كوفي
01-12-2013, 06:25 AM
ريم سليمان- سبق- جدة:
أثار عرض إحدى السيدات دفع مبلغٍ مالي لمَن يتقدّم للزواج منها، وعرض فتاة إماراتية الزواج على سعودي توسّمت فيه الأخلاق بمقابلٍ مادي، عاصفةً من ردود الأفعال بين مؤيدٍ ومعارضٍ، ولعل الأمر اللافت هو تهافت الرجال على الفوز بما اعتبروه "كنزاً ثميناً".
والسؤال الآن: هل يجوز للمرأة أن تعرض نفسها في سوق الزواج حتى إذا دفعت ما وراءها مقابل الحصول على زوجٍ وخوفاً من شبح العنوسة؟ وهل تغيّر "كتالوج الأنوثة" الذي اتسم طيلة عمره بالحياء والخجل، أم تعد صفقة العمر للرجل حصوله على "المال والزوجة" معا، أم أنها صفقة رخيصة تجرّد المرأة من أنوثتها وتفقد الرجل رجولته؟!
كينونة المرأة
رفضت المحاسبة تهاني الرحيمي إعلان المرأة عبر وسائل الإعلام عن طلبها للزواج ودفع المال مقابل ذلك، مؤكدة أنها وسيلة رخيصة جداً، ولا تتناسب مع كينونة المرأة، وقالت: أفضّل أن أبقى "عانس" عوضاً عن عرض نفسي في سوق أدفع لأحصل على ما أريد.
ووافقتها في الرأي المعلمة أحلام وقالت: هذه نماذج دخيلة وغريبة على المجتمع، وكم كنت أتمنى ألا تتناولها وسائل الإعلام، إلا أنها تبحث عن المادة الدسمة التي تلفت الانتباه، وتابعت: استعجب كثيراً من لهث الكثير من الرجال وراء تلك الإعلانات بحثا عن المادة، متعجبة من نظرة الرجل لنفسه وقتها.
عروس الملايين
من جهة أخرى، تواصل مع محرّرة "سبق" إحدى الشخصيات المعروفة في مجالها، وطلب التواصل مع العروس حتى ينال الكنز، بل وعد المحررة بإعطائها مقابلاً مادياً إذا استطاعت تسهيل الأمر له في التواصل المباشر مع عروس الملايين.
إغراء المال
رأى المستشار الأسري والنفسي الدكتور خالد الصغير، أن هذا النوع من الزواج الذي تعرض فيه المرأة المال مقابل الزواج يرفضه المجتمع، لا سيما أننا أمام مجتمعٍ محافظ على تقاليده منذ القدم، مشيراً إلى أن هذا النوع من الزواج يضرب بعرض الحائط جميع التقاليد والأعراف.
وأشار إلى أن هناك فئة قليلة من الشباب وجدوا أنفسهم محاصرين أمام هذا الزواج المغلف بالمال، حيث لا يستطيعون المقاومة لقوة العرض والإغراء، مؤكدا أن من يقبل بهذا الزواج ويستسلم ويرضخ له من باب الهزيمة النفسية، وقال: مَن ترخص نفسه هو من يلهف بالبحث عن هذه الأمور طمعاً ورغبة في المال وليس الزوجة والكيان الأسري.
وعن الأسباب التي تدفع المرأة قال الصغير: الدوافع كثيرة وتختلف من فتاة لأخرى فالبعض منهن ربما يعانين من خلل نفسي واضطرابات عقلية متعاقبة ومتراكمة طيلة سنوات مضت، مما استقر لديها انعدام ثقتها بنفسها، ومنهن من نما لديها حب التملك وحب السيطرة وحب الاحتكار للأشياء فليس لديها منفذٌ لتحقيق هذه الأمور إلا بالمال الذي تملكه ويفتقده غيرها.
زواج العبور
ووصف هذا الزواج بأنه زواج البورصة لدخول المال فيه، بل هو السبب الأول والجاذب لوجوده والدافع لحاجته، وربما نطلق عليه زواج العبور فهو أشبه بجسر العبور من الفقر إلى الغنى بالنسبة للرجل، وأما للمرأة فهو عبورٌ وتخطي مشكلة ما، مؤكدا أن هذا النوع من الزواج يقتل الحياء عند المرأة ويفتح أبواباً للشر ويخدش أنوثتها ورقتها وعاطفتها الجياشة، ويقلل من أهميتها ومن عطائها وفضلها.
وأوضح أن هذا الزواج يجمعه المال بالدرجة الأولى وهو بعيد كل البعد عن الأهداف الأساسية السامية والراقية للزواج ومنها الحب مثلاً الذي يؤلّف قلب الزوجين ويجمع بينهما، وقال: هذا الزواج جمعه المال وسيفرقه المال وما دخل المال في شيء، إلا وأثر في نفسيات المتعاملين به وربما لن ينتهي الموضوع عند دفع المال ومحاسبة كل طرف بما لديه وبما عليه، بل سيتطور إلى أمور أعظم وأخطر، مؤكدا أن الاختلاف على المال يتطور إلى أمورٍ متقدمة تقفز بصاحبها إلى الانتقام كالقتل، لأن الإنسان مجبول بطبعه على حبه وجمعه له، كما أنه يصعب عليه فراقه وتركه أو حتى التفريط فيه.
وقال المستشار النفسي: ربما يعد أحد حلول الهروب من العنوسة لو نظرنا إليه من زاوية أخرى، فالمرأة تريد أن تلحق بقطار الزواج الذي فاتها ولا تجلس "عانس" طيلة حياتها وهذا من حقها لأن يكون لديها أولاد وأسرة، بيد أن الحكم للناس يكون لظاهر الأشياء ومدلولاتها وعلامتها والتي تدل بدورها على أن مثل هذه الزواجات ليس لها إلا أهداف مقصودة. من جهة أخرى، يظل مرفوضاً ولا يعالج أي قضية من القضايا الاجتماعية سواء كانت العنوسة أو غيرها.
صفات الأنوثة
وحول التحليل النفسي للمرأة التي تقدم المال، قال الصغير: ليست أنثى تتحلى بصفات الأنوثة الجميلة الرائعة اللينة السهلة، فمن أول لقاءٍ بها أو حديثٍ معها سنكتشف أنها ليس لديها ثقة بنفسها ومهزوزة، بيد أنها تشعر بعقدة النقص لذا نجدها تبحث عن الكمال بأي طريقةٍ ولو على حساب الآخرين، كما أنها ليس لديها رضا نفسي داخلي ولا قناعة تامة بما عندها، مشيراً إلى أن المال يلعب دوراً مهماً في حياتها ولطالما تخيلت نفسها بالأميرة الوحيدة في زمنها. وأنهى المستشار النفسي حديثه مع "سبق" مؤكداً أن العلاقة بين الرجل والمرأة تكون عن طريق الزواج الصحيح الكامل بشروطه وأركانه وهي علاقة راقية متكاملة يكمل بعضهما بعضا فإذا انتهت هذه العلاقة وهذا الرقي انتهى معها كل شيء.
حظٌ من السماء
أما المأذون الشرعي عمر العاطفي، فرأى أن المجتمع الآن بات كبيراً جداً والجيران لا يعرفون بعضاً، حتى الأقارب يبتعدون عن بعضهم بعضا، ولذا بدأت بعض النساء تخاف على نفسها من الفتنة ما جعلها تلجأ وتبادر بعرض الزواج، مؤكدا أنه لا حرج في ذلك بل تُؤجر عليه.
وقال: هناك رجالٌ أكفاءٌ غير مقتدرين، وفي الطرف الآخر هناك نساءٌ مقتدرات وليس لديهن أزواجٌ، وفي هذه الحالة تبحث المرأة عن الزوج حتى لو دفعت، فهي تشتري أياماً وليالي بمقابل المال، لافتاً إلى أنه باب فتح ومتنفس للنساء، فكم من رجلٍ فقيرٍ في حاجة للمال، وأكد أن أهم ما يكون في الزواج هو الولي والقبول والإيجاب وطالما تمّ فلا ضرر في ذلك.
وأفاد بأن الزوج الذي سيقع عليه العين إنما هو "حظٌ أتى إليه من السماء"، كما أن المرأة ضعيفة وبحاجة إلى الحب والدفء والحياة الأسرية والمحرم والسند، مفيداً أن العنوسة أساس المشكلة، وكم من نساءٍ دفعن كل تكاليف الزواج حتى تربح بزوجٍ حتى إن أخفت على أسرتها أنها دفعت المال من أجل الزواج، فالحالات موجودة وبكثرة إلا أننا نغض الطرف عنها.
إثبات الرجولة
وأوضح العاطفي، أن هناك تعجباً في تصرف المرأة التي تعرض المال إعلامياً مقابل الزواج، وهي إما أن تكون جادةً ومحقةً وتبنت الأمر وعرضت نفسها، رغم أنه غير مقبول إعلامياً إلا أنه لا مانع شرعياً في ذلك، أما من تلعب بعقول الرجال فحسابها عند الله وعلى الجميع ملاحقتها.
وألقى برسالةٍ إلى الرجل الذي يتزوج المرأة ومالها، قائلا: على الرجل أن يكون زوجاً حقيقياً في بيته وعليه ألا يسمع ولا يطيع ولا يصبح صورةً أو منظراً فقط، بل يثبت رجولته وحقه في ذلك، حتى لا تكون هناك مهانة لرجولته.
كتالوج الأنوثة
فيما قسّمت مستشارة تمكين المرأة لبنى الغلاييني، طلب الزواج على جهتين، أولاهما مَن تعرّفت على شخص وأخلاقه وتراضت به وقبلت ظروفه وساعدته بالمال، حتى تستكمل الزواج، فهي تمتلك الشجاعة والثقة بأن تطلب من الرجل هذا الشيء وتساعده مادياً، واعتبرت مَن تقوم بذلك تملك وعياً كبيراً، إلا أن هناك خيطاً رفيعاً بين التنظير والواقع.
أما مَن لجأت للإعلام وتقدّمت بعرض زواج مقابل مبلغٍ مالي فرأته طريقة رخيصة جداً، حتى إن كان الهدف نبيل هو إقامة علاقةٍ زوجية، وقالت: نستطيع أن تستقرأ نتائج هذا الزواج إذا تم، والتي من أهمها ترخيص سوق النساء وامتهان المرأة وكرامتها، مؤكدة أن صفات الأنوثة اختلفت كثيراً في كتالوج 2012، مما أوقع هدراً للحياء والكرامة وكلاسيكيات الأنوثة المعروفة من قديم الأزل.
ووصفت المرأة التي تقدم على هذا التصرّف بأنها تمتلك شجاعة الرجولة وليست الأنوثة، وقالت: من الأفضل أن يستمر الرجل رجلاً والمرأة أنثى، ولا تختلط المعايير حتى تظل المرأة تتمتع بأهم ما يميزها وهي كلاسيكيات الأنوثة.
الشهرة الرخيصة
من جهتها قالت الإعلامية فادية الطويل، إنها تفضّل أن تكون "عانس" أفضل من أن تدفع مالاً مقابل الزواج، مشيرة إلى أن مَن تقوم بذلك فهي تبحث عن أكبر كم من الرجال لتختار بينهم ، وكأنهم لعبه أو في سوق وهي تختار.
ورفضت أن تبيع المرأة روحها وجسدها مقابل المال، واعتبرتها دعايةً إعلاميةً رخيصة، وأوضحت أن وسائل الإعلام تبحث عن المادة الدسمة التي تجذب عدداً كبيراً من القرّاء والمشاهدين، إلا أنها أوقعت نفسها فريسة سهلة للشهرة الرخيصة. ورأت أن مَن يوافق على هذا العرض يصعب أن ينتمي لجنس الرجولة بكل مسمياتها، مشيرة إلى أنها صفقةٌ مشبوهةٌ وفاشلة ونتائجها هي المهانة للمرأة العفيفة
أثار عرض إحدى السيدات دفع مبلغٍ مالي لمَن يتقدّم للزواج منها، وعرض فتاة إماراتية الزواج على سعودي توسّمت فيه الأخلاق بمقابلٍ مادي، عاصفةً من ردود الأفعال بين مؤيدٍ ومعارضٍ، ولعل الأمر اللافت هو تهافت الرجال على الفوز بما اعتبروه "كنزاً ثميناً".
والسؤال الآن: هل يجوز للمرأة أن تعرض نفسها في سوق الزواج حتى إذا دفعت ما وراءها مقابل الحصول على زوجٍ وخوفاً من شبح العنوسة؟ وهل تغيّر "كتالوج الأنوثة" الذي اتسم طيلة عمره بالحياء والخجل، أم تعد صفقة العمر للرجل حصوله على "المال والزوجة" معا، أم أنها صفقة رخيصة تجرّد المرأة من أنوثتها وتفقد الرجل رجولته؟!
كينونة المرأة
رفضت المحاسبة تهاني الرحيمي إعلان المرأة عبر وسائل الإعلام عن طلبها للزواج ودفع المال مقابل ذلك، مؤكدة أنها وسيلة رخيصة جداً، ولا تتناسب مع كينونة المرأة، وقالت: أفضّل أن أبقى "عانس" عوضاً عن عرض نفسي في سوق أدفع لأحصل على ما أريد.
ووافقتها في الرأي المعلمة أحلام وقالت: هذه نماذج دخيلة وغريبة على المجتمع، وكم كنت أتمنى ألا تتناولها وسائل الإعلام، إلا أنها تبحث عن المادة الدسمة التي تلفت الانتباه، وتابعت: استعجب كثيراً من لهث الكثير من الرجال وراء تلك الإعلانات بحثا عن المادة، متعجبة من نظرة الرجل لنفسه وقتها.
عروس الملايين
من جهة أخرى، تواصل مع محرّرة "سبق" إحدى الشخصيات المعروفة في مجالها، وطلب التواصل مع العروس حتى ينال الكنز، بل وعد المحررة بإعطائها مقابلاً مادياً إذا استطاعت تسهيل الأمر له في التواصل المباشر مع عروس الملايين.
إغراء المال
رأى المستشار الأسري والنفسي الدكتور خالد الصغير، أن هذا النوع من الزواج الذي تعرض فيه المرأة المال مقابل الزواج يرفضه المجتمع، لا سيما أننا أمام مجتمعٍ محافظ على تقاليده منذ القدم، مشيراً إلى أن هذا النوع من الزواج يضرب بعرض الحائط جميع التقاليد والأعراف.
وأشار إلى أن هناك فئة قليلة من الشباب وجدوا أنفسهم محاصرين أمام هذا الزواج المغلف بالمال، حيث لا يستطيعون المقاومة لقوة العرض والإغراء، مؤكدا أن من يقبل بهذا الزواج ويستسلم ويرضخ له من باب الهزيمة النفسية، وقال: مَن ترخص نفسه هو من يلهف بالبحث عن هذه الأمور طمعاً ورغبة في المال وليس الزوجة والكيان الأسري.
وعن الأسباب التي تدفع المرأة قال الصغير: الدوافع كثيرة وتختلف من فتاة لأخرى فالبعض منهن ربما يعانين من خلل نفسي واضطرابات عقلية متعاقبة ومتراكمة طيلة سنوات مضت، مما استقر لديها انعدام ثقتها بنفسها، ومنهن من نما لديها حب التملك وحب السيطرة وحب الاحتكار للأشياء فليس لديها منفذٌ لتحقيق هذه الأمور إلا بالمال الذي تملكه ويفتقده غيرها.
زواج العبور
ووصف هذا الزواج بأنه زواج البورصة لدخول المال فيه، بل هو السبب الأول والجاذب لوجوده والدافع لحاجته، وربما نطلق عليه زواج العبور فهو أشبه بجسر العبور من الفقر إلى الغنى بالنسبة للرجل، وأما للمرأة فهو عبورٌ وتخطي مشكلة ما، مؤكدا أن هذا النوع من الزواج يقتل الحياء عند المرأة ويفتح أبواباً للشر ويخدش أنوثتها ورقتها وعاطفتها الجياشة، ويقلل من أهميتها ومن عطائها وفضلها.
وأوضح أن هذا الزواج يجمعه المال بالدرجة الأولى وهو بعيد كل البعد عن الأهداف الأساسية السامية والراقية للزواج ومنها الحب مثلاً الذي يؤلّف قلب الزوجين ويجمع بينهما، وقال: هذا الزواج جمعه المال وسيفرقه المال وما دخل المال في شيء، إلا وأثر في نفسيات المتعاملين به وربما لن ينتهي الموضوع عند دفع المال ومحاسبة كل طرف بما لديه وبما عليه، بل سيتطور إلى أمور أعظم وأخطر، مؤكدا أن الاختلاف على المال يتطور إلى أمورٍ متقدمة تقفز بصاحبها إلى الانتقام كالقتل، لأن الإنسان مجبول بطبعه على حبه وجمعه له، كما أنه يصعب عليه فراقه وتركه أو حتى التفريط فيه.
وقال المستشار النفسي: ربما يعد أحد حلول الهروب من العنوسة لو نظرنا إليه من زاوية أخرى، فالمرأة تريد أن تلحق بقطار الزواج الذي فاتها ولا تجلس "عانس" طيلة حياتها وهذا من حقها لأن يكون لديها أولاد وأسرة، بيد أن الحكم للناس يكون لظاهر الأشياء ومدلولاتها وعلامتها والتي تدل بدورها على أن مثل هذه الزواجات ليس لها إلا أهداف مقصودة. من جهة أخرى، يظل مرفوضاً ولا يعالج أي قضية من القضايا الاجتماعية سواء كانت العنوسة أو غيرها.
صفات الأنوثة
وحول التحليل النفسي للمرأة التي تقدم المال، قال الصغير: ليست أنثى تتحلى بصفات الأنوثة الجميلة الرائعة اللينة السهلة، فمن أول لقاءٍ بها أو حديثٍ معها سنكتشف أنها ليس لديها ثقة بنفسها ومهزوزة، بيد أنها تشعر بعقدة النقص لذا نجدها تبحث عن الكمال بأي طريقةٍ ولو على حساب الآخرين، كما أنها ليس لديها رضا نفسي داخلي ولا قناعة تامة بما عندها، مشيراً إلى أن المال يلعب دوراً مهماً في حياتها ولطالما تخيلت نفسها بالأميرة الوحيدة في زمنها. وأنهى المستشار النفسي حديثه مع "سبق" مؤكداً أن العلاقة بين الرجل والمرأة تكون عن طريق الزواج الصحيح الكامل بشروطه وأركانه وهي علاقة راقية متكاملة يكمل بعضهما بعضا فإذا انتهت هذه العلاقة وهذا الرقي انتهى معها كل شيء.
حظٌ من السماء
أما المأذون الشرعي عمر العاطفي، فرأى أن المجتمع الآن بات كبيراً جداً والجيران لا يعرفون بعضاً، حتى الأقارب يبتعدون عن بعضهم بعضا، ولذا بدأت بعض النساء تخاف على نفسها من الفتنة ما جعلها تلجأ وتبادر بعرض الزواج، مؤكدا أنه لا حرج في ذلك بل تُؤجر عليه.
وقال: هناك رجالٌ أكفاءٌ غير مقتدرين، وفي الطرف الآخر هناك نساءٌ مقتدرات وليس لديهن أزواجٌ، وفي هذه الحالة تبحث المرأة عن الزوج حتى لو دفعت، فهي تشتري أياماً وليالي بمقابل المال، لافتاً إلى أنه باب فتح ومتنفس للنساء، فكم من رجلٍ فقيرٍ في حاجة للمال، وأكد أن أهم ما يكون في الزواج هو الولي والقبول والإيجاب وطالما تمّ فلا ضرر في ذلك.
وأفاد بأن الزوج الذي سيقع عليه العين إنما هو "حظٌ أتى إليه من السماء"، كما أن المرأة ضعيفة وبحاجة إلى الحب والدفء والحياة الأسرية والمحرم والسند، مفيداً أن العنوسة أساس المشكلة، وكم من نساءٍ دفعن كل تكاليف الزواج حتى تربح بزوجٍ حتى إن أخفت على أسرتها أنها دفعت المال من أجل الزواج، فالحالات موجودة وبكثرة إلا أننا نغض الطرف عنها.
إثبات الرجولة
وأوضح العاطفي، أن هناك تعجباً في تصرف المرأة التي تعرض المال إعلامياً مقابل الزواج، وهي إما أن تكون جادةً ومحقةً وتبنت الأمر وعرضت نفسها، رغم أنه غير مقبول إعلامياً إلا أنه لا مانع شرعياً في ذلك، أما من تلعب بعقول الرجال فحسابها عند الله وعلى الجميع ملاحقتها.
وألقى برسالةٍ إلى الرجل الذي يتزوج المرأة ومالها، قائلا: على الرجل أن يكون زوجاً حقيقياً في بيته وعليه ألا يسمع ولا يطيع ولا يصبح صورةً أو منظراً فقط، بل يثبت رجولته وحقه في ذلك، حتى لا تكون هناك مهانة لرجولته.
كتالوج الأنوثة
فيما قسّمت مستشارة تمكين المرأة لبنى الغلاييني، طلب الزواج على جهتين، أولاهما مَن تعرّفت على شخص وأخلاقه وتراضت به وقبلت ظروفه وساعدته بالمال، حتى تستكمل الزواج، فهي تمتلك الشجاعة والثقة بأن تطلب من الرجل هذا الشيء وتساعده مادياً، واعتبرت مَن تقوم بذلك تملك وعياً كبيراً، إلا أن هناك خيطاً رفيعاً بين التنظير والواقع.
أما مَن لجأت للإعلام وتقدّمت بعرض زواج مقابل مبلغٍ مالي فرأته طريقة رخيصة جداً، حتى إن كان الهدف نبيل هو إقامة علاقةٍ زوجية، وقالت: نستطيع أن تستقرأ نتائج هذا الزواج إذا تم، والتي من أهمها ترخيص سوق النساء وامتهان المرأة وكرامتها، مؤكدة أن صفات الأنوثة اختلفت كثيراً في كتالوج 2012، مما أوقع هدراً للحياء والكرامة وكلاسيكيات الأنوثة المعروفة من قديم الأزل.
ووصفت المرأة التي تقدم على هذا التصرّف بأنها تمتلك شجاعة الرجولة وليست الأنوثة، وقالت: من الأفضل أن يستمر الرجل رجلاً والمرأة أنثى، ولا تختلط المعايير حتى تظل المرأة تتمتع بأهم ما يميزها وهي كلاسيكيات الأنوثة.
الشهرة الرخيصة
من جهتها قالت الإعلامية فادية الطويل، إنها تفضّل أن تكون "عانس" أفضل من أن تدفع مالاً مقابل الزواج، مشيرة إلى أن مَن تقوم بذلك فهي تبحث عن أكبر كم من الرجال لتختار بينهم ، وكأنهم لعبه أو في سوق وهي تختار.
ورفضت أن تبيع المرأة روحها وجسدها مقابل المال، واعتبرتها دعايةً إعلاميةً رخيصة، وأوضحت أن وسائل الإعلام تبحث عن المادة الدسمة التي تجذب عدداً كبيراً من القرّاء والمشاهدين، إلا أنها أوقعت نفسها فريسة سهلة للشهرة الرخيصة. ورأت أن مَن يوافق على هذا العرض يصعب أن ينتمي لجنس الرجولة بكل مسمياتها، مشيرة إلى أنها صفقةٌ مشبوهةٌ وفاشلة ونتائجها هي المهانة للمرأة العفيفة