كوفي
09-04-2012, 05:56 AM
الساعة - الرياض :
اجرت وكالة الانباء العراقية ( واع ) لقاءاً مهما وشاملا مع الاستاذ عوض العبدان رئيس حركة تحرير الجنوب وهي شخصية وطنية من جنوب العراق وتحديدا من محافظة البصرة التي تقع في اقصى الجنوب العراقي وتطرق االقاء لكل ظروف العمل الوطني في تلك المناطق ولنتابع هذا اللقاء الشيق
هل من الممكن أن تحدثنا عن حركة تحرير الجنوب ؟
( العبدان ) مع دخول الاحتلال الى العراق حل الموت والدمار والخراب في بلدنا ودخلت معه مفاهيم ومصطلحات لم نكن نتداولها في السابق مثل الطائفية والفدرالية والمحاصصة وغيرها من هذه الامور وفي منطقة الجنوب العراقي وتحديدا في محافظة البصرة وجدنا ان عمليات القتل طالت اغلب الشخصيات الوطنية من عشائر ووجهاء وعامة وايضا طال القتل اغلب الكفاءات العلمية واصحاب الشهادات وتحولت هذه المدينة المعروفة بطيبة اهلها الى مسرحا كبيرا للقتل والتهجير والتهريب ومشروعا للتقسيم وبعد البحث وجدنا ان ايران كانت هي من تقف وراء كل ذلك ولكن كان الجميع يخشى بطشها وميليشياتها وسلطتها ونفوذها عندها قررنا ان ندافع ان انفسنا ونوقف هذه الدولة عند حدها فشكلنا
حركة تحرير الجنوب التي هي حركة تحررية تأسست في محافظة البصرة وهي اول حركة تتشكل في البصرة بجهود بصرية خالصة ولها نشاط كبير في عموم العراق وخصوصا المنطقة الجنوبية وهي تؤمن بأن هناك احتلالا موجودا على الارض ومع كل احتلال لابد ان تكون هناك حركات للتحرر ولكن مايميز حركتنا انها استطاعت ان تقرأ الساحة بشكل صحيح وان توجه عملها ضد دولة محتلة للجنوب العراقي بشكل كامل وهي ايران التي لها نفوذ وسيطرة كاملة في مناطق الجنوب وماقامت به لايقل سوءا عما قام به المحتل الامريكي بل ان ايران تميزت عن دول الاحتلال الاخرى بانها قتلت الشعب العراقي باسم الدين والطائفة وسرقت المال والارض العراقية وتحيك المؤامرات ليل نهار من اجل تمزيق العراق واثارة الفتن فيه لذلك كان واجبا علينا التصدي لهذا الاحتلال الذي لايقل اذى عن الاحتلال الامريكي بل وتعداه بكثير
لماذا تحرير الجنوب فقط ؟
( العبدان ) اغلب الثورات في العالم تنطلق دائما من الجنوب وطبعا هذه ليست قاعدة ولكن هذا الامر شجعنا على ان نطلق شرارة التحرير من الجنوب وعندما يتحرك الجنوب وينتفض ويقاوم المحتل فان البلد بأكمله سيكون مسرحا للمقاومة والتحرير ولكن في جنوب العراق هناك خصوصية اخرى ففي الانبار مثلا هناك احتلال امريكي موجود ونشاهده من خلال الجنود الامريكان والعجلات والمعسكرات وهذا واضح جدا اما في الجنوب فبالاضافة الى الاحتلال الامريكي وطبعا كان ممثلا فترة من الفترات بالقوات البريطانية يوجد هناك احتلال اخر وهو الاحتلال الايراني وربما يعتقد البعض اننا نبالغ عندما نصف ايران بالدولة المحتلة ولكن كل ماينطبق على الاحتلال هو موجود في ايران لذلك نحن قررنا ان نبدأ معركة التحرير من الجنوب وايضا
نحن نعتقد ان النفوذ الايراني موجود في مناطق معينة وبنسب متفاوتة في العراق اما في الجنوب فالامر ليس مجرد نفوذ انه احتلال بكل معنى الكلمة فكل من ليس لديه ولاء الى ايران فانه لامكان له في الساحة ويتعرض الى الاعتقال والاغتيال وامور كثيرة لاتخطر على بال احد لذلك فأن الضرر الاكبر من الاحتلال الايراني هو في الجنوب وهذا ماجعلنا نصوب جل عملنا على هذه المنطقة اضافة الى انه هناك فصائل مقاومة تعمل في مناطق العراق الاخرى لكن للاسف لايوجد نشاط يذكر في جنوب العراق ونحن نرى ان بداية تحرير العراق تبدأ من الجنوب فلو تحرر الجنوب فانه سيكون بداية تحرير العراق فاطماع الاحتلال كلها مركزة على الجنوب وخيراته ولذلك تجدهم يرمون بكل ثقلهم في هذه المنطقة
هل التدخل الإيراني في الجنوب فقط ؟
( العبدان ) التدخل الايراني الان موجود في اقصى مدينة وقرية عراقية ولكن السيطرة الكاملة والنفوذ الكامل ومانسميه ( الاحتلال ) موجود في الجنوب العراقي وتحديدا البصرة ومشكلة الاحتلال الايراني انه لايريد السيطرة على الارض او مقدرات البلد بل ويريد السيطرة على الانسان العراقي فتراهم يقومون بغزو فكري كامل ويحاولون نشر ثقافتهم بكل مافيها من مفاهيم لاتتلائم مع مفاهيمنا وقيمنا العربية الا انهم يصرون على بث سمومهم في كل مكان ويبذلون في سبيل ذلك مجهودا كبيرا ولو سنحت لهم الفرصة كاملة وعملوا بحرية فسوف نرى النيران الفارسية توقد في بغداد والطقوس الزرداشتية تؤدى في كل مناطق العراق وستتغير العادات والتقاليد الموجودة الان ويحل محلها اطباع وعادات الفرس وهذا ما لانرضاه لاننا بلد عربي ولدينا حضارتنا ولدينا تاريخنا والتاريخ الفارسي لديه عقدة كبيرة من العرب لأنه كان سببا في اسقاط امبراطوريتهم في يوم من الايام وكانوا سببا في تغيير دينهم فالعقلية الفارسية لاتريد للعربي ان يكون هو صاحب القرار وصاحب القيادة انما تريد اعادة الامبراطورية الفارسية من جديد ولو بلباس ديني واسلامي لذلك عندما تقرأ التاريخ تجد ان كل الفتن الاسلامية جاءت من بلاد فارس ولحد يومنا هذا
ماهو دور القنصل الإيراني في البصرة ؟
( العبدان ) القنصل الايراني في البصرة هو الحاكم الرسمي والفعلي للبصرة والجنوب وغالبا عندما تحدث مشاكل كبيرة بين الاحزاب المهيمنة والموالية لايران على المناصب فان الحل دائما يكون في القنصلية الايرانية اضافة الى ان القنصل هو من يقوم برسم سياسة الاحزاب الموالية لحكومته وهو من يوجهها بالعمل وهو من يقول لهم انفتحوا على فلان او انغلقوا على فلان فالقنصل الايراني موقعه في البصرة يشبه الى حد كبير موقع السفير الامريكي في بغداد بل ان القنصل الايراني اكثر تأثيرا واكثر سيطرة على عملائه ومن يرضى عنه القنصل الايراني فقد فتحت له كل المجالات ومن لايرضى عنه فانه دائما يكون في قوائم من يجب التخلص منهم
كيف تنظرون بتأثير الحكومة الإيرانية على حكومات المنطقة الخضراء ؟
( العبدان ) ايران هي اكثر جهة استفادت من الاحتلال الامريكي فهي وبدون ان تقدم جندي واحد استطاعت احتلال بلدا بالكامل وهي مفارقة عجيبة فالمعروف ان امريكا وايران على خلاف او هكذا
يبدو - رغم اننا نعتقد غير ذلك - فكيف بايران تحتل العراق بجيوش امريكية فالواضح الان ان هناك صراعا كبيرا بين ايران وامريكا على النفوذ بالعراق ولكن امريكا لديها جيش كبير وايران ليس لديها جندي واحد فكيف يكون الحال هكذا
نحن نعتقد ومنذ فترة طويلة ان هناك تنسيقا كبيرا وعلى اعلى المستويات بين الولايات المتحدة وايران وان الشعارات التي ترفعها ايران بعدائها للغرب واسرائيل هي كذبة كبيرة والدليل ان ايران ورغم ان حكامها الان اصبح لهم اكثر من 30 عاما في حكم جمهورية اسلامية تناصب العداء لاسرائيل الا انها لم تطلق رصاصة واحدة ضدها بالعكس وجهت رصاصاتها بوجه العراق والبحرين والكويت واليمن وكل الدول العربية فالحقيقة التي لامناص منها ان ايران عدوها الاول والاخير هم العرب وليس الغرب واسرائيل وحقيقة يجب ان يعلمها جميع العرب شعوبا وحكاما ان ايران لاتحب اي شيء عربي بل وتعمل المستحيل من اجل اذكاء الفتن في هذه البلدان وقلناها سابقا ونقولها الان ان هناك خلايا نائمة تعمل لصالح ايران موجودة في كل قطر عربي وتنتظر هذه الخلايا الوقت المناسب للخروج العلني وهذا الامر لاحظناه في اليمن والكويت والسعودية والجزائر والمغرب والسودان واماكن اخرى كثيرة بل وان بعض الدول العربية تعرف ولديها معلومات وصور وادلة على وجود تنظيمات ايرانية داخل بلدانها ومسلحين ولكنها لاتتخذ اي اجراء فالذي نريد الوصول اليه هو حقيقة ثابتة لامفر منها ان ايران هي عدو العرب رقم واحد وهي الافعى التي يجب قطع رأسها عندها لن تكون هناك مشاكل داخل بلداننا العربية الداخلية
ماهو موقفكم من الفدرالية ؟
( العبدان ) الفدرالية نظام اداري القصد منه سحب بعض الصلاحيات من المركز واعطائه للاقليم وفي هذا حمل ثقل كبير عن كاهل المركز وتقوم الادارة المحلية بالقيام به بدلا عنها وفي هذا العمل توفير للوقت والجهد والمال ولكن الفدرالية المطروحة في العراق ليست كذلك ان مايطرح الان من فدراليات هي لخلق اقاليم طائفية وحزبية يكون ولائها الى ايران وهذا مرفوض جملة وتفصيلا اضافة الى ان هذه المشاريع المطروحة تحمل نوايا خبيثة وتريد تقسيم العراق لذلك نعتقد ان الاقاليم والفدرالية هي بداية تقسيم العراق
ماذا كان دوركم في الدعوة الى فدرالية البصرة ؟ وهل هذا المشروع مازال قائما ؟
( العبدان ) كنا نعلم ومنذ البداية ان مشروع الفدرالية سيفشل لان ثقتنا باهلنا في البصرة كان ولازال كبيرا وللعلم ان المشروع ليس جديدا فسبق ان طرح عام 2005 مشروع اقليم الجنوب والذي يشمل ثلاث محافظات ووقفنا حينها بوجه هذا المشروع بقوة كبيرة وافشلناه بعد ان هددنا ان اقامته معناها نهايتنا ونهايتهم وايضا المشروع الاخير فشل فشلا ذريعا ولعدة اسباب ولم يعد هذا المشروع قائما من جانبه ولكن هناك جهات اخرى الان تريد اعادة طرح هذا المشروع من جديد وقد وقفنا ضدهم حتى قبل اعلانهم عن نواياهم ورغم انهم حاولوا شراء موقفنا بمناصب واموال الا اننا رفضا رفضا قاطعا ونعتقد ان شعب البصرة شعب واعي ولديه وقاية ولدت معه بالفطرة ولن يسمح بان يكون مساهما في تقسيم العراق
في ظل هذه الهيمنة الايرانية الكاملة لمناطقكم كيف تعملون ؟ وكيف تحمون انفسكم ؟
( العبدان ) نحن نعاني معاناة كبيرة في عملنا ففي البداية كان يمكن لاي شخص ان يوجه نقد او اتهام لاي جهة سياسية بالعراق اما ان توجه نقد الى ايران فهذا خط احمر لايمكن ولايسمح لاي جهة ان تقوم به ولكننا اردنا كسر هذا الطوق وهذا الحاجز وقمنا بعمل كبير من خلاله كشفنا الخطط الخبيثة الايرانية التي تحيك المؤامرات المستمرة للعراق وشعبه فما كان من ايران الا ان وضعتنا في القائمة السوداء والتي تعني التخلص منا وفعلا قاموا باغتيال عدد ليس قليل من انصارنا وحاولوا اغتيالنا شخصيا اكثر من مرة وفي اماكن متعددة ولكن الله سلم وقاموا بتلفيق التهم ضدنا ونشر الاشاعات الكاذبة والتي كان القصد منها تشويه سمعتنا بل ووصل الحد بهم الى اختطاف احد اطفالي كل هذه الامور لم تثنينا عن مواصلة العمل ونحن نعتقد انهم بعد ان يأسوا من التخلص منا لمشيئة يعلمها الله فانهم الان يبثون كلام القصد منه ان هذه الحركة وقيادتها ليسوا مهمين وليسوا مؤثرين ولايستحقون ان نبذل معهم اي عمل لاسكاتهم وقبلها طبعا حاولوا وبكل الطرق شراء ذممنا باموال طائلة ومرة قالوها وبصريح العبارة (( كونوا معنا وسنريكم من هو اكرم العرب ام العجم )) والقصد منه انهم يريدون اعطائنا اموال كثيرة اعتقادا منهم ان العرب يمولوننا بالاموال وهذا الامر الذي كانوا فيه بقمة الغباء اذ لاتوجد ولااي دولة عربية مدت يدها لنا يوما بل ولم تسأل عنا اصلا
على ذكر الدول العربية ماذا ترون في الموقف العربي من العراق ؟
ان مايميز ايران عن العرب ان ايران تملك مشروعا وتعمل على تحقيقه وهذا المشروع هو توسعي وبالنهاية سيكون احتلالي والنتيجة النهائية لهذا الحلم هو اعادة الامبراطورية الفارسية لذلك تجد ايران لاتدخر وسعا في نشر عملائها في اي بقعة صالحة او غير صالحة للعمل ولاحظنا في الفترة الاخيرة ان عملاء ايران في بعض الدول اصبحت لهم قوة كبيرة ففي العراق اصبحوا هم قيادات البلد ولاول مرة نسمع عن نفوذ ايراني في السعودية ونفوذ اقوى في الكويت وجيش كامل في اليمن وخلايا في مصر واخرى في المغرب وغيرها وغيرها الكثير كل هذا يدل ان ايران الان لديها خيوط في كل مكان في العالم العربي ورغم كل هذا فان الدول العربية لحد الان لم تحزم امرها ولم تتخذ موقفا قويا وموحدا لهذا الموضوع اعتقادا من كل دولة ان الخطر لازال بعيدا عنها ولايعلمون ان السرطان الايراني سينتشر في كل مفاصل الجسم العربي اذا لم نستأصله وايران سعيدة جدا بهذا التشتت العربي وكان المفروض من العرب تناسي كل خلافاتهم وتوحيد موقفهم من قضية ايران وكان يجب عليهم ان تكون لديهم بصمة واضحة في جنوب العراق فلاتستغربوا انه بعد فترة من الزمن يتوجه كل ابناء الجنوب الى ايران ويذوبوا في المجتمع الايراني كما ذاب عرب الاحواز المحتلة والجواب الذي ستجده عند سؤالك اياهم سيكون واحدا وهو ان العرب قد تخلوا عنا وايران فتحت كل اذرعتها لنا فهل يريد العرب ان نصل الى هذا الوضع
ماهو موقف الكويت منكم خاصة انكم حركة قوية في البصرة والكويت مهتمة جدا بموضوع البصرة ؟
( العبدان ) دائما الشعوب هي من تدفع اخطاء قياداتها ولم تكن قضية الكويت والمشكلة التي نشبت عام 1990 تستحق احتلال بلدا مهما في المنطقة معترف به من كل دول العالم خاصة ان الكويت كان لديها موقف مشرف وقوي وعروبي اصيل خلال حرب الثماني سنوات مع ايران وكانت الكويت قد اعطت مجالها الجوي والبري كله بيد القوات العراقية اثناء الحرب ورغم ماحدث من خلاف بعد انتهاء الحرب وبغض النظر عمن كان السبب والمسبب فلم يكن من المفروض ان تصل القضية الى استباحة ارض وشعب دولة باكملها وكلنا يعرف ان الجيوش عندما تدخل بلدا فانها تفسدها وتجعل اعزة اهلها اذلة لذلك كانت الكويت ولازالت تتعامل بحذر مع القوى الوطنية في العراق عموما والجنوب خصوصا والبصرة على الاخص لانها ترى في الاحزاب الدينية احزابا تبيع كل شيء من اجل مصالحها بينما القوى الوطنية فهي صاحبة مبدأ وثبات ونحن كنا ولازلنا على مبدأنا وثباتنا ولكننا نكن كل الاحترام والتقدير للكويت ارضا وحكومة وشعبا ونتمنى لهم كل خير وثوابتنا لاتتنافى مع وحدة الكويت ولا مع مصالح الكويت بالعكس نحن اقرب فكرا وروحا الى الكويت من الاحزاب الطائفية لاننا صادقين في تعاملنا ولسنا مرتزقة ورغم محاولات التقارب بيننا الا ان الكويت لازالت ترى ان الوقت لم يحن بعد للانفتاح علينا ونحن نقول لها ولكل الدول العربية باننا جزء منكم وانتم جزء منا فنحن تجمعنا قومية واحدة ودين مشترك بل وعاداتنا وتقاليدنا في البصرة هي اقرب من الجميع الى الكويت
ماهي مصادر تمويلكم ؟
( العبدان ) للاسف الشديد ان موضوع التمويل هو الذي يقيد عملنا فنحن لدينا نشاطات كبيرة جدا نريد العمل بها ولكن نقص التمويل هو من يقف عائقا امامها ولحد هذه اللحظة لم نتلقى اي دعم من اي جهة لامحلية ولاعربية وقد يستغرب البعض من هذا الكلام اذ كيف ان عملا بهذا الحجم والذي يقف بوجه اعتى دولة بالمنطقة وبدون تمويل ولكنني سأذكر لكم حادثة تقرب الصورة اكثر ففي حملة مقاطعة المنتجات الايرانية الاولى التي اطلقناها في البصرة كانت تحتاج الى مجهود كبير واموال كثيرة وقد خاطبنا جهات عديدة من اجل الوقوف معنا لكن للاسف الجميع ادار ظهره عنا فقررنا ان نقوم بالعمل بمجهودنا الخاص وبالامكانيات المتاحة فاذكر ان الكثير من متطلبات الحملة كنا نعملها في منزلنا وبأيادي المتطوعين وعندما اطلقنا الحملة سرت شائعات بأن الحملة ممولة من دولة عربية بملايين الدولارات وعندما سمعنا ذلك ضحكنا كثيرا لان الحملة لم نصرف عليها الا مبلغ بسيط جدا لان كل العمل قمنا به بايدينا وبجهودنا الذاتية البسيطة حتى اننا لم نعلم لحد الان من هي الدولة التي قصدوا انها قدمت دعما لنا وفي الحملة الثانية واجهنا صعوبة اكثر كون الخناق قد ضيقوه علينا اكثر فكنا نحتاج الى موارد اكثر فهنا قمنا بجمع تبرعات من اعضاء الحركة واذكر ان احدهم قام ببيع (( اللابتوب )) خاصته لكي يساهم في التمويل اما في الحملة الثالثة وبما ان الموضوع اصبح صعبا وخطيرا فاننا ناشدنا الجميع وتكلمنا مع العديد من الشخصيات ( الوطنية ) وبعضها من اصحاب الملايين كي يمولوا هذه الحملة وقمنا بارسال رسائل الى عدد كبير من هذه الشخصيات ومستعدين لذكر اسمائهم ولكنهم للاسف كلهم وبلا استثناء لم يستجيبوا لنا ولم يقدموا فلسا واحدا لنا رغم ادعائهم بالوطنية وانهم اصحاب مشروع وطني لذلك اضطررنا الى الغاء الحملة التي ارعبت ايران كثيرا والتي عرضت علينا مرة وكالات تجارية عديدة وكثيرة من الشركات والمصانع الايرانية مقابل ايقاف الحملة ولكننا رفضنا وهذا العام لم نستطع اطلاقها كالعادة السنوية بسبب ضعف الموارد فكانت هدية مجانية لايران
وهذا الامر ينطبق على كل نشاط نقوم به فاننا نعاني من تكاليفه ونبذل مجهودا كبيرا في توفير المستلزمات اكثر من تحضير الموضوع المطروح وهذا هو حالنا وحال تمويلنا الذي وللأسف الشديد هو العائق الاكبر امام عملنا ولو توفرت لدينا امكانيات مثلما توفر للبعض لاستطعنا تغيير خارطة الجنوب العراقي بشكل كبير وخلال فترة قياسية ولكننا مع هذا نشعر براحة الضمير اذ انه لم يبق لدينا اي شيء ممكن ان نقدمه للوطن وبخلنا به بينما الاخرين يملكون الملايين ويبخلون بالفتات من اجل وطنهم الذي يتاجرون به وباسم الوطنية
ماهو وضع اهل السنة في البصرة ؟
( العبدان ) السنة في البصرة هم جزء من المجتمع البصري عاشوا على هذه الارض الطيبة متجاورين متاخين سنينا طويلة ولم يكن ينظر الى هذا الشخص من اي طائفة او دين حتى ان المسيحيين والصابئة كانوا موجودينا ايضا ولم يكن هناك اي تفرقة او ضغينة بين اي جهة واخرى ولكن ما ان احتلت ايران البصرة حتى ظهرت هذه الامور وبدأت تأخذ منحى خطير واصبح هناك همس ولغط وسباب وكلها فتنة صنعتها ايران فكانت الهجمة كبيرة من قبل الميليشيات على اهل السنة فاضطر عدد كبير جدا منهم الى مغادرة البصرة بل ان البعض منهم كان يريد الفرار باسرع وقت بعد ان طال الموت او التهديد اهله واقاربه لذلك تجد ان السنة اليوم نسبتهم في البصرة لم تعد تتعدى ال 20 % بينما كانت في وقت سابق تصل الى 60 % ولكن يبقى اهل السنة ورغم الظروف التي اجبرتهم على المغادرة جزءا مهما من كيان المجتمع البصري ولم تنالهم كل المحاولات التي كانت تريد منهم ان يكونوا متطرفين وتابعين لحزب اعتبر نفسه ممثلا عنهم لكنهم رفضوه رفضا قاطعا وكانوا ضمن المشروع الوطني لاعقين جراحهم من اجل الوطن
كيف تنظرون إلى الأوضاع العامة في العراق ؟
( العبدان ) لايمكن ان تكون الاوضاع جيدة بوجود الاحتلال فلم يشهد التاريخ ان احتلالا جاء الى بلد واحتله ونعم هذا البلد بالامن والاعمار والعيشة الرغدة فكل احتلال يصاحبه بالفطرة موت ودمار وخوف وفوضى وهذا مانعيشه الان فمادام الاحتلال موجود فلاوجود لاي حالة طبيعية في العراق وهناك من يعتقد ان خروج الاحتلال بهذه الاوضاع ستجعل الوضع سيء الا اننا نؤكد انه سيكون افضل بكثير لانك استطعت التخلص من جهة معادية وبالتالي التوجه الى الجهات الاخرى ويكون العدو عندها واضح جدا امامك بعد ان يكشر عن انيابه
من تقصد بالاحتلال هنا ؟
( العبدان ) الاحتلال هو كل اجنبي يفرض قراره عليك وهذا الامر في الجنوب ينطبق على ايران بشكل اكبر وطبعا الاحتلال الاجنبي الاخر المتمثل بالامريكي والبريطاني
ماهو الحل الأمثل للمعضلة العراقية برأيكم ؟
( العبدان ) الوحدة الوطنية والثبات على هذا الموقف هو الحل الامثل فالعدو يحاول وبكل الطرق احداث شرخ في وحدتنا الوطنية ورغم انه استطاع ان يحدث فجوات هنا وهناك لكن النسيج العام بقي متماسكا رغم المحاولات الكبيرة التي بذلها المحتل والمؤامرات التي قام بها والتي لو حدث ربع ماحدث للعراق في اي بلد اخر فانه بالتأكيد سيكون الان في طي النسيان لكن العراق وشعبه بقيا ثابتين يترنحون احيانا من الضربات المتتالية التي توجه لهم لكنهم والحمد لله لم يسقطوا
فرهاننا الاول والاخير على الوحدة الوطنية والثبات على هذا الموقف
اجرت وكالة الانباء العراقية ( واع ) لقاءاً مهما وشاملا مع الاستاذ عوض العبدان رئيس حركة تحرير الجنوب وهي شخصية وطنية من جنوب العراق وتحديدا من محافظة البصرة التي تقع في اقصى الجنوب العراقي وتطرق االقاء لكل ظروف العمل الوطني في تلك المناطق ولنتابع هذا اللقاء الشيق
هل من الممكن أن تحدثنا عن حركة تحرير الجنوب ؟
( العبدان ) مع دخول الاحتلال الى العراق حل الموت والدمار والخراب في بلدنا ودخلت معه مفاهيم ومصطلحات لم نكن نتداولها في السابق مثل الطائفية والفدرالية والمحاصصة وغيرها من هذه الامور وفي منطقة الجنوب العراقي وتحديدا في محافظة البصرة وجدنا ان عمليات القتل طالت اغلب الشخصيات الوطنية من عشائر ووجهاء وعامة وايضا طال القتل اغلب الكفاءات العلمية واصحاب الشهادات وتحولت هذه المدينة المعروفة بطيبة اهلها الى مسرحا كبيرا للقتل والتهجير والتهريب ومشروعا للتقسيم وبعد البحث وجدنا ان ايران كانت هي من تقف وراء كل ذلك ولكن كان الجميع يخشى بطشها وميليشياتها وسلطتها ونفوذها عندها قررنا ان ندافع ان انفسنا ونوقف هذه الدولة عند حدها فشكلنا
حركة تحرير الجنوب التي هي حركة تحررية تأسست في محافظة البصرة وهي اول حركة تتشكل في البصرة بجهود بصرية خالصة ولها نشاط كبير في عموم العراق وخصوصا المنطقة الجنوبية وهي تؤمن بأن هناك احتلالا موجودا على الارض ومع كل احتلال لابد ان تكون هناك حركات للتحرر ولكن مايميز حركتنا انها استطاعت ان تقرأ الساحة بشكل صحيح وان توجه عملها ضد دولة محتلة للجنوب العراقي بشكل كامل وهي ايران التي لها نفوذ وسيطرة كاملة في مناطق الجنوب وماقامت به لايقل سوءا عما قام به المحتل الامريكي بل ان ايران تميزت عن دول الاحتلال الاخرى بانها قتلت الشعب العراقي باسم الدين والطائفة وسرقت المال والارض العراقية وتحيك المؤامرات ليل نهار من اجل تمزيق العراق واثارة الفتن فيه لذلك كان واجبا علينا التصدي لهذا الاحتلال الذي لايقل اذى عن الاحتلال الامريكي بل وتعداه بكثير
لماذا تحرير الجنوب فقط ؟
( العبدان ) اغلب الثورات في العالم تنطلق دائما من الجنوب وطبعا هذه ليست قاعدة ولكن هذا الامر شجعنا على ان نطلق شرارة التحرير من الجنوب وعندما يتحرك الجنوب وينتفض ويقاوم المحتل فان البلد بأكمله سيكون مسرحا للمقاومة والتحرير ولكن في جنوب العراق هناك خصوصية اخرى ففي الانبار مثلا هناك احتلال امريكي موجود ونشاهده من خلال الجنود الامريكان والعجلات والمعسكرات وهذا واضح جدا اما في الجنوب فبالاضافة الى الاحتلال الامريكي وطبعا كان ممثلا فترة من الفترات بالقوات البريطانية يوجد هناك احتلال اخر وهو الاحتلال الايراني وربما يعتقد البعض اننا نبالغ عندما نصف ايران بالدولة المحتلة ولكن كل ماينطبق على الاحتلال هو موجود في ايران لذلك نحن قررنا ان نبدأ معركة التحرير من الجنوب وايضا
نحن نعتقد ان النفوذ الايراني موجود في مناطق معينة وبنسب متفاوتة في العراق اما في الجنوب فالامر ليس مجرد نفوذ انه احتلال بكل معنى الكلمة فكل من ليس لديه ولاء الى ايران فانه لامكان له في الساحة ويتعرض الى الاعتقال والاغتيال وامور كثيرة لاتخطر على بال احد لذلك فأن الضرر الاكبر من الاحتلال الايراني هو في الجنوب وهذا ماجعلنا نصوب جل عملنا على هذه المنطقة اضافة الى انه هناك فصائل مقاومة تعمل في مناطق العراق الاخرى لكن للاسف لايوجد نشاط يذكر في جنوب العراق ونحن نرى ان بداية تحرير العراق تبدأ من الجنوب فلو تحرر الجنوب فانه سيكون بداية تحرير العراق فاطماع الاحتلال كلها مركزة على الجنوب وخيراته ولذلك تجدهم يرمون بكل ثقلهم في هذه المنطقة
هل التدخل الإيراني في الجنوب فقط ؟
( العبدان ) التدخل الايراني الان موجود في اقصى مدينة وقرية عراقية ولكن السيطرة الكاملة والنفوذ الكامل ومانسميه ( الاحتلال ) موجود في الجنوب العراقي وتحديدا البصرة ومشكلة الاحتلال الايراني انه لايريد السيطرة على الارض او مقدرات البلد بل ويريد السيطرة على الانسان العراقي فتراهم يقومون بغزو فكري كامل ويحاولون نشر ثقافتهم بكل مافيها من مفاهيم لاتتلائم مع مفاهيمنا وقيمنا العربية الا انهم يصرون على بث سمومهم في كل مكان ويبذلون في سبيل ذلك مجهودا كبيرا ولو سنحت لهم الفرصة كاملة وعملوا بحرية فسوف نرى النيران الفارسية توقد في بغداد والطقوس الزرداشتية تؤدى في كل مناطق العراق وستتغير العادات والتقاليد الموجودة الان ويحل محلها اطباع وعادات الفرس وهذا ما لانرضاه لاننا بلد عربي ولدينا حضارتنا ولدينا تاريخنا والتاريخ الفارسي لديه عقدة كبيرة من العرب لأنه كان سببا في اسقاط امبراطوريتهم في يوم من الايام وكانوا سببا في تغيير دينهم فالعقلية الفارسية لاتريد للعربي ان يكون هو صاحب القرار وصاحب القيادة انما تريد اعادة الامبراطورية الفارسية من جديد ولو بلباس ديني واسلامي لذلك عندما تقرأ التاريخ تجد ان كل الفتن الاسلامية جاءت من بلاد فارس ولحد يومنا هذا
ماهو دور القنصل الإيراني في البصرة ؟
( العبدان ) القنصل الايراني في البصرة هو الحاكم الرسمي والفعلي للبصرة والجنوب وغالبا عندما تحدث مشاكل كبيرة بين الاحزاب المهيمنة والموالية لايران على المناصب فان الحل دائما يكون في القنصلية الايرانية اضافة الى ان القنصل هو من يقوم برسم سياسة الاحزاب الموالية لحكومته وهو من يوجهها بالعمل وهو من يقول لهم انفتحوا على فلان او انغلقوا على فلان فالقنصل الايراني موقعه في البصرة يشبه الى حد كبير موقع السفير الامريكي في بغداد بل ان القنصل الايراني اكثر تأثيرا واكثر سيطرة على عملائه ومن يرضى عنه القنصل الايراني فقد فتحت له كل المجالات ومن لايرضى عنه فانه دائما يكون في قوائم من يجب التخلص منهم
كيف تنظرون بتأثير الحكومة الإيرانية على حكومات المنطقة الخضراء ؟
( العبدان ) ايران هي اكثر جهة استفادت من الاحتلال الامريكي فهي وبدون ان تقدم جندي واحد استطاعت احتلال بلدا بالكامل وهي مفارقة عجيبة فالمعروف ان امريكا وايران على خلاف او هكذا
يبدو - رغم اننا نعتقد غير ذلك - فكيف بايران تحتل العراق بجيوش امريكية فالواضح الان ان هناك صراعا كبيرا بين ايران وامريكا على النفوذ بالعراق ولكن امريكا لديها جيش كبير وايران ليس لديها جندي واحد فكيف يكون الحال هكذا
نحن نعتقد ومنذ فترة طويلة ان هناك تنسيقا كبيرا وعلى اعلى المستويات بين الولايات المتحدة وايران وان الشعارات التي ترفعها ايران بعدائها للغرب واسرائيل هي كذبة كبيرة والدليل ان ايران ورغم ان حكامها الان اصبح لهم اكثر من 30 عاما في حكم جمهورية اسلامية تناصب العداء لاسرائيل الا انها لم تطلق رصاصة واحدة ضدها بالعكس وجهت رصاصاتها بوجه العراق والبحرين والكويت واليمن وكل الدول العربية فالحقيقة التي لامناص منها ان ايران عدوها الاول والاخير هم العرب وليس الغرب واسرائيل وحقيقة يجب ان يعلمها جميع العرب شعوبا وحكاما ان ايران لاتحب اي شيء عربي بل وتعمل المستحيل من اجل اذكاء الفتن في هذه البلدان وقلناها سابقا ونقولها الان ان هناك خلايا نائمة تعمل لصالح ايران موجودة في كل قطر عربي وتنتظر هذه الخلايا الوقت المناسب للخروج العلني وهذا الامر لاحظناه في اليمن والكويت والسعودية والجزائر والمغرب والسودان واماكن اخرى كثيرة بل وان بعض الدول العربية تعرف ولديها معلومات وصور وادلة على وجود تنظيمات ايرانية داخل بلدانها ومسلحين ولكنها لاتتخذ اي اجراء فالذي نريد الوصول اليه هو حقيقة ثابتة لامفر منها ان ايران هي عدو العرب رقم واحد وهي الافعى التي يجب قطع رأسها عندها لن تكون هناك مشاكل داخل بلداننا العربية الداخلية
ماهو موقفكم من الفدرالية ؟
( العبدان ) الفدرالية نظام اداري القصد منه سحب بعض الصلاحيات من المركز واعطائه للاقليم وفي هذا حمل ثقل كبير عن كاهل المركز وتقوم الادارة المحلية بالقيام به بدلا عنها وفي هذا العمل توفير للوقت والجهد والمال ولكن الفدرالية المطروحة في العراق ليست كذلك ان مايطرح الان من فدراليات هي لخلق اقاليم طائفية وحزبية يكون ولائها الى ايران وهذا مرفوض جملة وتفصيلا اضافة الى ان هذه المشاريع المطروحة تحمل نوايا خبيثة وتريد تقسيم العراق لذلك نعتقد ان الاقاليم والفدرالية هي بداية تقسيم العراق
ماذا كان دوركم في الدعوة الى فدرالية البصرة ؟ وهل هذا المشروع مازال قائما ؟
( العبدان ) كنا نعلم ومنذ البداية ان مشروع الفدرالية سيفشل لان ثقتنا باهلنا في البصرة كان ولازال كبيرا وللعلم ان المشروع ليس جديدا فسبق ان طرح عام 2005 مشروع اقليم الجنوب والذي يشمل ثلاث محافظات ووقفنا حينها بوجه هذا المشروع بقوة كبيرة وافشلناه بعد ان هددنا ان اقامته معناها نهايتنا ونهايتهم وايضا المشروع الاخير فشل فشلا ذريعا ولعدة اسباب ولم يعد هذا المشروع قائما من جانبه ولكن هناك جهات اخرى الان تريد اعادة طرح هذا المشروع من جديد وقد وقفنا ضدهم حتى قبل اعلانهم عن نواياهم ورغم انهم حاولوا شراء موقفنا بمناصب واموال الا اننا رفضا رفضا قاطعا ونعتقد ان شعب البصرة شعب واعي ولديه وقاية ولدت معه بالفطرة ولن يسمح بان يكون مساهما في تقسيم العراق
في ظل هذه الهيمنة الايرانية الكاملة لمناطقكم كيف تعملون ؟ وكيف تحمون انفسكم ؟
( العبدان ) نحن نعاني معاناة كبيرة في عملنا ففي البداية كان يمكن لاي شخص ان يوجه نقد او اتهام لاي جهة سياسية بالعراق اما ان توجه نقد الى ايران فهذا خط احمر لايمكن ولايسمح لاي جهة ان تقوم به ولكننا اردنا كسر هذا الطوق وهذا الحاجز وقمنا بعمل كبير من خلاله كشفنا الخطط الخبيثة الايرانية التي تحيك المؤامرات المستمرة للعراق وشعبه فما كان من ايران الا ان وضعتنا في القائمة السوداء والتي تعني التخلص منا وفعلا قاموا باغتيال عدد ليس قليل من انصارنا وحاولوا اغتيالنا شخصيا اكثر من مرة وفي اماكن متعددة ولكن الله سلم وقاموا بتلفيق التهم ضدنا ونشر الاشاعات الكاذبة والتي كان القصد منها تشويه سمعتنا بل ووصل الحد بهم الى اختطاف احد اطفالي كل هذه الامور لم تثنينا عن مواصلة العمل ونحن نعتقد انهم بعد ان يأسوا من التخلص منا لمشيئة يعلمها الله فانهم الان يبثون كلام القصد منه ان هذه الحركة وقيادتها ليسوا مهمين وليسوا مؤثرين ولايستحقون ان نبذل معهم اي عمل لاسكاتهم وقبلها طبعا حاولوا وبكل الطرق شراء ذممنا باموال طائلة ومرة قالوها وبصريح العبارة (( كونوا معنا وسنريكم من هو اكرم العرب ام العجم )) والقصد منه انهم يريدون اعطائنا اموال كثيرة اعتقادا منهم ان العرب يمولوننا بالاموال وهذا الامر الذي كانوا فيه بقمة الغباء اذ لاتوجد ولااي دولة عربية مدت يدها لنا يوما بل ولم تسأل عنا اصلا
على ذكر الدول العربية ماذا ترون في الموقف العربي من العراق ؟
ان مايميز ايران عن العرب ان ايران تملك مشروعا وتعمل على تحقيقه وهذا المشروع هو توسعي وبالنهاية سيكون احتلالي والنتيجة النهائية لهذا الحلم هو اعادة الامبراطورية الفارسية لذلك تجد ايران لاتدخر وسعا في نشر عملائها في اي بقعة صالحة او غير صالحة للعمل ولاحظنا في الفترة الاخيرة ان عملاء ايران في بعض الدول اصبحت لهم قوة كبيرة ففي العراق اصبحوا هم قيادات البلد ولاول مرة نسمع عن نفوذ ايراني في السعودية ونفوذ اقوى في الكويت وجيش كامل في اليمن وخلايا في مصر واخرى في المغرب وغيرها وغيرها الكثير كل هذا يدل ان ايران الان لديها خيوط في كل مكان في العالم العربي ورغم كل هذا فان الدول العربية لحد الان لم تحزم امرها ولم تتخذ موقفا قويا وموحدا لهذا الموضوع اعتقادا من كل دولة ان الخطر لازال بعيدا عنها ولايعلمون ان السرطان الايراني سينتشر في كل مفاصل الجسم العربي اذا لم نستأصله وايران سعيدة جدا بهذا التشتت العربي وكان المفروض من العرب تناسي كل خلافاتهم وتوحيد موقفهم من قضية ايران وكان يجب عليهم ان تكون لديهم بصمة واضحة في جنوب العراق فلاتستغربوا انه بعد فترة من الزمن يتوجه كل ابناء الجنوب الى ايران ويذوبوا في المجتمع الايراني كما ذاب عرب الاحواز المحتلة والجواب الذي ستجده عند سؤالك اياهم سيكون واحدا وهو ان العرب قد تخلوا عنا وايران فتحت كل اذرعتها لنا فهل يريد العرب ان نصل الى هذا الوضع
ماهو موقف الكويت منكم خاصة انكم حركة قوية في البصرة والكويت مهتمة جدا بموضوع البصرة ؟
( العبدان ) دائما الشعوب هي من تدفع اخطاء قياداتها ولم تكن قضية الكويت والمشكلة التي نشبت عام 1990 تستحق احتلال بلدا مهما في المنطقة معترف به من كل دول العالم خاصة ان الكويت كان لديها موقف مشرف وقوي وعروبي اصيل خلال حرب الثماني سنوات مع ايران وكانت الكويت قد اعطت مجالها الجوي والبري كله بيد القوات العراقية اثناء الحرب ورغم ماحدث من خلاف بعد انتهاء الحرب وبغض النظر عمن كان السبب والمسبب فلم يكن من المفروض ان تصل القضية الى استباحة ارض وشعب دولة باكملها وكلنا يعرف ان الجيوش عندما تدخل بلدا فانها تفسدها وتجعل اعزة اهلها اذلة لذلك كانت الكويت ولازالت تتعامل بحذر مع القوى الوطنية في العراق عموما والجنوب خصوصا والبصرة على الاخص لانها ترى في الاحزاب الدينية احزابا تبيع كل شيء من اجل مصالحها بينما القوى الوطنية فهي صاحبة مبدأ وثبات ونحن كنا ولازلنا على مبدأنا وثباتنا ولكننا نكن كل الاحترام والتقدير للكويت ارضا وحكومة وشعبا ونتمنى لهم كل خير وثوابتنا لاتتنافى مع وحدة الكويت ولا مع مصالح الكويت بالعكس نحن اقرب فكرا وروحا الى الكويت من الاحزاب الطائفية لاننا صادقين في تعاملنا ولسنا مرتزقة ورغم محاولات التقارب بيننا الا ان الكويت لازالت ترى ان الوقت لم يحن بعد للانفتاح علينا ونحن نقول لها ولكل الدول العربية باننا جزء منكم وانتم جزء منا فنحن تجمعنا قومية واحدة ودين مشترك بل وعاداتنا وتقاليدنا في البصرة هي اقرب من الجميع الى الكويت
ماهي مصادر تمويلكم ؟
( العبدان ) للاسف الشديد ان موضوع التمويل هو الذي يقيد عملنا فنحن لدينا نشاطات كبيرة جدا نريد العمل بها ولكن نقص التمويل هو من يقف عائقا امامها ولحد هذه اللحظة لم نتلقى اي دعم من اي جهة لامحلية ولاعربية وقد يستغرب البعض من هذا الكلام اذ كيف ان عملا بهذا الحجم والذي يقف بوجه اعتى دولة بالمنطقة وبدون تمويل ولكنني سأذكر لكم حادثة تقرب الصورة اكثر ففي حملة مقاطعة المنتجات الايرانية الاولى التي اطلقناها في البصرة كانت تحتاج الى مجهود كبير واموال كثيرة وقد خاطبنا جهات عديدة من اجل الوقوف معنا لكن للاسف الجميع ادار ظهره عنا فقررنا ان نقوم بالعمل بمجهودنا الخاص وبالامكانيات المتاحة فاذكر ان الكثير من متطلبات الحملة كنا نعملها في منزلنا وبأيادي المتطوعين وعندما اطلقنا الحملة سرت شائعات بأن الحملة ممولة من دولة عربية بملايين الدولارات وعندما سمعنا ذلك ضحكنا كثيرا لان الحملة لم نصرف عليها الا مبلغ بسيط جدا لان كل العمل قمنا به بايدينا وبجهودنا الذاتية البسيطة حتى اننا لم نعلم لحد الان من هي الدولة التي قصدوا انها قدمت دعما لنا وفي الحملة الثانية واجهنا صعوبة اكثر كون الخناق قد ضيقوه علينا اكثر فكنا نحتاج الى موارد اكثر فهنا قمنا بجمع تبرعات من اعضاء الحركة واذكر ان احدهم قام ببيع (( اللابتوب )) خاصته لكي يساهم في التمويل اما في الحملة الثالثة وبما ان الموضوع اصبح صعبا وخطيرا فاننا ناشدنا الجميع وتكلمنا مع العديد من الشخصيات ( الوطنية ) وبعضها من اصحاب الملايين كي يمولوا هذه الحملة وقمنا بارسال رسائل الى عدد كبير من هذه الشخصيات ومستعدين لذكر اسمائهم ولكنهم للاسف كلهم وبلا استثناء لم يستجيبوا لنا ولم يقدموا فلسا واحدا لنا رغم ادعائهم بالوطنية وانهم اصحاب مشروع وطني لذلك اضطررنا الى الغاء الحملة التي ارعبت ايران كثيرا والتي عرضت علينا مرة وكالات تجارية عديدة وكثيرة من الشركات والمصانع الايرانية مقابل ايقاف الحملة ولكننا رفضنا وهذا العام لم نستطع اطلاقها كالعادة السنوية بسبب ضعف الموارد فكانت هدية مجانية لايران
وهذا الامر ينطبق على كل نشاط نقوم به فاننا نعاني من تكاليفه ونبذل مجهودا كبيرا في توفير المستلزمات اكثر من تحضير الموضوع المطروح وهذا هو حالنا وحال تمويلنا الذي وللأسف الشديد هو العائق الاكبر امام عملنا ولو توفرت لدينا امكانيات مثلما توفر للبعض لاستطعنا تغيير خارطة الجنوب العراقي بشكل كبير وخلال فترة قياسية ولكننا مع هذا نشعر براحة الضمير اذ انه لم يبق لدينا اي شيء ممكن ان نقدمه للوطن وبخلنا به بينما الاخرين يملكون الملايين ويبخلون بالفتات من اجل وطنهم الذي يتاجرون به وباسم الوطنية
ماهو وضع اهل السنة في البصرة ؟
( العبدان ) السنة في البصرة هم جزء من المجتمع البصري عاشوا على هذه الارض الطيبة متجاورين متاخين سنينا طويلة ولم يكن ينظر الى هذا الشخص من اي طائفة او دين حتى ان المسيحيين والصابئة كانوا موجودينا ايضا ولم يكن هناك اي تفرقة او ضغينة بين اي جهة واخرى ولكن ما ان احتلت ايران البصرة حتى ظهرت هذه الامور وبدأت تأخذ منحى خطير واصبح هناك همس ولغط وسباب وكلها فتنة صنعتها ايران فكانت الهجمة كبيرة من قبل الميليشيات على اهل السنة فاضطر عدد كبير جدا منهم الى مغادرة البصرة بل ان البعض منهم كان يريد الفرار باسرع وقت بعد ان طال الموت او التهديد اهله واقاربه لذلك تجد ان السنة اليوم نسبتهم في البصرة لم تعد تتعدى ال 20 % بينما كانت في وقت سابق تصل الى 60 % ولكن يبقى اهل السنة ورغم الظروف التي اجبرتهم على المغادرة جزءا مهما من كيان المجتمع البصري ولم تنالهم كل المحاولات التي كانت تريد منهم ان يكونوا متطرفين وتابعين لحزب اعتبر نفسه ممثلا عنهم لكنهم رفضوه رفضا قاطعا وكانوا ضمن المشروع الوطني لاعقين جراحهم من اجل الوطن
كيف تنظرون إلى الأوضاع العامة في العراق ؟
( العبدان ) لايمكن ان تكون الاوضاع جيدة بوجود الاحتلال فلم يشهد التاريخ ان احتلالا جاء الى بلد واحتله ونعم هذا البلد بالامن والاعمار والعيشة الرغدة فكل احتلال يصاحبه بالفطرة موت ودمار وخوف وفوضى وهذا مانعيشه الان فمادام الاحتلال موجود فلاوجود لاي حالة طبيعية في العراق وهناك من يعتقد ان خروج الاحتلال بهذه الاوضاع ستجعل الوضع سيء الا اننا نؤكد انه سيكون افضل بكثير لانك استطعت التخلص من جهة معادية وبالتالي التوجه الى الجهات الاخرى ويكون العدو عندها واضح جدا امامك بعد ان يكشر عن انيابه
من تقصد بالاحتلال هنا ؟
( العبدان ) الاحتلال هو كل اجنبي يفرض قراره عليك وهذا الامر في الجنوب ينطبق على ايران بشكل اكبر وطبعا الاحتلال الاجنبي الاخر المتمثل بالامريكي والبريطاني
ماهو الحل الأمثل للمعضلة العراقية برأيكم ؟
( العبدان ) الوحدة الوطنية والثبات على هذا الموقف هو الحل الامثل فالعدو يحاول وبكل الطرق احداث شرخ في وحدتنا الوطنية ورغم انه استطاع ان يحدث فجوات هنا وهناك لكن النسيج العام بقي متماسكا رغم المحاولات الكبيرة التي بذلها المحتل والمؤامرات التي قام بها والتي لو حدث ربع ماحدث للعراق في اي بلد اخر فانه بالتأكيد سيكون الان في طي النسيان لكن العراق وشعبه بقيا ثابتين يترنحون احيانا من الضربات المتتالية التي توجه لهم لكنهم والحمد لله لم يسقطوا
فرهاننا الاول والاخير على الوحدة الوطنية والثبات على هذا الموقف