المسترجلات: ظاهرة اجتماعية انتشرت في الآونة الأخيرة وعكست حالة من اغتراب المراهق أو المراهقة عن المجتمع، وهناك أزمة لدى المراهقات (البويات) المسترجلات يعانين معها من عدم الثقة بالنفس وعدم التوافق مع البيئة ومشاكل بين أفراد أسرهن. فالبنت المراهقة عادة ما تتعرض لعنف لفظي وجسدي واستهزاء من قبل أفراد الأسرة مما يجعلها لا تثق بنفسها وتشعر بأنها غير مرغوب بها، كما أن المراهقة تمر بأزمات نفسية تسعى خلالها إلى أن تكون محور اهتمام الآخرين وإعجابهم، إلا أنها ولعدم وجود صفات إيجابية تتحلى بها تلجأ إلى ممارسة سلوك آخر يجعلها محور الاهتمام.
أسباب الظاهرة
مما لاشك فيه أن هناك أسباب وقفت وراء دفع هذه الظاهره لتطفو علي سطح السلوكيات العربية بالرغم من شذوذها عن المنظومة القيمية لمجتمعاتنا وبالطبع علينا أن ندرس هذه الأسباب حتي نصل في النهاية لحلول واقعية نستطيع من خلالها إنقاذ بناتنا من مصير مظلم ويأتي علي رأس هذه الأسباب البعد عن الدين وتغيب المؤسسات الدينية الرسمية عن دورها في نشر قيم العفة والطهارة التي حث عليها الإسلام وتوضيح أحكام الشرع في التشبه بالجنس الأخر فها هو نبينا العظيم محمد يحذر الأمة من هذه الظاهرة منذ اكثر من 14 قرن فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ... "(رواه الألباني بسندٍ صحيح) ومن هنا نجد أن علي الدعاة والمؤسسات الدينية أن يقوموا بدورهم في إرشاد الطالبات الغارقات في بحور الشيطان وذلك عن طريق النزول للمدارس والتجمعات لهذه النوعية من البنات من اجل تقويمهن.
مجتمع ذكوري
كما نجد من الأسباب المؤدية لتفشي هذه الظاهرة أيضا السلوكيات الخاطئة لبعض أولياء الأمور الذين يقومون بالتفرقة في التعامل بين أولاده وبناته وإعطاء النصيب الأكبر من الاهتمام للأولاد دون البنات كما لابد أن نعترف أن كثيرا من مجتمعاتنا العربية (ذكورية) أكثر من اللازم مما يؤثر سلبا علي بناتنا اللاتي يجدن أنه لا مجال أمامهن للحصول علي مكانتهن الاجتماعية إلا بالتشبه بالرجال كما أن البعض مازال يتعامل مع النساء علي أنهن درجة ثانية من البشر وذلك يخالف في مجمله الشرع الحنيف الذي ساوى بين الجنسين في التكاليف والحقوق بل أعطي للمرأة بعض الميزات للتماشي مع طبيعتها مثل عدم تحميلها مشاق النفقة .
ومن ثم نستخلص من ذلك أن ظاهرة البويات ماهي إلا ثمرة لتخبط الأمة وبعدها عن منهاجها القويم الذي ينشر العفة والطهر بين جنبات مجتمعاتنا وأن بناتنا المتورطات في هذه السلوكيات الشاذة قبل أن ندينهن ونحملهن خطايانا علينا أن نعترف أنهن ضحية تقصيرنا وتركهن فريسة سهلة بين أنياب أعداء أمتنا
.