تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (العودة) يدعو لمواجهة فوضى خدمات الحج ويتساءل: هل يعقل أن تصبح الخيمة بمئات الآلاف؟


كوفي
11-04-2012, 10:35 PM
تواصل- متابعات:



دعا الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، إلى إعادة النظر في بعض مظاهر سوء الخدمات بموسم الحج، خاصة ما يتعلق بأزمة السكن والبنى التحتيَّة بمنى وعرفة ومزدلفة، التي أدت إلى المبالغة في إيجار الخيام القديمة في "منى" حتى وصلت لمئات الألوف.

وفي مقاله "قدر الحج" على صفحته بموقع "الإسلام اليوم"، أكد العودة أنَّ "خطبة الوداع النبويّة تضمّنت التأكيد على أصول الحقوق الإنسانية من الدماء والأموال والأعراض وغيرها"، متسائلاً: "هل نقبل أن تتحول هذه الشعيرة الربانيَّة إلى فرصة لإهدار هذه الحقوق بسبب الجهل، أو فقدان الوعي أو سوء التنظيم أو الانهماك في مخاوف متوقعة بدلاً من مخاوف واقعة أو ضيق النظرة الفقهيّة التي قد تحتاط للواجب أو السنة وتهدر الركن؟".

وتابع فضيلته، "لقد دافعنا فوضى السكن بمنى ببناء الخيام؛ فأصبحت منى أكبر مدينة خيام في العالم، متسائلاً "هل ستظل هذه الخيام القديمة بهيئتها تؤجر على الناس دون أي خدمات؟.. وهل يجوز تأجير المشاعر؟.. وهل يقبل أن تصبح قيمة الخيمة بمئات الألوف؟".

ودعا إلى ضرورة التوسع في البناء والخدمات قائلاً: "لم لا يتوسع في البناء والخدمات والبنى التحتيَّة بمنى وعرفة ومزدلفة؟ وهل سيقبل أحدنا شقة فاخرة كهدية إذا كانت تخلو من دورات المياه؟!".

وأوضح د. العودة أن "تشييد الأبنية والجسور والقطارات والمطارات مهم، ومهم جداً، إلا أنّ "إتقان فن إدارة الحشود أكثر أهمية حتى تؤتي هذه المنشآت أكلها وتحقق غايتها". وتابع: "حتى أدق التفاصيل؛ كنظافة الشارع، وحاويات القمامة، وتوفر الحلاقين و.. و.. يجب أن تكون مرسومة بإتقان حتى تبدو الصورة جميلة ومعبرة".

وتابع: "رأيت حطماً للمفترشين على أرصفة الجسور بمنى؛ وهم عائلات، ونساء، وصبيان؛ بقاؤهم مؤقت، وهم في منطقة لا تعوق سير الغادين والرائحين"، داعياً إلى "أن يتجه الجهد لتنظيم وجودهم، وتوفير البدائل، وتقديم الخدمات.. بدلاً من المطاردات التي تبوء بالفشل؛ إذ لا يزالون يغافلون الأمن ويعودون؛ لأنه لا بديل عندهم".

وأوضح: "من لم يكن له سكن بمنى يليق به- وبدون مقابل أو بمقابل معقول- فليس عليه مبيت، ويمكنه أن يبيت حيث شاء بعرفة أو بالعزيزية أو بمكة"، مشيراً إلى أن "الافتراش خلاف السنة، وهو ضرر صحي ولا يخلو من مخاطر، على أن النفوس لا تترك شيئاً إلا لشيء، واستخدام القوة يورث لدى الناس الغصة ويغرس الكراهية".

ولفت د. العودة إلى معاناة الحجيج بسبب سوء المعاملة أحياناً قائلاً: "رأيت بعض الموظفين يضايقون الحجاج حين يقفون للدعاء بعد رمي الجمرات، ويدفعونهم دون سبب وهم منخرطون في خشوع وتضرع، فيفسدون روحانيتهم بينما هم واقفون على السنة وبعيدون عن الطريق!"، معتبراً أن "الأوامر لها مقاصد إذا لم يفقهها الميداني كان ما يفسد أكثر مما يصلح".

وقال: "أخلاق المتعاملين مع الحجاج يجب أن تكون كريمة وبعيدة عن العسف والازدراء والقسوة، فهم وفد الله متلبّسون بنسك، وقد دفعوا أموالاً طائلة مقابل وصولهم، فيجب أن يحظوا بتقدير واحترام، ويعاملوا بمحبة، ويوجَّهوا بصبر".

وأكد، أن الإيمان بالقدر "لا يتنافى قط مع البحث عن أسباب المصيبة، والسعي الجاد لتلافي تكرارها، والشجاعة التامّة في تحمّل كل طرف لمسؤوليته أيّاً كان مقدارها وحجمها".

واختتم د. العودة مقاله بضرورة أن تكون هناك "رؤية إستراتيجية شاملة"، مبنية على "إسناد الأمر إلى كفاءات مدرَّبة، ولو من أي مكان في العالم، ومنع التدخل والتداخل والازدواجية، ومشاركة المدير والضابط والميداني والفقيه- على حدٍّ سواء- ضمن إطار مرسوم".