عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-03-2014, 03:38 PM
الصورة الرمزية محمد العطار
محمد العطار محمد العطار غير متواجد حالياً
كاتب مُميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
الدولة: مدينة المذنب
المشاركات: 78
معدل تقييم المستوى: 11
محمد العطار is on a distinguished road
افتراضي عتابٌ للكهول وللشبابِ ..

عتابٌ للكهول وللشبابِ .. وضيف الحزن يطرق كلَّ بابِ .

:

عتابٌ ترددت أناملي كثيراً قبل صياغته ..

وتحيرت أفكاري قبل كتابته ..

وما بين الحيرة والتردد ..

عزمتُ على طرح القضية .. وفتح الموضوع ..

بمدادٍ تختلط فيه الآلام بدموع الكلمات ..

والحزن والأسى بمشاعر الحسرات ..

فقد طرق الألم والحزن كل باب ..

وحلَّ ضيفاً على كل أسرة ..

وأخذ بنصيبٍ من كل عائلة ..

وترك بصمته الدامية على كل جدار ..

موضوعي حول ظاهرة التساهل والاستهتار ..

بالنفس والمال وأرواح الآخرين .. !

ظاهرةٌ ملموسة ومشاهدة لا تحتاج للتدليل على مدى تفشيها ..

سوى أن تقود سيارتك قليلاً .. لا أقول في الشارع العام أو الطرق السريعة ..

بل في الشوارع والطرقات الداخلية ..

كان اللوم غالباً ما يتوجه للشباب وصغار السن ..

على ما يبدو منهم من الرعونة والطيش والاستخفاف ..

ويفسر البعض ذلك بمرحلة المراهقة ..

الشماعة الجاهزة لتفسير كل هذه الكم من الطيش والسفه ..

مع العلم أن الشرع المطهر ينظر إلى هذه المرحلة ..

باعتبارها بداية الرجولة واكتمال العقل وتمام التمييز ..

فيبدأ التكليف والمحاسبة منذ البلوغ .. !

والناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام سيجد الأدلة المتكاثرة التي تؤيد ما أقول ..

من أن هذه المرحلة ليست شماعة لتعليق الأخطاء ..

بل هي بوتقة تصنع الرجولة والمروءة والبذل والعطاء ..

اللافت للنظر في تفشي ظاهرة الرعونة والسرعة الطائشة ..

أنها لم تعد قاصرة على فئة الشباب الصغار .. !

نعم .. فلقد انتقلت العدوى لبعض ( الكبار ) ..

والكبير الذي أقصده .. يتعدى العقد الخامس أوالسادس من العمر ..!

وهذا عن رؤية ومشاهدة ومعاينة ..

:
....................................

في العزائم والولائم والمناسبات والاجتماعات ..

يلفت انتباهك تلك الحالة الجماعية من الذوق الرفيع والأدب الجم والاحترام المتبادل ..

فتجد من يصافحك بكل احترام ويقابلك بكل بشاشة ..

ويأبى الدخول أو الخروج قبلك .. بل ويقف وقتاً طويلاً ممسكاً بالباب حتى تخرج أو تدخل ..

ناهيك عن كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال ووووو .. مما ترونه وتلمسونه جميعاً ..

...

والسؤال .. ما الذي يطرأ على تلك الشمائل وهذه الأخلاق عند الجلوس خلف مقود السيارة .. ؟!

فترى من يُفزعك بسرعته الجنونية ، وتصرفاته الصبيانية .. وقيادته البهلوانية ..

فضلاً عن التفحيط والمضايقة عند الإشارات .. أو الدورانات ..

وأكرر .. لم يعد الأمر قاصراً على الشباب أو صغار السن ..

:

أما يكفينا العدد الكبير لمن رحلوا في حوادث السرعة والتفحيط وكسر الإشارة ؟؟!

أما تؤلمنا آهات الثكالى ودمعات المكلومين ؟؟!!

أما آن لنا أن نزيل التناقض وننبذ الإنفصام بين أخلاقنا ومعاملاتنا عند القيادة وبدونها ؟؟!!

:

مدحت خصالهم في المكرمات .. وصغت عتابهم خوف الفوات .

فأشراك المنايا لا تبالي .. وأبواب المقابر مشرعات .
:

اللهم لا تجعلنا سبباً لحزن أو همّ أو فزع لأحد من عبادك ..

اللهم جمّل أخلاقنا في السر والعلن ..

واغفر زلاتنا واستر عوراتنا وآمن روعاتنا وأحسن ختامنا
يا ذا الجلال والإكرام .

:

محبكم / محمد العطار .

توقيع : محمد العطار
نعيش الحياة بحلوها ومرّها ..
نحتمل جراحَها .. ونرجو ثوابَها ..
ونطمع في حياةٍ بعدها .. في جوار الرحمن ..
لا يعتريها النقصُ .. ولا تكدرها الأحزان ..
محمد العطار .
رد مع اقتباس