تربوية: توبيخ الأطفال يسبب "الغباء العاطفي"
 

الرياض - متابعات ( صدى ) :



حذرت المحاضرة والتربوية منيرة السديري من خطورة توجيه بعض الآباء والمعلمين لكلمات التوبيخ أو التحقير للأطفال، حيث إن ذلك "يترك وشماً على روح ونفسية الطفل، ومشاعر هذا الطفل تكون عرضة للاضطراب، لأنه يتعرض للأذى من قبل الأشخاص المقربين".

وقالت السديري أن البعض يستسهل إيذاء الأطفال بالكلام والتقليل من شأنهم، معتقدين أنهم ما داموا لم يؤذوهم بالضرب فهم خارج دائرة الخطر والإيذاء، بينما الحقيقة خلاف ذلك، فمجرد نظرات بعض المعلمين أو المعلمات للطفل تعتبر مؤذية جداً له، خصوصاً عندما يحدث ذلك في سن مبكرة.

وتضيف السديري أن كل ذلك يجعل الطفل مضطرباً، فهو لا يمكنه التعرف على مشاعره مما يصيبه بالإحباط ويجعل نظرته لنفسه متدنية، وتعرض الطفل لهذه المشكلة قبل سن الثامنة عشرة يقلل من الذكاء العاطفي لديه أكثر من غيره.

وأكدت أن هذا النوع من الإيذاء يعد أشد وطأة من الإيذاء الجسدي، معللة ذلك بأنه يمكننا ببساطة أن نلاحظ آثار العنف الجسدي، وبالتالي يمكننا حماية الطفل منه، أما في حال تعرض الطفل للإيذاء النفسي فربما يتكرر كل يوم دون أن يشعر به أحد.

وذكرت أن الشخص الذي يعاني من ارتباك في المشاعر غالباً ما يكون غير قادر على التعبير عن نفسه، كما يفتقد إلى الثقة بالنفس، وكثيراً ما يفشل في تكوين صداقات مما يجعله أكثر عرضة للإحباط من غيره لكونه عانى من التحقير والتجريح من قبل الأشخاص الذين يفترض بهم أن يكونوا الملاذ الآمن له، بينما هم في الواقع هم من يهدمون حياته ويدمرون مستقبلهم.

ووجهت السديري رسالة للآباء والمعلمين قالت فيها: "فقط تخيلوا أن كلماتكم تلك سكاكين تقطع في قلوب أبناءكم، فلن تجرؤوا بعدها على تجريح فلذات أكبادكم".