غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جنانه ..
أذكر له موقفاً يوم أن ذهبت معه للحج كعادته ياخذ الشباب للحج ..
حيث كنا نركب الباص وقد اقتربنا من نقطة التفتيش "الأهم" للتأكد من التصاريح ..وقد حصلت معنا بعض المشاكل في إخراج التصاريح للبعض في وقت الإعداد يوم أن كنا في المذنب ..
الأهم من ذلك .. سلكنا المسار الأخير "اليسار" للتفتيش .. وعندما سالنا الظابط عن بعض أوراق الرحلة .. لم تكتمل أمامه ما طلبه منا ، فرفض مرورنا وقال لنا " ارجعوا" .. حينها بدأ يدب الخوف على من في الباص ،وبدأ الشك يغيم على تفكيرنا بأن رحلتنا لن تستمر بعد هذا الطريق الشاق .. رجعنا إلى حيث نقطة لتجمع شباب مكة حيث يعملون بمبلغ مالي لتمريرنا من خلال طرق يعرفونها عبر الجبال .. انتظرنا عندهم قليلاً وأقبلو علينا بعروضهم لإخراجنا من هذا المأزق .. كان الأمر مضطربا عند الطلاب خصوصاُ أن الأغلب كانت الحجة له "حجة الفريضة" ..
أراد الشيخ - رحمه الله - أن يعيد المرور عبر التفتيش عل الله أن يفرج علينا ..
توكّل على الله وسار بنا وكلنا ننتظر هذه اللحظة ونلتهج بالدعاء في أن تستمر رحلتنا .. فأمر الشيخ السائق بسلوك المسار الأيمن أو الأوسط .. وقفنا للحديث مع ضابط آخر .. أنزلنا النافذة للحديث معه .. سألنا في أوراقنا وأعداد من في الباص ومن في القائمة ..قلب الأوراق وما إن سمح لنا بالمرور إلا وهتافات التكبير ضجت بالباص بصوت واحد " الله أكبر .. الله أكبر " لاأنسى هذه الكلمة العظيمة وهذا الهتاف الجماعي وكأنه الآن .. حينها التفت الشيخ - رحمه الله- إلينا بعد أن كان متجها إلى الأمام وكان يجلس في المرتبة الثانية في الوسط " التفت وعيناه تذرف الدمع بل كان يبكي وبدأ واستغل هذا الموقف بالتذكير بالله ولطفه بنا وتفريجه لما حل بنا وتيسيره .. وكانت خير موعظة ..
رحمك الله ياشيخ المواعظ ..