تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقمْ للمعلِّم ولا تُوفِّهِ التبجيلا


كوفي
08-03-2012, 04:55 PM
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قال في إحدى قصائده:
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا .. كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رَسولا

والمعلم الذي أقصده أنا غير ذلك الفاضل الذي قصده أحمد شوقي، حيث كنت أعني بمقالي (وليد المعلم) وزير خارجية نظام بشار الأسد الذي ظهر في طهران؛ ليتوعّد شعبه بالويل والثبور وعظائم الأمور وهو ما لم يفعله مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل جوهرة الأراضي السورية (هضبة الجولان)، وهو العدو الذي قصف في زمنٍ ليس بالبعيد دير الزور بزعم وجود مقرٍ لمفاعلٍ نووي، فخرج المعلم وقتها يتحدث – كعادته - بهدوء يكتنفه الملل ويتغشاه الخذلان، وكأني به مع شعبه ينطبق عليه قول الشاعر:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة.. خرقاء تنفر من صفير الصافر

إنه من المُخزي والمُؤلم أن يستعين وليد المعلم بطهران ضدّ شعبه وبني قومه, وهو والنظام الذي يمثل سياسته الخارجية ما فتئوا يردّدون شعار حزب البعث السوري (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) فهل يا ترى ستعمل طهران لمصلحة الأمة العربية، وهي التي تسعى الى تفتيت الأمة وإثارة القلاقل بها من شرقها كالبحرين والعراق إلى شمالها في لبنان الى جنوبها كاليمن؟ وهل وضعت طهران إمكاناتها لتحقيق رسالة حزب البعث العربي الاشتراكي؟ والقاصي والداني يعلم ظلم حكومة طهران للعرب بالأحواز سنةً وشيعةً لا لشيء سوى أنهم عرب.

إن وليد المعلم لم يعتبر بما حصل ويحصل في العراق من مآسٍ من جرّاء تدخلات ايران ولن يثمر الشوك العنب؛ وإن تعجب فعجب ما قاله في مؤتمره الصحفي الذي جمعه مع نظيره الإيراني كما أوردته جريدة الشرق الأوسط في عددها 12298 بتاريخ 11 / 9 / 1433 حيث قال: "لقد تجمعت كل القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة"، وكأن سوريا هي بشار وزمرته فقط، أما القوى المعادية لسوريا فهي الشعب السوري في حلب ودرعا وحمص وحماه ودير الزور ودمشق والأتارب و مدن وقرى وأرياف سوريا كافة.

ولعل ما يخفّف حزننا وأسفنا أنه في الوقت الذي يستنجد فيه وليد المعلم بطهران ضد شعبه نجد أن خادم الحرمين الشريفين، يدعو إلى جمع التبرُّعات لإخواننا بالشام لأجل ذلك كله يتأكد لنا أن المعلم لا يستحق التبجيل