عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-27-2020, 05:52 PM
عبدالله الزيدان عبدالله الزيدان متواجد حالياً
المدير العام ومؤسس الموقع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: القصيم- محافظة المذنب
المشاركات: 9,186
معدل تقييم المستوى: 5
عبدالله الزيدان is on a distinguished road
Icon111 مُحافظة المِذنَب تُودّع الأب والإِبن للأُستاذ :سليمان بن محمد الرشيد

الإنسان حينما تَغرُب شمسُه عن الدُنيا ، قد يُحسّ بفقده وغيابه الطويل ، فيُذكر ويُنظر إليه من جوانب عدّه إما لعِلمه ، أو لكرمِه ، أو زُهده ، أو إِحسانه ، أو لبذلِه في مجال الخير، يقول الله تعالى " كُل نفس ذائقةُ الموت، ثم إلينا يرجعون" هذه سُنّة الله في خلقه ، حياةُ ثم موتُ ، فبعثُ ليوم الحِساب ، يومَ يُجزى كلٌ بما عَمل ، فالسعيد من يرحلُ بزاد من التُقى ، سليم الصدر، راجياً عفو ربّه ، ومغفرتِه ، ورِضوانه ، رحل عن دُنيانا الشيخ الصالح والعبد الزاهد : عبدالرحمن بن عبدالله المطلق الذي نحسبُه والله حسيبُه ، والذي أمضى حياته لطاعة ربه والإحسان إلى الناس ، وهو من أسرة عُرف أولها بالإستقامة، عرفته في مجلس العم: صالح بن عبدالله الحميّد "رحمه الله " عرفته شيخاً وقُوراً مُبتسماً مُتواضعاً، ليّن الجانب ، عفيف اللسان، كان يدعوا ربه أن يتوفاه الله يوم الجُمعة ، فكان له ذلك ، حيث رحل في فجر يوم الجمعة الموافق 13 / 10 / 1441هـ وصُلّي عليه بعد صلاة عصر الجمعة في مقبرة الديرة بجوار جامع ابن رخيص في مُحافظة المذنب ، ورغم الوباء الذي منع الناس من المسجد إلا أن الذين حضروا جنازته وشيعوه ، جمعاً غفيراً من أسرته ومن أهل المذنب الفضلاء ، كان رحمه الله مؤذناً طيلة خمسين سنة ، يقول أحد مراقبي المساجد في محافظة المذنب عملت خمس وعشرين سنة مراقباً لم أرى مثل المؤذن عبدالرحمن المطلق في إنتظامه والمواظبة وكثرة الذكر، وقراءة القرآن ، كما كان يوزع راتبه على المحتاجين ، وكلما زرته في المسجد وجدته صائماً يقرأ القرآن ، فرحمه الله وغفر له وجعل منزله في عليين ورفع درجته في المهديين ، كان نجله الكبير الشيخ: عبدالله بن عبدالرحمن المطلق وهو من الشخصيات الدينية والدعوية يمُر بحالةٍ صحيّة حَرجه وقد أثّر عليه خبر وفاة والده الذي أحسن تربيته ، وعظم الأمر عليه إلى جانب مايعانيه من أمراض مزمنه ، فلحق به وتوفي بعد والده بيوم ، فسبحان الله ، بالأمس نودع الأب واليوم نودع الإبن ، فصلي عليه من صلوا على والده وشيعه أهله وأهل بلدته ، يتقدمهم المشائخ وطلبة العلم ، عرفته رحمه الله منذ صغري مستقيماً ، ورعاً ، تقياً ، نقياً ، متواضعاً، زاهداً في الدنيا ، يبادر في النصح والإرشاد، وقد وهبه الله نقي السريرة ، فسريرته كعلانيته ، رحمه الله ، وله جهود دعوية يُحدثني جاره يقول: إذا أردنا أن نبحث عن أبو بصير وجدناه في المسجد يقرأ القرآن ، فرحمه الله وغفر له ، وجعل ما أصابه من مرض وإبتلاء في رفع درجته وكما جاء في الحديث الشريف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مامن مسلم يصيبه أذى من مرضِ فما سواه إلا حط الله به سيئاته ، كما تحط الشجرة ورقها " رواه البخاري ومسلم ، ولنا ذكريات جميلة مع أبو بصير "رحمه الله بواسع رحمته وجعل ما أصابهما رفعة في درجتهما وتكفيراً لسيئاتهما ويجبر مصاب أهليهما " كما أخص بالعزاء أسرته وإخوانه وأخي صاحب الفضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالرحمن المطلق " حفظه الله" ولا نقول إلا مايرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون.




كتبه الأستاذ: سليمان بن محمد الرشيد
مُحافظة المذنب

رد مع اقتباس