ابن تنباك: استقالات المسؤولين شجاعة أخلاقية.. نريد المزيد منها

[كوفي]

شقران الرشيدي- سبق- الرياض:



أكّد المفكر السعودي أ.د. مرزوق بن تنباك، أن استقالة المسئول الحكومي عندما يفشل في إنجاز المهام المطلوبة منه، "تعد شجاعة أخلاقية وإحساساً بالمسئولية الوطنية واحتراماً للمجتمع، وأن كثيراً من المسئولين يفتقدونها مع الأسف".

وقال لـ "سبق" في معرض حديثه عن استقالة بعض المسؤولين في بعض القطاعات أخيراً: "نطالب بمزيدٍ من الاستقالات عند عدم تحقيق الأهداف المطلوبة، وأن يكون اختيار المسؤول لتولي المنصب في مختلف القطاعات الحكومية لكفاءته وقدرته وشعوره بواجب المسؤولية، وعند فشله فيما يطمح إليه يكون لديه من الشجاعة ما يجعله يعلن استقالته، ويعترف بعدم قدرته على تحقيق متطلبات الوظيفة التي أسندت إليه وهذا يرفعه في عين الناس".

وأشار ابن تنباك إلى أن تعيين المسؤول الإداري لدينا إذا جاء فهو في كثير من الأحيان يعد - مع الأسف - هبة ومبرة به، وبالتالي لماذا يستقيل؟ فهو لم يأت أصلاً ولديه أهداف يسعى لتحقيقها، وإنما يأتي لملء المكان الشاغر له دون غيره، وهنا لا معنى للاستقالة - على حد وصف ابن تنباك - بل المعنى للبقاء والاستمرار.

وقال: "المسؤول عندنا لا يستقيل، ومن لا تساعده الحمية الوظيفية، والعصبية، البيروقراطية، ويعفى من عمله بعد يأس منه وأسف عليه، يعلن أنه بناءً على طلبه، وهو في الواقع لم يطلب غير البقاء، والدوام حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً".

ويؤكد ابن تنباك أن "الاستقالة في نظر المجتمعات المتقدمة حضارياً وإنسانياً، تعد رأياً وموقفاً والتزاماً، وكثير من المسؤولين لدينا ليس لديهم رأي ولا موقف ولا التزام وإنما هم مسيّرون لا مخيّرون، جاؤوا برغبة أو بغلطة، ويذهبون بمثلها أيضاً".

واعتبر أن "الموظف الذي يستقيل هو الموظف الذي جاء بشروط الوظيفة وواجباتها إليه وليس حاجته هو إليها، والموظف الذي يستقيل هو الرجل الذي يحاسبه ضميره أولاً، ويحاسبه المجتمع الذي يقدم الموظف له الخدمة ويكون لاستقالته معنى ولوجوده معنى مثله