[محمد العطار]

على حافة النافذة ..

في غرفة بنياتي الصغار ..
يقبع عشٌ جميل .. لزوج من الحمام ..
تراقبه البنات دائماً ..

وتتابع أفراخه الصغار المتتالية باهتمام ..
حتى يكتمل نموها .. ويشتد عودها .. وتقوى أجنحتها ..

ويستتم نماء ريشها ..
ويشعرن بسعادة غامرة ..
عند بدء طيرانها .. ومغادرتها لذاك المهد الجميل ..

وذات يوم ..

فوجئنا جميعاً ..

بحمامة متوحشة قاسية ..

تريد احتلال العش .. !!

هاجمت بكل قسوة وعدوانية وشراسة .. !
تحاول إخراج الجميع من مملكتهم الصغيرة ..

حتى تمكنت في النهاية من قتل الفرخين الصغيرين .. ؟!
رغم دفاع الأم اليائس المستميت ..
فكان مشهداً غريباً ..
نراه للمرة الأولى ..


***************************

من كان في يوم من الأيام رمزاً ..

للمحبة والمودة ..


والسلام ..

يتعلم الأحباب من لمساته ..

معنى التراحم والتفاهم ..

والحنان ..

ما باله .. ؟! يا ويحه .. !

نبتت مخالبه ..

وقست ملامحه ..

وهاجرت منها ..

البراءة والوداعة ..

حين خان ..

واكتست أفعاله ..

ثوباً غليظاً .. قاسياً ..

كأن خيوطه نُسجت ..

من الإجرام ..

ماذا دهى تلك الطيور الوادعة .. ؟!

ماذا أصاب قلوبها ..


وغير حالها ..


ومن الذي زرع العداوة ..


في صميم فؤادها .. ؟!


حتى أنبتت ..


بالحقد أسلحة ..

لقتل طفولة الأفراخ ..

فما رحمت صراخ أفواه الصغار الجائعة .. ؟!

يا أيها الطير البريء .. جرحتني ..


وصدمت أطفالي ..

وكانوا دائماً ..


يتسابقون فيما بينهم ..


يتنافسون ..


ويرسمون أكواخاً ..

وأغصاناً .. وأوراقاً ..


لتحتمي بظلالها الفيحاء ..

من لهيب الشمس ..

كل أعشاش الحمام .. !

:
:

محمد العطار ..
26 جماد أول 1434 هـ .. 7 أبريل 2013 م .