عشاء مع أوباما بـ 3 دولارات

[محب الأخبار]

ضوء:


يمكن أن يبتسم لك الحظ وتقابل الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيا وتجلس معه على طاولة عشاء وتتجاذب أطراف الحديث معه. قل له ما شئت وكل معه ما شئت فسيكون مستعدا كل أسبوع لاستقبال فائز بدعوة للعشاء معه.
جلسة خاصة مع الرئيس الأميركي يتخللها ما لذ وطاب من الطعام وربما قد يكون «الدجاج المقلي» المحبذ لدى أوباما موجودا، كل هذا سيكون مقابل دفعك فقط نحو ثلاثة دولارات.
وحتى السادس من نوفمبر من هذا العام سيكون لكل مشارك في عملية السحب على بطاقة دعوة عشاء خاصة مع أوباما الفرصة للفوز بالجلوس مع الرئيس الأميركي على مائدة الطعام كل أسبوع.
طريقة جديدة لجمع التبرعات لحملة أوباما للانتخابات الرئاسية، ابتدعها القائمون على حملته، ويمكن المشاركة في مسابقة السحب على العشاء مع أوباما عبر زيارتك لموقعه الرسمي.
الرئيسة التنفيذية للعمليات في الحملة الانتخابية لأوباما آن ماري ردت عبر البريد الإلكتروني لموقع «باراك أوباما» على اثر رسالة للمشاركة في هذه المسابقة كالتالي «الى هذه اللحظة ربما كنت لا تعرف عن عشاء مع باراك كيف هو ممتع، ولذا فإنني أقدم الفرصة لك. مع ذلك، منذ بداية الحملة واختيار الضيف الثالث في غضون بضع ساعات، وعلى افتراض أنه لن يكون أنا، سأقول شيئا واحدا: اذا فزت، فهذا رائع. لأكون صادقة، ما يهمني حقا هو ميزانية الحملة الانتخابية - شكرا لك ولكل من دخل المسابقة، ذلك سيجعلنا قادرين على فتح مكاتب انتخابية ميدانية جديدة، وتوظيف المزيد من المنظمين في جميع أنحاء البلاد، والتي ستشهد أكبر حملة شعبية من اي وقت مضى. لهذا السبب ينبغي أن تتبرع بمبلغ 3 دولارات أو كل ما تستطيعه لكي تدخل تلقائيا عملية السحب لتناول العشاء مع الرئيس أوباما».
ويجدر على المشارك أن تتوافر فيه الجنسية الأميركية لكي يقابل أوباما ويتناول العشاء معه. لكن اشتراط الجنسية لم يكن واضحا لأي زائر فضولي فقد يدخل أحد السحب فقط بدفعه ثلاثة دولارات ويعرف بعدها ان العشاء للأميركيين فقط.
هذه الطريقة المبتكرة في تمويل الانتخابات اعتبرها بعض المدونين العرب أنها مبادرة خلاقة وطريفة لتحفيز الناس على التواصل مع السياسيين ليست مقتصرة على الندوات خصوصا كما هي منتشرة في الدول العربية ولكن من خلال عشاء شخصي وليس جماعيا مع ضيف واحد. هذه الطريقة على شكل المسابقة لكسب ولاء الناخبين وتحفيزهم على المشاركة في مصادر تمويل المرشح الرئاسي لحملته يمكن أن تكون نموذجا جديدا لاشراك الناخب مثلا في دول عربية في مسابقة تحمل طابع المتعة والرغبة في الفوز وكذلك تساهم في تقريب المسافة بين المواطن العادي ورجل الدولة. فقد يذوب جليد البروتوكول على مائدة عشاء تجمعه مع المرشح لرئاسة بلده.
الموضوع على طرافته يحمل العديد من المعاني بالنسبة لشفافية تمويل حملات المرشحين الرئاسيين كالتي تنتقد دائما في الدول العربية، بالاضافة الى أنها يمكن أن تكون مصدر الهام بعض المرشحين العرب الذين سيخوضون سباق المنافسة على الرئاسة في دول كمصر وتونس وليبيا على سبيل المثال.
المنافسة ليست بادرة طريفة فقط بل يعتبرها جيم مسينا مدير حملة «أوباما لأميركا» حسب بيان يوزع على المتسابقين على العشاء عبر البريد الالكتروني أنها «طريقة لتبادل وجهات النظر مع المرشح باراك أوباما للدورة الرئاسية الثانية، وهي طريقة للتقارب مع المسؤول السياسي بعيدا عن الرسميات».
هذا الأسلوب الشعبوي في كسب تعاطف الناخبين الذي يمر عادة عبر الانفاق على موائد العشاء عرف به العاملون في السياسة في بعض الدول العربية. فبعضهم مازال يؤمن بأن اشباع البطون يضمن أصوات الناخبين. وتنتشر هذه الطريقة على سبيل المثال في مصر وعلى وجه الخصوص في الأرياف الى ذلك هناك بعض الدول الخليجية كالكويت التي تنتشر بها الموائد الانتخابية ايام انتخابات مجلس الأمة. لكن الفارق بين المثالين يكمن في أن الدعوة للعشاء مع أوباما هي دعوة خاصة وجلسة تزول فيها الفوارق ويتم فيها تبادل وجهات النظر والدردشة، لكن في بعض الأقطار العربية الدعوة للعشاء عادة ما تكون لجماهير كثيرة عبر نشر موائد طعام في المراكز الانتخابية للمرشحين وعادة ما لا يتواجد المرشح وان تواجد فانه يكتفي بالسلام وأداء تحية بانورامية لا تختص بأحد بقدر ما هي مجاملة للناس لقدومهم. اذا غاب تبادل وجهات النظر وقرب المسافة من المرشح وبقيت المسافة بين السياسي العربي وناخبيه تماما كبعد اول كرسي على منصة خطاب حشده لمناصريه.
مدير حملة أوباما الرئاسية يقول عبر البريد الالكتروني للمتسابقين على دعوة العشاء: «أهلا بك وشكرا، لننسى الآن كل ما تعرفه عن السياسة. استطيع ان اقول لك ان الثمانية الأشهر المقبلة ستشهد حملة لم ترها من قبل. إذا نريد أن نفوز، يتعين علينا أن نكون أكثر صرامة وأكثر ذكاء، وابتكارا من أي وقت مضى. الرئيس أوباما لديه وظيفة يقوم بها وهو يسأل كل واحد منا أخذ زمام المبادرة في تشكيل هذا الجهد».
لذلك فان دعوة العشاء تجاوزت هنا رمزية اشباع البطن الى الاستعداد قبل الجلوس على مائدة واحدة مع أوباما الى البحث عن كيفية الظهور بنسبة ذكاء عالية وقدرة كبيرة على الابتكار، وعادة ما تتطلب هاتان الصفتان شحذ الذهن وزيادة المعرفة أكثر من ملء البطن والارتخاء ما يجعل المرء يفقد الشهية للكلام ويقترب من النوم أكثر من الابتكار.
وحسب بعض الصحف الأميركية فان ادارة حملة الانتخابات الرئاسية لباراك أوباما تركز أكثر ما يمكن على أن تقترب من مناصري الحزب الديموقراطي عبر وسائل تقليدية كالظهور في أحياء شعبية وتناول الغداء مع العائلة في مطعم شعبي ولعب كرة السلة في ملعب شعبي والآن الدعوة للعشاء مع مواطن عادي. لكن الأسلوب الأخير الذي يعتمده أوباما قد يستند في ظاهره الى التقليد العربي في اكرام الناس عبر العزيمة والوليمة لكنه يحمل معاني براغماتية لجمع الأموال عبر طريقة المسابقة والتنافس والجائزة، وقد نجحت هذه الطريقة في جلب الكثير من الأموال وحشد الجماهير من خلال المسابقات التلفزيونية في الولايات المتحدة. لذلك يتم تطبيق هذا النموذج في السياسة لربح المال اولا ولتقريب المسافة بين الناخب والمرشح، فهل نرى المسابقات التي انتشرت في القنوات التلفزيونية ووسائل الاعلام العربية تطرق باب السياسة وتكون المتعة التي يبيعها السياسي للجمهور. لكن ماذا يمكن أن يقدم المرشح الرئاسي العربي للمتسابقين كجائزة، هل ستكون دعوة للعشاء كما فعل أوباما؟!