيئا لك.. فالناس شهود الله في أرضه وإن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً ، نادى جبريل، إن الله قد أحب فلانًا، فأَحِبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا، فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض.
أحبتي لاتلومونني أن أكتب وأطيل وما أطلت، فما مداد قلمي أسعفني، ولا كلماتي أمدتني لأكتب عمن سكن قلبي، وقلوب الكثيرين بحبه، وعطاءه، وتضحياته، وتواضعه، وزهده، ودعوته، وعبادته، وجهاده، وبلاءه، وإخلاصه.
أحبتي الدروس من حياة شيخنا كثيرة وما إخال درسا فهمناه من حياته وبعد مماته أكبر أو أجل من أن تكون حياتنا كلها دعوة إلى الله فلا ... ولا ...لا للقعود.
فرحمك الله ياشيخنا وغفر لك ولأصحابك ورفع درجاتكم في عليين.
أسأل المولى أن ينـزلك منازل الشهداء والصالحين وأن يجمعنا بك في جناته جنات النعيم وأن يخلف علينا خيرا.