كان ولا يزال من أحب الناس إلى قلبي ..
حافظٌ لكتاب الله .. سبّاقٌ لكل خير ..
حليم .. كريم .. حيي .. متواضع .. رقيقٌ كالطير ..
لكنني فُجعتُ ببعده عن المسجد .. !
وهجره لرفاقه .. !
وعقوقه لوالديه .. !
فاللهم رُدَّه إلى سابق عهده ..
وألهمه صوابه ورشده ..
يا أرحم الراحمين .
عُد يا رفيق الدرب ..
ما بالُ علمك لا يُنيرُ طريقاً .. ؟!
ما بالُ حالِك لا يسُرّ صديقاً .. ؟!
ما بال آمالي تحطم قلبها .. ؟!
لما رأتْ وجهَ الحييّ صفيقا .. !
ما بال قيدك بالمذلةِ موثقٌ .. ؟!
ما بالُ خوفِك لا يزالُ عميقاً .. ؟!
ما لي أراكَ عن المكارم مُحجماً .. ؟!
وأراكَ في بحر الهموم غريقاً ..
أوما قرأت من المُفصّل سورةً ..
تهتزُّ منها زفرةً وشهيقاً .. ؟!
وسمعتَ آياتِ العتابِ صريحةً ..
وأرى بعينك للدموع بريقاً .. ؟!
كم كان صوتكَ بالتلاوةِ خاشعاً .. !
كم كان قلبكَ بالبكاء رقيقاً .. !
أشتاقُ للأيام كنت تُضيؤها ..
ما بالُ وجه البدر صار حليقاً .. ؟!
أنسيت أنسام البكور وعطرَها ..
ونسيت سيرَك في الحقولِ طليقاً .. ؟!
أنسيتَ أطياراً تسابق سربها ...
عند الغروب تعاودُ التحليقا .. ؟!
تشدو بأذكار المساء سعيدةً ...
بصفاء نفس لا تخاف مُعيقاً ..
ما بال صحبتنا تفرق شملها ...
وتمزقت أوصالها تمزيقاً .. ؟!
ما بالك استبدلت صَحْباً غيرَنا ..
ولكل مخدوعٍ غدوت رفيقاً .. ؟!
أسرعت في دربِ الهوان مهرولاً ..
وتركت خلفك لوعةً وحريقاً ..
لو لم تكن بك للمعالي رغبة ..
هلاّ رعيتَ من العهودِ وثيقاً .. ؟!
عُد يا رفيق الدرب .. !
محمد العطار .. ٢٨ شعبان ١٤٣٤ هـ