كوفي
07-09-2012, 02:04 AM
ضوء
أكد الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن "الثورة السورية منتصرة بإذن الله"، وأن النظام زائل، ولكن حتى لا يطول الأمد في معاناة المسلمين بسوريا، حدد الشيخ العودة عدد من النقاط بمثابة خارطة طريق لإتمام نجاح الثورة السورية، حدد فيها مهام وأدوار كل الأطراف المعنية بالأزمة، سواء السوريين أو المعارضة أو العلماء أو الأطراف الدولية أو عموم المسلمين.
وفي هذا الصدد دعا الشيخ العودة في حلقة بعنوان "الثورة اليتيمة" ضمن حملة "من أجل سوريا" على قناة المجد، السوريين، أن يتوحدوا وأن يستمروا في جهادهم وألا ينتظروا موقفا دوليا أو عربيا أو سياسيا، فيما دعا المعارضة لنبذ خلافاتهم جانبا، محذرا من أن الخلاف بين القوى الثورية من شأنه أن يؤجل ساعة الصفر.
فيما بين أنه على العلماء أن يحرصوا على مخاطبة مشاعر الشعب السوري، وعلى تعزيز الدوافع والقوة الإيمانية في نفوسهم، وعلى تذكيرهم بقيمة الشهادة في سبيل الله، فيما جدد الشيخ العودة دعوته للشعوب العربية والإسلامية لإيصال رسائل احتجاج أمام سفارات الدول الداعمة للنظام السوري، كما جدد دعوته إلى "تقديم الزكاة لمن كان يخرجها في رمضان لإخواننا في سوريا".
الثورة اليتيمة
وبشأن عنوان الحلقة "الثورة اليتيمة" ، أوضح الدكتور العودة إن وصف الثورة السورية باليتيمة يدعو للتفاؤل لما لليتيم من مكانة عند الله عز وجل، فاليتم أحيانا هو التحدي الذي يجعل الناس يعرفون أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وفي هذا السياق دعا السوريين ألا يعولوا "على موقف دولي أو موقف عربي ولا موقف سياسي وإن كانوا يحاولون ذلك"، مشيرا إلى أن "التحدي الأكبر هو أن يعولوا على الله تعالى فالله تعالى هو خير الناصرين.
وأعرب د. العودة عن ثقته في أن "الثورة السورية منتصرة بإذن الله، معربا عن أمله ألا يطول الأمد بمعاناة المسلمين، قائلا : " أنا متأكد أن هذا النظام زائل لا يمكن أن أقول لك شهر أو شهرين، ولكن أرجو الله تعالى أن لا يطول الأمد في معاناة المسلمين، دائما نحن نتساءل كم من الناس سوف يقتل من النساء والأطفال والرجال وكم سيبلغ عدد الضحايا، وكيف أن الدبابات تدمر البيوت على رؤوس الأسر والعائلات كما يحدث في أغلب المدن السورية، وكذلك القتل الجماعي والمقابر الجماعية، كم من الناس ستزهق أرواحها حتى يسقط هذا النظام؟؟".
وبين أنه يدرك أن التغيير لن يأتي بسهولة، خاصة "وأن النظام السوري مستبد، عمل خلال عشرات السنين في الداخل على تقوية وتعزيز النزعة الطائفية، إضافة إلى تحالفاته الطائفية فى الخارج أيضاً"، ولكنه أكد في الوقت ذاته يتهالك ويتداعى "بدليل أنه يقاتل بعنف لأنه يعلم أنها معركة حياة أو موت بالنسبة له"، مشيرا إلى أن بعض القوى الداعمة له يعرفون أنه ساقط لا محالة.
عزيمة قوية
وشدد د. العودة على ضرورة أن "تظل عزيمة الشعب السوري قوية وإيمانهم بالله قوي، وألا يدب إليهم شيء من الضعف أو الوهن أو اليأس أو الاستبطاء".
وقال: "قضايا التحول الضخمة والحصول على الحرية وكسر طوق الطغيان والعدوان والحكم المستبد في التاريخ لا يمكن أن يأتي بسهولة، ولابد فيه من تضحيات جسيمة".
ودعا د. سلمان العودة إلى أن "يكون هناك إيمان بنصرة الله سبحانه وتعالى وأن نتوجه إليه بالدعاء الصادق، وهنا لا أقصد بان نتجه بالدعاء الصادق أن نهمل موضوع الدعم المادي أيضاً، كالفتاة التي توجهت لاجتماع علماء المسلمين في اسطنبول بتركيا بقولها لهم أعيرونا مدافعكم لا مدامعكم، فالبكاء والمناحات لا تساعد البشر، فالدعم المادي أشد ما يحتاجه الناس في هذه الفترة لمداواة الجرحى وشراء الملابس والطعام والإغاثة ولشراء السلاح الذي يوجه به الطغيان".
وبين في هذا السياق أن "المسلمين قادرين على الدعم المادي، والبعض اليوم يقول أين نذهب بهذا المال لمن نسلمه؟؟... أقول لهم هناك الكثير من الحسابات أنشأت في البنوك لهذه الغاية بالإضافة إلى الكثير من الجمعيات والمنظمات الإغاثية، وفي كل بلد وكل مدينة بإمكانك أن تعرف الناس الثقة وهم بطرقهم الخاصة يوصلونه إلى من يستحقه بإذن الله".
وبين أن" العالم الآن كله مجمع وخاصة الدول المؤثرة على إسقاط النظام إذا ما استثنينا روسيا والصين وإيران التي تعتبر جزءاً من الواقع وجزء من النظام وليست فقط حليف وإنما هي مشارك جوهري في الموضوع".
وأعرب عن استغرابه من موقف هذه الدول، حيث أن "لها شراكات مع الدول العربية والإسلامية، وأظن أن الضغوط ستحدث تغيرا في موقفها لو مورست عليها ضغوط جادة".
وفي هذا السياق بين الشيخ العودة أن أوربا، وأمريكا ومعظم الدول الغربية، بما في ذلك تركيا، متفقون على ضرورة رحيل هذا النظام، ولكنهم مختلفون حول البديل، خاصة وأن سوريا متاخمة لإسرائيل وتعد من دول المواجهة، مشيرا إلى أنهم لا يريدون نظاما إسلاميا، إضافة إلى تخوفهم من حالة فراغ ، دون أن يكون هناك بديل جاهز.
دور علماء الدين
وحول دور علماء الدين ومشايخ الأمة في ما يحدث في سورية، قال الدكتور سلمان العودة "المشايخ والعلماء الذين لم يقبلوا عطايا الحاكم أو السلطان، هؤلاء لا تتلعثم ألسنتهم بكلمة الحق ويجب أن يكونوا نقطة تجتمع حولها الناس ويعملوا على مخاطبة مشاعر الشعب السوري، وتعزيز الدوافع والقوة الإيمانية في نفوسهم، وتذكيرهم بقيمة الشهادة ".
وبين أنه: "ينبغي على العلماء والدعاة والخطباء والمتحدثين أن يشحنوا أرواح المؤمنين في سورية بأنه لا رجعة عن هذه الثورة، وهذا السبيل الذي اختاره الشعب السورية لا رجعة فيه والرجعة هي انتحار وخراب ودمار، واستعادة لهذا النظام المجرم والظالم والبائس والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة لقوته، فلا بد من تعزيز القوة الإيمانية عند الناس، قوة التضحية والصبر والفداء".
وأشار إلى أنه "يقع على العلماء دور آخر ألا وهو دور جمع العالم على كلمة واحدة وتحقيق اللحمة بينهم، فالسوريين في هذه الأوقات تراهم يطالبون المعارضة السورية أينما كانت في مصر أو تركيا أو أينما كانت بالتوحد ويقولون لهم اتقوا الله فيمن يجبونكم ويراقبونكم وينتظرون مواقفكم ليل نهار ويحزنون من أجل أطفالكم ورجالكم ونسائكم، فلا بد أن تكونوا على مستوى المواجهة وعلى مستوى الحدث".
المعارضة السورية
وحذر د. العودة من أن الخلاف بين القوى الثورية من شأنه أن يؤجل ساعة الصفر، وسيستفيد منه النظام، مشددا على خطورة التسامي على المصلحة الخاصة، في هذا الوقت بالذات، وقال "حينما ألتقي بكثير ممن ينتمون إلى الثورة السورية أطالبهم بشدة ألا ينظروا إلى الثورة كأنها فرصة لتحقق رؤيتهم الخاصة، هذا مصدر الخطر والخطأ، ويجب معرفة أن الثورة هي مصلحة لجميع السوريين حتى الذين لم يشاركوا فيها دون أن يكونوا أيضا مع النظام حتى تكون رحمة لهم جميعاً".
وقال لهم : "بالنسبة للعالم الغربي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فلا شك أنه قد قرر زوال هذا النظام، إلا أن المشكلة ـ كما قلنا ـ هي في البديل والخوف من وجود حالة فراغ أو حالة فوضى، وبالتالي إذا استطعنا كمعارضة سورية أن نقدّم أنفسنا بشكل صحيح وقوي وموحَّد فهذا سيقطع الطريق على المتواطئين مع النظام السوري".
ضرورة التوحد
كما ناشد الدكتور العودة جميع الطوائف داخل سورية بالتوحد، وأن لا يفهم أن توحدهم في هذه المرحلة هو إلغاء لاختلافاتهم، فالاختلافات سوف تظل قائمة وإنما بعد سقوط هذا النظام يكون هناك احتكام على أسس معينة وإلى مواثيق العدالة والحرية والإنصاف والحقوق للجميع، بحيث لا يبغي أحد على أحد ولا يعتدي أحد على أحد، فالثورة مكسب للجميع.
ووصف الدكتور العودة توصيات مؤتمر جنيف الأخير بالهزيلة، وجدد دعوته للشعوب العربية والإسلامية لإيصال رسائل احتجاج أمام سفارات الدول الداعمة للنظام السوري، وقال إن موقف روسيا والصين سيء بما فيه الكفاية وتساءل أين الدور العربي والإسلامي من هذا الدور، مشيراً إلى انه ينبغي أن يكون هناك تحرك كبير ضد روسيا والصين وسفاراتهما في العالم على أن لا يكون عمل يتجاوز القانون، بحيث يشعر الروس والصينيين بأن مصالحهم باتت مهددة في المنطقة وأن الحكومة التي ستحل بعد سقوط النظام لن تنسى الموقف المخيب للروس، بينما يمكن التلويح للروس بأنهم إذا ما انسحبوا عن دعم النظام وتراجعوا عن مواقفهم الداعمة للإجرام في سورية يمكن للشعب السوري عندها أن يغفر لهم وأن يبدأ مرحلة جديدة وأن لا يكرروا خطأهم الاستراتيجي في ليبيا.
ونبه الدكتور العودة إلى أنه من الخطير والمؤسف جدا أن تزج الطائفة بنفسها مع النظام وتعتبر أن المعركة معركة حياة أو موت، بينما الثورة السورية أعلنتها منذ البداية أن معركتها مع النظام وليست مع علويين ولا مع أي طائفة أخرى، وللأسف هناك بصمات لجرائم من قبل ما يسمون بالشبيحة توحي فعلا بأن المعركة معركة حياة أو موت وهناك نوع من التطهير العرقي في بعض المناطق، لذلك أنا أطالب السوريين في هذه المرحلة بأن يتسامحوا.
وشدد على " أن هناك دول مثلاً تركيا وبعض دول الخليج ودول أخرى غربية مثل فرنسا أو غيرها مستعدة أن تمضي في دعم السوريين إلى ما لا نهاية". مشيرا إلى أن "العالم بدأ يحس بأن الثورة قطعت شوطاً وأصبحت تحرج النظام، خاصة مع الانشقاقات العسكرية التي بدأت تتوالى ويمكن أن تزيد ـ إن شاء الله ـ لتشهد الأيام القادمة انشقاقات نوعية".
زكاة المسلمين
واختتم د. العودة بضرورة أن يصبر السوريون ويصابروا، وأن ينتظروا الفرج من ربهم جل وعز، وألا ييأسوا من روح الله، الذي وعدهم بالنصر وقال: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، ودعا د. العودة المسلمين جميعاً إلى الوقوف الصادق مع إخوانهم في البلد المنكوب سوريا، وجدد دعوته إلى "تقديم الزكاة لمن كان يخرجها في رمضان لإخواننا في سوريا سواء استخدمت في أعمال إغاثية أو إنسانية أو غير ذلك من المصالح العامة التي يقدرها أهل الشأن".
أكد الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن "الثورة السورية منتصرة بإذن الله"، وأن النظام زائل، ولكن حتى لا يطول الأمد في معاناة المسلمين بسوريا، حدد الشيخ العودة عدد من النقاط بمثابة خارطة طريق لإتمام نجاح الثورة السورية، حدد فيها مهام وأدوار كل الأطراف المعنية بالأزمة، سواء السوريين أو المعارضة أو العلماء أو الأطراف الدولية أو عموم المسلمين.
وفي هذا الصدد دعا الشيخ العودة في حلقة بعنوان "الثورة اليتيمة" ضمن حملة "من أجل سوريا" على قناة المجد، السوريين، أن يتوحدوا وأن يستمروا في جهادهم وألا ينتظروا موقفا دوليا أو عربيا أو سياسيا، فيما دعا المعارضة لنبذ خلافاتهم جانبا، محذرا من أن الخلاف بين القوى الثورية من شأنه أن يؤجل ساعة الصفر.
فيما بين أنه على العلماء أن يحرصوا على مخاطبة مشاعر الشعب السوري، وعلى تعزيز الدوافع والقوة الإيمانية في نفوسهم، وعلى تذكيرهم بقيمة الشهادة في سبيل الله، فيما جدد الشيخ العودة دعوته للشعوب العربية والإسلامية لإيصال رسائل احتجاج أمام سفارات الدول الداعمة للنظام السوري، كما جدد دعوته إلى "تقديم الزكاة لمن كان يخرجها في رمضان لإخواننا في سوريا".
الثورة اليتيمة
وبشأن عنوان الحلقة "الثورة اليتيمة" ، أوضح الدكتور العودة إن وصف الثورة السورية باليتيمة يدعو للتفاؤل لما لليتيم من مكانة عند الله عز وجل، فاليتم أحيانا هو التحدي الذي يجعل الناس يعرفون أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وفي هذا السياق دعا السوريين ألا يعولوا "على موقف دولي أو موقف عربي ولا موقف سياسي وإن كانوا يحاولون ذلك"، مشيرا إلى أن "التحدي الأكبر هو أن يعولوا على الله تعالى فالله تعالى هو خير الناصرين.
وأعرب د. العودة عن ثقته في أن "الثورة السورية منتصرة بإذن الله، معربا عن أمله ألا يطول الأمد بمعاناة المسلمين، قائلا : " أنا متأكد أن هذا النظام زائل لا يمكن أن أقول لك شهر أو شهرين، ولكن أرجو الله تعالى أن لا يطول الأمد في معاناة المسلمين، دائما نحن نتساءل كم من الناس سوف يقتل من النساء والأطفال والرجال وكم سيبلغ عدد الضحايا، وكيف أن الدبابات تدمر البيوت على رؤوس الأسر والعائلات كما يحدث في أغلب المدن السورية، وكذلك القتل الجماعي والمقابر الجماعية، كم من الناس ستزهق أرواحها حتى يسقط هذا النظام؟؟".
وبين أنه يدرك أن التغيير لن يأتي بسهولة، خاصة "وأن النظام السوري مستبد، عمل خلال عشرات السنين في الداخل على تقوية وتعزيز النزعة الطائفية، إضافة إلى تحالفاته الطائفية فى الخارج أيضاً"، ولكنه أكد في الوقت ذاته يتهالك ويتداعى "بدليل أنه يقاتل بعنف لأنه يعلم أنها معركة حياة أو موت بالنسبة له"، مشيرا إلى أن بعض القوى الداعمة له يعرفون أنه ساقط لا محالة.
عزيمة قوية
وشدد د. العودة على ضرورة أن "تظل عزيمة الشعب السوري قوية وإيمانهم بالله قوي، وألا يدب إليهم شيء من الضعف أو الوهن أو اليأس أو الاستبطاء".
وقال: "قضايا التحول الضخمة والحصول على الحرية وكسر طوق الطغيان والعدوان والحكم المستبد في التاريخ لا يمكن أن يأتي بسهولة، ولابد فيه من تضحيات جسيمة".
ودعا د. سلمان العودة إلى أن "يكون هناك إيمان بنصرة الله سبحانه وتعالى وأن نتوجه إليه بالدعاء الصادق، وهنا لا أقصد بان نتجه بالدعاء الصادق أن نهمل موضوع الدعم المادي أيضاً، كالفتاة التي توجهت لاجتماع علماء المسلمين في اسطنبول بتركيا بقولها لهم أعيرونا مدافعكم لا مدامعكم، فالبكاء والمناحات لا تساعد البشر، فالدعم المادي أشد ما يحتاجه الناس في هذه الفترة لمداواة الجرحى وشراء الملابس والطعام والإغاثة ولشراء السلاح الذي يوجه به الطغيان".
وبين في هذا السياق أن "المسلمين قادرين على الدعم المادي، والبعض اليوم يقول أين نذهب بهذا المال لمن نسلمه؟؟... أقول لهم هناك الكثير من الحسابات أنشأت في البنوك لهذه الغاية بالإضافة إلى الكثير من الجمعيات والمنظمات الإغاثية، وفي كل بلد وكل مدينة بإمكانك أن تعرف الناس الثقة وهم بطرقهم الخاصة يوصلونه إلى من يستحقه بإذن الله".
وبين أن" العالم الآن كله مجمع وخاصة الدول المؤثرة على إسقاط النظام إذا ما استثنينا روسيا والصين وإيران التي تعتبر جزءاً من الواقع وجزء من النظام وليست فقط حليف وإنما هي مشارك جوهري في الموضوع".
وأعرب عن استغرابه من موقف هذه الدول، حيث أن "لها شراكات مع الدول العربية والإسلامية، وأظن أن الضغوط ستحدث تغيرا في موقفها لو مورست عليها ضغوط جادة".
وفي هذا السياق بين الشيخ العودة أن أوربا، وأمريكا ومعظم الدول الغربية، بما في ذلك تركيا، متفقون على ضرورة رحيل هذا النظام، ولكنهم مختلفون حول البديل، خاصة وأن سوريا متاخمة لإسرائيل وتعد من دول المواجهة، مشيرا إلى أنهم لا يريدون نظاما إسلاميا، إضافة إلى تخوفهم من حالة فراغ ، دون أن يكون هناك بديل جاهز.
دور علماء الدين
وحول دور علماء الدين ومشايخ الأمة في ما يحدث في سورية، قال الدكتور سلمان العودة "المشايخ والعلماء الذين لم يقبلوا عطايا الحاكم أو السلطان، هؤلاء لا تتلعثم ألسنتهم بكلمة الحق ويجب أن يكونوا نقطة تجتمع حولها الناس ويعملوا على مخاطبة مشاعر الشعب السوري، وتعزيز الدوافع والقوة الإيمانية في نفوسهم، وتذكيرهم بقيمة الشهادة ".
وبين أنه: "ينبغي على العلماء والدعاة والخطباء والمتحدثين أن يشحنوا أرواح المؤمنين في سورية بأنه لا رجعة عن هذه الثورة، وهذا السبيل الذي اختاره الشعب السورية لا رجعة فيه والرجعة هي انتحار وخراب ودمار، واستعادة لهذا النظام المجرم والظالم والبائس والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة لقوته، فلا بد من تعزيز القوة الإيمانية عند الناس، قوة التضحية والصبر والفداء".
وأشار إلى أنه "يقع على العلماء دور آخر ألا وهو دور جمع العالم على كلمة واحدة وتحقيق اللحمة بينهم، فالسوريين في هذه الأوقات تراهم يطالبون المعارضة السورية أينما كانت في مصر أو تركيا أو أينما كانت بالتوحد ويقولون لهم اتقوا الله فيمن يجبونكم ويراقبونكم وينتظرون مواقفكم ليل نهار ويحزنون من أجل أطفالكم ورجالكم ونسائكم، فلا بد أن تكونوا على مستوى المواجهة وعلى مستوى الحدث".
المعارضة السورية
وحذر د. العودة من أن الخلاف بين القوى الثورية من شأنه أن يؤجل ساعة الصفر، وسيستفيد منه النظام، مشددا على خطورة التسامي على المصلحة الخاصة، في هذا الوقت بالذات، وقال "حينما ألتقي بكثير ممن ينتمون إلى الثورة السورية أطالبهم بشدة ألا ينظروا إلى الثورة كأنها فرصة لتحقق رؤيتهم الخاصة، هذا مصدر الخطر والخطأ، ويجب معرفة أن الثورة هي مصلحة لجميع السوريين حتى الذين لم يشاركوا فيها دون أن يكونوا أيضا مع النظام حتى تكون رحمة لهم جميعاً".
وقال لهم : "بالنسبة للعالم الغربي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فلا شك أنه قد قرر زوال هذا النظام، إلا أن المشكلة ـ كما قلنا ـ هي في البديل والخوف من وجود حالة فراغ أو حالة فوضى، وبالتالي إذا استطعنا كمعارضة سورية أن نقدّم أنفسنا بشكل صحيح وقوي وموحَّد فهذا سيقطع الطريق على المتواطئين مع النظام السوري".
ضرورة التوحد
كما ناشد الدكتور العودة جميع الطوائف داخل سورية بالتوحد، وأن لا يفهم أن توحدهم في هذه المرحلة هو إلغاء لاختلافاتهم، فالاختلافات سوف تظل قائمة وإنما بعد سقوط هذا النظام يكون هناك احتكام على أسس معينة وإلى مواثيق العدالة والحرية والإنصاف والحقوق للجميع، بحيث لا يبغي أحد على أحد ولا يعتدي أحد على أحد، فالثورة مكسب للجميع.
ووصف الدكتور العودة توصيات مؤتمر جنيف الأخير بالهزيلة، وجدد دعوته للشعوب العربية والإسلامية لإيصال رسائل احتجاج أمام سفارات الدول الداعمة للنظام السوري، وقال إن موقف روسيا والصين سيء بما فيه الكفاية وتساءل أين الدور العربي والإسلامي من هذا الدور، مشيراً إلى انه ينبغي أن يكون هناك تحرك كبير ضد روسيا والصين وسفاراتهما في العالم على أن لا يكون عمل يتجاوز القانون، بحيث يشعر الروس والصينيين بأن مصالحهم باتت مهددة في المنطقة وأن الحكومة التي ستحل بعد سقوط النظام لن تنسى الموقف المخيب للروس، بينما يمكن التلويح للروس بأنهم إذا ما انسحبوا عن دعم النظام وتراجعوا عن مواقفهم الداعمة للإجرام في سورية يمكن للشعب السوري عندها أن يغفر لهم وأن يبدأ مرحلة جديدة وأن لا يكرروا خطأهم الاستراتيجي في ليبيا.
ونبه الدكتور العودة إلى أنه من الخطير والمؤسف جدا أن تزج الطائفة بنفسها مع النظام وتعتبر أن المعركة معركة حياة أو موت، بينما الثورة السورية أعلنتها منذ البداية أن معركتها مع النظام وليست مع علويين ولا مع أي طائفة أخرى، وللأسف هناك بصمات لجرائم من قبل ما يسمون بالشبيحة توحي فعلا بأن المعركة معركة حياة أو موت وهناك نوع من التطهير العرقي في بعض المناطق، لذلك أنا أطالب السوريين في هذه المرحلة بأن يتسامحوا.
وشدد على " أن هناك دول مثلاً تركيا وبعض دول الخليج ودول أخرى غربية مثل فرنسا أو غيرها مستعدة أن تمضي في دعم السوريين إلى ما لا نهاية". مشيرا إلى أن "العالم بدأ يحس بأن الثورة قطعت شوطاً وأصبحت تحرج النظام، خاصة مع الانشقاقات العسكرية التي بدأت تتوالى ويمكن أن تزيد ـ إن شاء الله ـ لتشهد الأيام القادمة انشقاقات نوعية".
زكاة المسلمين
واختتم د. العودة بضرورة أن يصبر السوريون ويصابروا، وأن ينتظروا الفرج من ربهم جل وعز، وألا ييأسوا من روح الله، الذي وعدهم بالنصر وقال: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، ودعا د. العودة المسلمين جميعاً إلى الوقوف الصادق مع إخوانهم في البلد المنكوب سوريا، وجدد دعوته إلى "تقديم الزكاة لمن كان يخرجها في رمضان لإخواننا في سوريا سواء استخدمت في أعمال إغاثية أو إنسانية أو غير ذلك من المصالح العامة التي يقدرها أهل الشأن".